الشركات الأجنبية تستهدف الأسواق الريفية في الصين

الشركات الأجنبية تستهدف الأسواق الريفية في الصين

تستهدف الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات الريف الصيني، حيث يغريها النمو الاقتصادي القوي واللوائح الحكومية المواتية، كما يقول أندرو كيني، المدير الإداري لقسم الصين العظمى في شركة بوز & كومباني للاستشارات الإدارية.
والشركات الأجنبية التي أسست شركات لها في المدن الصينية من الشريحتين الأولى والثانية ''ترى الحاجة والفرصة للانتقال إلى مستوى أقل وتلبية بقية الطلب في الصين، الذي ينمو بشكل سريع''، كما يقول كيني، المستقر في شنغهاي منذ عام 2005.
وفي الواقع، تتوقع شركة بوز & كو أن يكون نمو السوق الريفية، التي تشمل المدن والمناطق الريفية من الشريحة الثانية، هو الأسرع في العقد المقبل.
من جانبها، تشجع بكين الشركات الأجنبية على إنشاء متاجر في الأرياف، حيث إن هذا سيعزز النمو الاقتصادي ويقلل الفروق الاقتصادية بين المناطق الحضرية والريفية. وتحقيقا لهذه الغاية، توفر الحكومة قوانين مواتية وحوافز مالية لجذب الشركات المحلية والأجنبية للعمل في المناطق الريفية ذات الكثافة السكانية الأقل نسبيا البالغة نصف مليون إلى مليون نسمة، كما يضيف كيني.
ويقول كيني: ''أثناء سعي الشركات المتعددة الجنسيات للانتقال إلى هذه الأسواق الأخرى التي تعتبر أسواقاً تنمو بشكل سريع، ستواجه منافسين جددا موجودين هناك بالفعل.''
''ربما لم تكن تعرف عن هذه الشركات من قبل، ولكنها ستجدها منافسة شرسة وعدائية. وبالتالي، سيكون لدى الشركات المتعددة الجنسيات التي تسعى للانتقال إلى تلك الأسواق الجديدة عرض قيمة واضح جدا ومنتجات وأنظمة تسليم واضحة لتلبية متطلبات هذه الشرائح، بتكلفة أقل غالباً.
''ولكن لا شك أننا نعتقد أنه يوجد كثير من الفرص هناك، في مجال المعدات الطبية مثلا، والمنتجات الاستهلاكية، والسيارات، ومجموعة واسعة من الشركات. وهناك فرصة للذهاب هناك والتنافس في المنطقة نفسها مع الصينيين.''
وفي حين نجحت بعض الشركات الأجنبية في الصين، إلا أن هناك شركات أخرى وجدت صعوبة في النجاح. والفرق بين النجاح والفشل، كما يقول كيني، هو القدرة على فهم ''السياق المحلي، والاختلافات، والتوافق مع بعض الأهداف الإنمائية الحكومية للدولة، والاحتياجات المختلفة للمستهلكين هناك''.
وفي حين أن كثيرا من الشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات تتطلع للتحرك ''على نطاق أوسع بكثير'' في الريف الصيني، فإنه للنجاح هناك يجب على الشركات تبني نهج مختلف عن تلك التي تبنتها في مدن مثل بكين وشنغهاي، كما أخبر كيني مجلة ''انسياد نولدج''.
وعلى الرغم من إشارات بكين المشجعة للشركات الأجنبية، إلا أن كثيرا منها يشعر بالارتباك من انفتاح الصين على الاستثمار الأجنبي، حيث شككت غرفة التجارة الأوروبية أخيراً في موقف الصين، كما يشير كيني. وعلى الرغم من أن الصين طالما انتهجت استراتيجية بناء اقتصادها وقدرات شركاتها المحلية، إلا أنه لا يزال هناك فرص كبيرة للشركات الأجنبية في الصين، كما يضيف.
وعند سؤاله عن رأيه في قول الرئيس التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، جيف أميلت، أخيراً إن الصين تزداد عداء للشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات، قال كيني: ''أتصور أن هناك مجموعة من المسائل التي يتناولها بشأن انفتاح الصين، وبشأن بيئة الأعمال في الولايات المتحدة، والتي تعكس بعض المسائل التي لا تزال تحيط بسياسة الابتكار الأصلية والشكل الذي ستتخذه فعليا.''
''أعتقد أيضاً أن هناك الآن مجموعة من التصريحات الإيجابية تماماً من قبل الصينيين حول أخذ احتياجات الشركات العالمية بعين الاعتبار، لذا سيكون هذا نقاشاً جاريا لضمان أن تظل الصين مكانا جذاباً للشركات الأجنبية، الأمر الذي أعتقد أنه مهم بالنسبة للصينيين. ويرى الصينيون أنفسهم يطورون مؤسسات نامية ناجحة تلبي احتياجات عملائها ومستهلكيها وسكانها''.

الأكثر قراءة