الالتهاب الرئوي يشكل نسبة 19 % من أسباب وفيات الأطفال

الالتهاب الرئوي يشكل نسبة 19 % من أسباب وفيات الأطفال
الالتهاب الرئوي يشكل نسبة 19 % من أسباب وفيات الأطفال

الالتهاب الرئوي أحد الأمراض المنتشرة والخطيرة التي تصيب الجهاز التنفسي للأطفال ويكثر حدوثه في فصلي الشتاء والربيع وهو التهاب في أنسجة الرئة بسبب وصول ميكروب معين، وعادة يكون نوعاً من أنواع البكتيريا، ولكن في أحيان أخرى يكون السبب فيروسا أو فطريات، وعندما يستقر الميكروب في الحويصلات الهوائية يبدأ بالتكاثر وتمتلئ الرئة بالسوائل وكرات الدم البيضاء لمحاربة هذه البكتيريا، ومن الممكن أن يصيب هذا الالتهاب فصاً أو أكثر من فصوص الرئة، وتحدث العدوى عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف وفم المريض عند السعال وتشكل نزلات البرد والإنفلونزا وإهمال علاجهما العامل الرئيس في حدوث المرض.

إحصائيات تعكس حجم المرض

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ستة أمراض، يمكن الوقاية منها في الغالب، مسؤولة عن 73 في المائة ‏من وفيات الأطفال في العالم كل عام، ويسبب الالتهاب الرئوي 19 في المائة ‏من حالات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة يليه الإسهال ثم الولادة قبل موعدها وبعدها الملاريا وإصابات عدوى الدم ومشكلات التنفس المتصلة بمضاعفات الولادة، ووفقا لتقديرات جديدة أظهرت أن ما يزيد على سبع ‏من كل عشر ‏حالات من الوفيات السنوية لأطفال أقل من الخامسة وعددها 10.5 مليون، مرتبطة بستة أسباب، وأن أربعة ‏أمراض معدية هي سبب أكثر من نصف كل وفيات الأطفال.

#2#

أنواع متعددة

يتنوع الالتهاب الرئوي إلى عدة أنواع مختلفة منها البكتيري Bacterial Pneumonia: وهو أكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعا،‏ الالتهاب الرئوي الفيروسي Viral Pneumonia: يزداد ظهوره عند الأطفال وسببه الفيروسات وهناك أنواع من الالتهابات الرئوية الفيروسية التي تكون شديدة الانتشار والأكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي اللانمطي سارس، إضافة إلى الالتهاب الفطري Fungal Pneumonia: وهو نادر الحدوث وقد يظهر عند المرضى ضعيفي أو عديمي المناعة مثل مرضى الإيدز.
وفي العادة تكون أعراض الالتهاب الرئوي واضحة، ونستطيع تشخيص المرض بأخذ التاريخ المرضي والفحص السريري بواسطة السماعة، ولكن لتحديد مدى انتشار الالتهاب نقوم بعمل أشعة سينية للصدر، وفي بعض الأحيان نأخذ عينة من الدم في الأطفال، والبلغم عند الصفار لعمل زراعة مخبرية لتحديد نوع الميكروب المسبب للالتهاب.

مضاعفات شديدة الخطورة
في غالبية الحالات لا تحدث مضاعفات للأطفال الأصحاء الذين تلقوا العلاج المناسب والعناية، ولكن قد يؤدي الالتهاب الرئوي في بعض الحالات إلى مضاعفات مثل الانسكاب البلوري وهو تجمع سائل في الفراغ بين الرئة والقفص الصدري أو الالتهاب الصديدي للغشاء البلوري مما يتطلب سحب الصديد من الصدر بأنبوب خاص، وأحيانا يحدث تجمع هوائي تحت الغشاء البلوري مع بعض الميكروبات المسببة، ومن المضاعفات الأكثر خطورة انتشار الميكروب في الجسم مثل الدورة الدموية أو التهاب غشاء القلب أو العظام أو المفاصل أو الالتهاب السحائي أو التهابات الأنسجة الرخوة.

طرق علاجية
يعد المضاد الحيوي المناسب من أهم الطرق العلاجية، وفي الماضي كان مرض الالتهاب الرئوي من الأمراض المميتة قبل اكتشاف المضادات الحيوية، ويؤخذ المضاد الحيوي حسب تعليمات الطبيب من عشرة أيام إلى أسبوعين على الأقل، ويشعر المريض بتحسن خلال ثلاثة إلى أربعة ‏أيام من العلاج، ويجب على الأم أن تهتم بإعطاء طفلها سوائل كافية ودواء مخفضاً لدرجة الحرارة، كما ننصح الطفل بالراحة التامة في المنزل مع الامتناع عن ممارسة الألعاب الرياضية، كذلك على الأم مراقبة تنفس الطفل ومراجعة الطبيب عند حدوث أي ضيق في التنفس أو زرقة لأنه في بعض الحالات، يحتاج الطفل إلى استنشاق الأكسجين أو سحب الصديد من التجويف البلوري حتى يتماثل تماما للشفاء.

استشارية طب الأطفال ــ المجمع الطبي في العليا

الأكثر قراءة