أطباء يطالبون بدعم التأهيل بمراكز بحثية تطويرا للعلاج وتقليلا لتكاليفه الاقتصادية

أطباء يطالبون بدعم التأهيل بمراكز بحثية تطويرا للعلاج وتقليلا لتكاليفه الاقتصادية
أطباء يطالبون بدعم التأهيل بمراكز بحثية تطويرا للعلاج وتقليلا لتكاليفه الاقتصادية
أطباء يطالبون بدعم التأهيل بمراكز بحثية تطويرا للعلاج وتقليلا لتكاليفه الاقتصادية
أطباء يطالبون بدعم التأهيل بمراكز بحثية تطويرا للعلاج وتقليلا لتكاليفه الاقتصادية
أطباء يطالبون بدعم التأهيل بمراكز بحثية تطويرا للعلاج وتقليلا لتكاليفه الاقتصادية

في ندوة صحية لا يمكن قراءتها بمعزل عن الاقتصاد، اتفق أطباء ومختصون على ضرورة إيجاد مركز متخصص في أبحاث التأهيل وتقنيات العوامل المحفزة لبناء العظام سعيا إلى تعزيز مقدرة القطاع الصحي على مواجهة المعدل المتصاعد لحالات الإعاقة وإصابات الحوادث المرورية في المملكة، وأكد الأطباء الذين تحدثوا في ندوة نادي الاقتصادية الصحفي أن الخدمات التأهيلية المتخصصة في تلك الحالات تكبد الدولة مبالغ طائلة بالنظر إلى التكاليف العالية التي تتطلبها نوعية الرعاية الطبية التي يحتاج إليها المرضى بما تشمله من زراعة أطراف صناعية وجراحات تجميلية وبرامج تأهيل طبي ومعنوي، مشيرين إلى أن من شأن رفع مستوى الاهتمام بالبحث العلمي المنفتح على أحدث التجارب والخبرات العالمية أن يطور من أساليب العلاج ويوفر قدرا أكبر من الجهد، إضافة إلى تخفيف العبء الاقتصادي وتدارك الخسارة الناجمة عن توقف إنتاجية عدد من المواطنين بسبب تعرضهم لإصابات تقعدهم عن العمل.

#2#

وقد تحدث في بداية اللقاء الدكتور خالد الحزيمي المشرف العام على كرسي المهندس عبد الله بقشان للعوامل المحفزة لبناء العظام، متناولا دور ما يعرف طبياً بالعوامل المحفزة في تقليل تكاليف العلاج، مؤكدا أهمية وجود مركز لا يكتفي بتثقيف المرضى فقط بل يساعد على توعية الممارسين المهنيين من الأطباء على اختلاف تخصصاتهم بين الطب البشري وطب الأسنان والجلدية والعظام، وأوضح «الحاجة أصبحت متزايدة لاستخدام هذه التقنيات، في إسبانيا مثلا توجد تقنية تتيح استخلاص الصفائح الدموية واستخدامها لمرضى السكري والغرغرينا، وقد وجدت نجاحا كبيرا في تخفيف حالات بتر الأقدام، هذه التقنية لو تم استخدامها في الخليج خصوصا مع تزايد حالات مرض السكري، فستقل التكلفة المترتبة على التعامل التقليدي مع هذه الحالات، خصوصا أن بتر قدم شخص سيؤدي إلى جعله معوقا وحينها ستكون إعادة تأهيله مكلفة جدا، كما أنه سيكون عضوا غير فاعل وغير منتج في المجتمع وهذه تكلفة أكبر. استخدام العوامل المحفزة يخفض التكاليف على الحكومة ويرفع مستوى العناية الأولية للفرد، ولن يتأتى هذا إلا بوجود مركز بحثي له علاقة بالتطويرات ما قبل السريرية والسريرية». وأشار الدكتور الحزيمي في هذا الصدد إلى تجربة الولايات المتحدة في وضع أولوية لدعم أبحاث معينة مثل سرطان الجلد والزهايمر على سبيل المثال نظرا لانتشارهما الكبير لديهم، حيث تنفق الدولة ميزانيات كبيرة على هذا الجانب .. مرجعا إلى ذلك تطور المنتجات الطبية والقطاع الصحي الأمريكي في خدمة هذه التخصصات وهو ما انعكس مباشرة على المرضى.
وعلق في هذا السياق «نحن في المملكة باستطاعتنا وبوجود منتجات يمكننا تطويرها سواء في بناء العظام أو السكري أو غيرهما، وجود المركز يساعد طلابنا في البكالوريوس أو الدراسات العليا ويربطهم بأحدث التقنيات الموجودة في التخصص بحيث يكونوا قادرين بطريقة تطبيقها للمرضى، فهذا يعطيهم فرصة كبيرة لأن يدخلوا في حالة نقاش جاد وبحث نشط ويكون لها تطبيقات مفيدة منسجمة مع حاجة المنطقة .. في كرسي المهندس عبد الله بقشان بدأ بشكل بسيط من خلال استضافة أربع دراسات لمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية، وحين جاء الوفد من هارفارد وعملنا معا في الرياض، حضر جميع طلاب وطالبات الدراسات العليا وشاهدوا العمليات، وهذا جعلهم ملمين بأحدث التقنيات الطبية».
الدكتور الحزيمي طالب بتعزيز التخصصية وتوجيهها بحسب الاحتياج الصحي لكل منطقة، وتحدث عن وجود تباين في تميز مستوى الرعايات الطبية المتخصصة بين المستشفيات، معلقا «يجب أن يكون عندنا تخصصات نتميز فيها، فرضا في جدة يجب أن تكون مستشفيات جدة متخصصة في الأمراض المعدية بحكم قربها من مناطق الحج، الشرقية فيها انتشار لأمراض الدم فيجب أن تخصص فيها، وجازان أيضا فيها السرطان، وهكذا .. البناء يجب أن يكون متكاملا بين المستشفيات والتعليم والبحث العلمي، وجود عوامل محفزة والانطلاق فيها بما يتواكب مع حاجات البحث العلمي القائمة حاليا ستحدث طفرة علمية لها مردود اقتصادي كبير، لا توجد في الغرب حوادث سيارات أو أمراض سكر مثلا بالنسبة الموجودة عندي فبالتالي حاجتنا أكبر منهم، نستطيع بوجود قدرات وكوادر بشرية تدربت في دول متقدمة أن نخلق هذه البيئة».

#3#

في جانب آخر، يرى الحزيمي وجود فرصة لنجاح التعاون بين الحكومي والخاص أو المراكز البحثية في سبيل إيجاد حلول لمشكلات التعامل الطبي مع الإصابات والإعاقة، هناك كثير من الأطفال الذين يحتاجون علاجا تأهيليا، وتمنى أن تتم الاستفادة من تقنية العوامل المحفزة من قبل الممارسين المهنيين ليواكبوا أحدث ما توصلت إليه البحوث العلمية.
وقد أكد الدكتور فوزي الجاسر رئيس قسم طب العظام في المستشفى الجامعي كلية الطب جامعة الملك سعود أن الاكتفاء بشراء الأجهزة لا يمثل حلاً مالم يتم تعزيز ثقافة البحث العلمي التي تنطلق من الواقع وتقدم حلولا عملية وخططا استراتيجية.. قبل أن ينتقل إلى التركيز على مشكلة الحوادث المرورية باعتبارها السبب الرئيسي للوفاة في المملكة بجانب تسببها في نسبة كبيرة من حالات الإعاقة الحركية، فقال: «الحوادث المرورية تخطت كل الأمراض من حيث تسببها في الوفاة، عالميا.. هناك إصابة لكل ثمان حوادث في بريطانيا، بينما لدينا ست إصابات في كل ثمان حوادث، الأخطاء البشرية هي السبب الأساسي في هذه الحوادث إذ إنها تشكل 97 في المائة من مجمل الأسباب، ويمكن لتلافي هذا الخطأ أن يقلل من الكلفة الاقتصادية التي تؤثر في محصلتها على جودة الخدمة الصحية بشكل عام، وأضاف في معلومة أخرى «الأمم المتحدة تذكر أن حوادث السيارات هي السبب الرئيسي في وفاة الشباب بين 10 - 24 سنة والشباب أكثر عرضة من الفتيات، و400 ألف وفاة سنويا بسبب الحوادث المرورية أقل من 25 سنة ومعظمها في الشرق الأوسط، عدد ضحايا الحوادث المرورية في العام الماضي كان 6142 وبحسبة بسيطة نجد أن هذا العدد يتجاوز عدد الضحايا المحتمل فيما لو فرضنا أننا نتعرض إلى عمل إرهابي يقتل 20 شخصا كل يومين».

#4#

الدكتور أحمد أبو عباة مدير مستشفى التأهيل في مدينة الملك فهد الطبية قدم بدوره عرضاً شاملاً بدأه بمقدمة عن تخصص التأهيل الطبي قائلا إنه أصبح توجها جديدا على مستوى العالم، كما أنه عنصر مهم جدا في الفاتورة الصحية الأمر الذي جعل الاهتمام به يحمل طابعا اقتصادياً أيضاً، واستعرض جانبا من المعلومات المتعلقة بالعلاج التأهيلي فأوضح أن نسبة إقامة مرضى الحبل الشوكي في التأهيل إذا أحيل في الوقت المناسب 65 يوما، متسائلا «كيف سيكون تاثيرها النفسي والمادي فيه كفرد وعلى مجتمعه؟».
الدكتور أبو عباة وصف هذا الواقع بأنه إرهاب سلوكي، معتبرا أن المجتمع يعيش في حرب شرسة، وهي ليست حربا تقليدية أو غارات عنقودية، ولكنها تشن عليه من عدو اسمه الحوادث المرورية، حربا تصل تكلفتها إلى حدود 13 مليار ريال سنويا، منها 6.1 مليار في الرياض فقط، وتتسبب في 73 في المائة من حالات الشلل في المملكة و81 في المائة من إصابات الحبل الشوكي.
وأضاف مدير المستشفى الذي حاز أخيرا اعتماد كارف العالمي لمنشآت التأهيل «قرأت في صحيفة الاقتصادية خبرا مفاده تصريح لوزارة الصحة تقول فيه: إن الحوادث تشغل 50 في المائة من أسرة العناية مركزة مشغولة بإصابات الحوادث مع العلم أن نظام ساهر قلل نسبة الوفيات بسبب الحوادث في المملكة بنسبة 30 في المائة».
أبو عباة تحدث عن آلية استقبال المصابين في مستشفى التأهيل الطبي الذي يتعامل مع حديثي الإصابة، وقال إن المستشفى نجح في تقليص المدة التي يقضيها المريض، وأوضح «حين بدأنا كانت نسبة مكوث مريض الحبل الشوكي تصل إلى خمسة شهور، مريض الجلطة الدماغية يبقى قرابة 60 يوما، الآن مرضى الجلطة يستغرقون 29 يوما والحبل الشوكي حدود شهرين»، وقد طالب أبو عباة بالمزيد من توجيه الدعم نحو هذا التخصص نظرا لحيويته ولاتساع نطاق الحاجة إليه في ظل كونه يتصدى لنتائج المعدل المتصاعد من الإصابات الحركية الناتجة عن الحوادث أو الأمراض، وقال «أنادي وبشدة بأن التأهيل الطبي الحاد يجب أن يكون أحد عناصر الرعاية الصحية في المملكة، فهو يقلل الكلفة الاقتصادية بشكل كبير، حيث إنه يعيد الشخص المصاب إلى شخص منتج، وذلك عبر برنامج علاجي يقوم على ثلاثة أضلاع: طبي ونفسي واجتماعي، كلها مهمة لإعادة الشخص إلى مجتمعه، كما أن شركات التأمين يجب أن تضع في الحسبان أن نظامها يقدم خدمات التأهيل وإلا فالكلفة ستكون كبيرة جدا على مستوى الدولة».

#5#

الدكتور فوزي الجاسر تحدث أيضا عن مشكلة إيجاد العظام البديلة التي ما زالت قائمة بشكل كبير على الرغم من ثورة الطب الحديث، وقال إن الحاجة إلى العظام لا تقتصر فقط في الحوادث المرورية، إذ إن بعض الأورام التي تصيب المريض يترتب عليها نقص في العظم في منطقة معينة، وقد لا يكتشف ذلك إلا بالصدفة، وقال إن أسلوب العلاج الموجود في العالم يقوم على أخذ العظم البديل من مكان آخر في الجسم، وقد تؤدي إلى مشكلة في ذلك المكان، وطرح الجاسر إحصائية تقول إن 4 في المائة من الدخل الوطني في المملكة ينفق في علاج الكسور التي تحتاج إلى تطعيم عظمي، موضحاً «أقل كيس عظم يمكن أن يتجاوز سعره 6000 ريال، وقد لا يغطي 1 في المائة من الاحتياج.. لكن بتقنية العوامل المحفزة يتم إنتاج عظم من جسم الإنسان نفسه ودون مشاكل من الأجزاء الأخرى، وهو ما يعني أنها تعطينا حلا يتقبله الجسم والدراسات تؤكد هذا الكلام، الآن الطرق الحديثة تقوم بإطالة العظام بشكل طبيعي، الشخص الذي يعتقد أنه سيكون عالة على مجتمعه سيعود شخصا منتجا، العوامل المحفزة تظل أمرا ضروريا باستمرار، لأن احتياج العظم البديل يبقى قائما في كل الأعمار، ومع هذه التقنية نتطلع إلى أن نكون دولة منتجة وليست مستوردة لهذا الشيء».

الأكثر قراءة