العودة إلى الأساسيات في عالم الرفاهية هل تغير السلوك الاستهلاكي؟
هل يتغير السلوك الاستهلاكي بينما تزداد أعداد الطبقة الوسطى في الصين؟ وفقاً لما يقوله دافيد تانج، مؤسس شركة شانغهاي تانج، وأندية الصين، فإن السلوك الاستهلاكي لا يتغير مع التنمية الاقتصادية، وإنما من المتوقع فقط أن يفعل ذلك.
ويقول تانج ''لا أعتقد أن التنمية الاقتصادية غيرت الطبيعة البشرية، وبإمكان الصين الآن، في ظل طبقة وسطى متزايدة الأعداد، أن تبدأ التفكير، بالأمور البرجوازية، وبحياة جيرانها الأقرب إليها. ولذلك، فإن من المتوقع أن يتغير السلوك الاستهلاكي فيها''.
وهو يضيف أن الناس في أي مكان يريدون الحصول على القيمة الجيدة حين يصبحون أكثر غنى، بغض النظر عن الصورة الاقتصادية العامة. وهم سوف يشترون ما يعتقدون أنه سوف يمنحهم المكانة المميزة. وسوف يستمرون في مقارنة أنفسهم بالآخرين بخصوص الضرورات الحياتية.
وحين يشترون المواد الأرخص، فإنهم يطلبون أفضل قيمة مقابل أموالهم. ونجد على سبيل المثال أنه إذا فتح تاجر تجزئة مشهور، مثل تيسكو، فرعاً في الصين، وباع تفاحاً أحلى مذاقاً من التفاح الصيني، فإن المستهلكين في الصين سوف يتساءلون عما إذا كان التفاح الجديد أغلى سعراً مقابل هذه الميزة في الطعم.
ويقول تانج ''تبرز المكانة إلى الذهن حين تبرز الطبقات الوسطى. وهم يريدون أن يعرفوا ماذا لدى جارهم، وونج. وهل أن ثلاجته منجم كبير للمواد الغذائية، وهل لديه دراجة بسلاسة حركة دراجتي؟ وهل السيارة التي سوف يشتريها أغلى من سيارتي؟ ثم يعودون إلى التساؤل: هل يفترض أن أشتري ساعة رولكس أصلية، أو واحدة مقلدة؟''.
إن هذا هو أحد الأسباب التي تجعل تانج يعتقد أن سكان البر الصيني هم من يقف وراء رواج النشاطات العملية الخاصة بمبيعات التجزئة في هونج كونج. وهو يقول ''إن الـ 16 مليون صيني الذين يأتون من البر الصيني هم الذين يشترون كل هذه المواد''.
لذلك إذا كان من الضروري فهم كيفية تفكير الناس من أجل كسب ود، ومحتويات محافظ هذه الأعداد الكبيرة من المستهلكين، فإن عليهم أن يعرفوا ما أنواع السلوك والثقافة في الصين التي يجب أن تشملها عروض القيم من جانب الشركات لكي تؤثر في حركة المنتجات والخدمات.
قال تانج لإنسياد نولدج إنه لا توجد معادلة خاصة لذلك، وكل ما هو مطلوب هو الإدراك العام للأمور. فإذا أردت بيع شيء ما، فإن عليك التأكد من وجود شخص يريد شراءه. وعليك التأكيد على البيع بالسعر الصحيح، وكذلك إذا أردت بيع شيء جيد، ودائم، فإن عليك التركيز على هذه المسألة''.
إنه يجادل بأنه ''ليس هنالك سر في ممارسة النشاط العملي: فما عليك إذا بعت شيئاً جيداً، إلا أن تُشعر الطرف الآخر بجودته، وبأنه دفع ماله مقابل شيء يستحق ذلك. كما أن متسوقي بضائع الرفاهية لديهم فكرة بأنهم يحصلون بالفعل على شيء أعلى قيمة مما دفعوه، لأن هذا الشيء يرفع مرتبتهم، ويجعل نفوسهم أكثر رضا. وهذا هو كل ما ينبغي عليك القيام به''.
تضم إمبراطورية تانج للنشاطات العملية سلسلة الموضة، شانغهاي تانج، ونوادي الصين، ومطاعم تانج الصينية، ومتاجر بيع السيجار الكوبي.
إن الأمر المهم حسب قوله هو ''تقديم المنتج الصحيح، والخدمة الصحيحة. وإنني أركز أكثر على قدرتي على المحافظة على جودة المنتجات والخدمات حتى يأتي مزيد من الناس لشرائها إذا فتحت متاجر توزيع جديدة''.
وإذا كانت عوائد مبيعاته من محاله العالمية خارج الصين في تزايد مستمر، فإنه ما زال يعتقد أن السوق الواعدة الكبرى في المستقبل هي الصين. وقد نمت نشاطاته بصورة جيدة، وإن كان نموها أفضل في البلدان المتقدمة مما هو عليه في البلدان النامية. وهو يعلق على ذلك قائلاً ''إن بيع السيجار في الدول النامية أمر صعب، ولكن المبيعات متزايدة على أية حال''.
غير أنه يؤكد أن الأمر لا يتعلق بمفاضلة بين التوجه إلى البلدان المتقدمة، أو البلدان النامية. بل إن المرء بحاجة أكثر إلى العودة إلى الأساسيات والتساؤل: ما الذي أبيعه، وهل هو جيد، وهل يباع بالسعر المناسب، وهل هنالك طبقة من الناس على استعداد لشرائه، وهل سوف تدوم عمليات رواج الشراء نتيجة للثقة الناجمة عن طول فترة استخدام المنتج؟ يقول تانج ''إن هذه هي الأسئلة الأهم بخصوص إدارة النشاطات العملية''.