الصالة 4 في مطار الملك خالد
دائما أتساءل ويسألني أيضا كثير من المهتمين عن الصالة 4 في مطار الملك خالد الدولي التي لا تزال مهجورة منذ افتتاح المطار قبل ربع قرن. لماذا بقيت هذه الصالة مهجورة بين الصالات الثلاث الأخرى طوال هذه السنين. خاصة أن المطار وإن كان لا يزال لم يبلغ طاقته الاستيعابية القصوى ـــ إن قدرت بما يمكن التعامل معه من طائرات نسبة إلى عدد المدارج وبوابات الطائرات ـــ إلا أن تصميمه القديم لم يراع المساحات المخصصة لمرافق الركاب سواء صالات الانتظار في منطقة الإجراءات أو صالات الانتظار قبل ركوب الطائرات وما يتبعها من مرافق تكاملية ضرورية كالمطاعم والأسواق ودورات المياه وغيرها. هناك خطة مستقبلية طموحة لتطوير مطار الملك خالد تشمل بناء مرافق جديدة تتكامل مع المرافق الحالية في منظومة واحدة ليكون المطار قادرا على التعامل مع متطلبات السفر المستقبلية. ولكن هذه الخطة قد تحتاج لسنوات طويلة لتنفيذها وتحتاج لمخصصات مالية كبيرة. واقع حجم السفر في مطار الرياض خلال السنوات الأخيرة وإن كان ينمو بمعدلات قوية، منخفض بما يجب أن يكون عليه عطفا لما للعاصمة الرياض من عوامل عديدة تؤهل المطار لأن يسجل 30 مليونا في السنة وليس نصف هذا الرقم كما هو الآن. تطوير وتأهيل الصالة 4 في رأيي خطوة أولى وضرورية الآن وفي أسرع وقت كي تخفف من الضغط على الصالات الأخرى ليس بسبب نقص بوابات الطائرات، وإنما إتاحة مساحات ملائمة لمنطقتي الإجراءات والمغادرة كي يستطيع المطار توفير بيئة مناسبة للركاب تماثل المطارات العالمية. فسوق السفر لدينا تتميز بعدة مواسم ذروة في السنة، حيث تضيق المطارات على الركاب الذي ينتهي بهم الحال لافتراش الممرات. تسريع تأهيل الصالة قد يتأتى من إشراك القطاع الخاص من خلال عقد استثماري طويل الأجل مع خطوط جوية كبرى محلية أو عالمية أو شركات متخصصة في ملكية واستثمار المطارات. ويتم منحها ضمانات من عوائد التشغيل المختلفة كجزء من رسوم هبوط الطائرات العاملة من الصالة والرسوم الكلية لاستخدام بوابات الطائرات وتأجير المرافق التجارية في الصالة.