مقاعد طائرات الخطوط السعودية

تأتي المقاعد في مقدمة المزايا التي تستخدمها الخطوط الجوية لجذب عملاء إلى طائراتها. وتستخدم الخطوط الجوية العالمية مزايا مقاعدها في الغالبية في إعلاناتها، خاصة الخطوط الفاخرة التي تسير رحلات طويلة المدى عبر القارات، نظرا لكون العامل الأول للمسافر هو الراحة الجسدية، حيث أظهرت الدراسات الطبية الحديثة التأثير السلبي لمقاعد الطائرات وخاصة مقاعد الدرجة السياحية على صحة المسافرين. فالجلوس لساعات طويلة على تلك المقاعد الضيقة يزيد من تأزم كثير من الأمراض، خاصة أمراض القلب والشرايين، وكذلك إصابات العمود الفقري. وفي السنوات الأخيرة شهد التصميم الداخلي للطائرات ثورة غير مسبوقة، حيث ولدت شركات متخصصة ومستقلة تزود الشركات المصنعة للطائرات بمقاعد ذات معايير معترف بها للرحابة والاتساع وإبداع ملحقاتها من وسائل الترفيه والراحة. وكان من نتاج الاهتمام براحة المسافرين كعامل جذب لشركات الخطوط، تلك المقاعد التي تتحول إلى أسرة ذات أسطح مستوية تمكن المسافر من النوم المريح. عندما أدخلت الخطوط السعودية الطائرات الحديثة من طراز 777 و747 كانت مقاعد تلك الطائرات تحمل أيضا بصمة ''الخطوط السعودية''، التي اشتهرت بتميز مقاعد الدرجة الأولى والدرجة السياحية. وكانت مقاعد الدرجة السياحية تنتمي إلى أعلى درجات هذه الفئة من حيث عرض المقعد والمساحة الفاصلة بين المقعد والذي أمامه وهي المساحة المخصصة للساقين. كانت مقاعد الدرجة السياحية في ''الخطوط السعودية'' أفضل بكثير من الخطوط الناشئة، ومنها طيران الإمارات، حيث كانت تلك المقاعد سببا في اختيار ركاب الدول المجاورة لـ ''الخطوط السعودية'' للرحلات البعيدة التي تنطلق من المطارات الدولية السعودية. الغريب في الأمر أن ''الخطوط السعودية'' قامت أخيرا بتغيير توزيع مقاعد طائراتها ومنها الـ 777، حيث زادت مقعدا لكل صف ليكون عشرة مقاعد بدلا من تسعة. المقاعد الجديدة الضيقة ــــ وحتى مقاعد درجة الأعمال ـــ لا تتناسب مع فصيلة ''الخطوط السعودية'' ونموذجها التجاري، ولا تراعي أيضا قيمة التذكرة المستحقة لما سيلاقيه الراكب من نوع المقعد نظرا لاختلاف أنواع المقاعد من طائرة إلى أخرى. ففي الحقوق القانونية للمسافرين يتناسب سعر التذكرة مع الخدمة المعلنة للدرجة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي