كيف ينجح الاجتهاد اللازم في سوق الأسهم الصينية؟

كيف ينجح الاجتهاد اللازم في سوق الأسهم الصينية؟

صناعة الصين الناشئة للأسهم الخاصة في حالة ازدهار، حيث تظهر شركات جديدة كل يوم للاستفادة من الإمكانات الاقتصادية الهائلة في البلاد، ولكن حتى مع ارتفاع حرارة المنافسة للحصول على الصفقات، يجب أن تحذر شركات الاستثمار من التسرع في الانتهاء من إجراءات العناية الواجبة للاستعلام عن الشركات.
ويقول هنري إينس، وهو شريك في شركة دراغون فنتشر لرأس المال المغامر، إن جمع الأموال للأسهم الخاصة ينمو بشكل سريع في الصين في السنوات الأخيرة، جنبا إلى جنب مع تدفق كبير للعاملين في الأسهم الخاصة، وبناء على ذلك، تتعرض شركات الاستثمار في الأسهم الخاصة إلى ضغوط للاستثمار.
وأخبر إينس انسياد نولدج على هامش مؤتمر آسيا ''سوبر رترن'' للأسهم الخاصة الذي تم عقده أخيرا في هونج كونج: ''في المحاولات الجادة للذهاب والبحث عن أفضل العروض واستخدام رأس المال هذا، قد يتسرع مديرو الصناديق في شركات الأسهم الخاصة في اتخاذ بعض القرارات، وفي إجراءات اليقظة المعقولة في الوقت الذي ربما يجب عليهم فيه.. أن يتمهلوا قليلا''.
في الواقع، حين يتعلق الأمر بالقيام بعملية الاجتهاد اللازم، يعتقد يبينغ وو، أحد المتحدثين في المؤتمر، أنه يجب القيام بجميع الجهود الممكنة. ويقول وو، رئيس سي آي تي آي سي برايفت ايكتي فاندس مانجمنت (شركة تابعة لمجموعة سي آي تي آي سي الصينية المملوكة للدولة)، إن البيانات المالية للشركات الصينية ''أقل مصداقية'' من البيانات المالية للشركات الغربية، ولاكتشاف الحقيقة، يعتمد وو على شركات المحاسبة ''الأربع الكبيرة'' للتدقيق في الشركات المستهدفة في المحفظة، وكذلك في إجراءات اليقظة المعقولة لمجموعة سي آي تي آي سي.
ويقول وو: ''نقوم بمقابلة شركات التوريد، ومقابلة العملاء، والشركات المنافسة، وإعادة فحص وتدقيق المخزون، ونقوم أيضا بإعادة تدقيق الإيصالات والتحدث إلى (الموظفين) على مختلف مستويات الشركة''.
ويضيف وو أن وجود عدد كاف في فريق العناية الواجبة مع التركيز على القيام بالوظيفة بدقة ولوقت طويل بما فيه الكفاية يمكّن مديري الاستثمار من تقرير ما إذا كانت شركات محافظهم المستهدفة جديرة بالثقة وتستحق الاستثمار فيها.
ولكن حين يتعلق الأمر بتقييمات الصفقات، غالبا ما يكون لأصحاب شركات المحافظ المستهدفة من رجال الأعمال اليد العليا في تحديد الأسعار، ويعود ذلك إلى أن كمية كبيرة من صناديق الاستثمار تطارد مجموعة محددة من فرص الاستثمار، كما تقول كلوديا زيسبيرغر، المديرة الأكاديمية المشاركة في المبادرة العالمية للأسهم الخاصة لانسياد.
وتقول زيسبيرجر: ''من الواضح أن هذا يثير مخاوف من أن رجال الأعمال (أصحاب شركات المحافظ المستهدفة) ليسوا على استعداد للانتظار دون فعل شيء إلى أن تنتهي الشراكة العامة (الشراكة العامة أو مدير الاستثمار) من إجراءات العناية الواجبة''.
وعلى الرغم من التحديات أمام الاستثمار في الصين، يقول يبينغ وو من سي آي تي آي سي برايفت ايكتي فاندس مانجمنت إن توقعات الاقتصاد الكلي في الصين أكثر إقناعا من التوقعات لدول أخرى، حيث تتمتع قطاعاتها الصناعية بنمو قوي للغاية في العقد الماضي وعلى الأرجح أنها ستواصل النمو بقوة على مدى العقد المقبل.
إلا أنه يجب أن تكون الشراكات المحدودة (الشراكات المحدودة أو المستثمرين) حذرة في اختيارها للشراكات العامة، حيث إنه حتى في الولايات المتحدة، يجني الربع الأعلى من الشراكات العامة معظم المال في حين أن أسوأ 75 في المائة من الشراكات العامة تخسر المال، كما يقول وو.
وبالنسبة لدوج كولتر، رئيس قسم الأسهم الخاصة في إل جي تي كابيتال بارتنرز، يجب على الشراكات المحدودة العمل مع أفضل 10 في المائة من الشراكات العامة في آسيا لتوليد عائدات كبيرة. ولتحقيق هذه الغاية، يجب أن تعتمد الشراكات المحدودة على الخبراء المحليين لمعرفة أفضل الشراكات العامة ذات الأداء الممتاز، كما يقول كولتر، الذي يشرف على الاستثمارات الآسيوية لشركة إل جي تي كابيتال بارتنرز، وهو صندوق صناديق يملك أصول تحت الإدارة بـ 20 مليار دولار عالميا.
ويقول كولتر إن على المستثمرين معرفة شركات الاستثمار التي يمكنها الوصول إلى شبكات الشركات الضرورية، وحركة صفقات الملكية، إلى جانب دراسة سجلات إنجاز مديري الاستثمار الفرديين.
ويضيف كولتر: ''هناك كثير من الصفقات التي تتم إدارتها من الداخل في آسيا، وتحديدا الصين على مدى خمس إلى عشر سنوات، ولكن عليك أن تكون واضحا جدا فيما يتعلق بالأشخاص المسؤولين عنها، والشركة التي يعملون فيها الآن، وبالطبع، معرفة جوانب الاستراتيجية، وما إلى ذلك''.
ومن المفضل أن يكون المستثمرون أيضا ملمين باللغة الصينية بسبب الانتشار المتزايد لصناديق الأسهم الخاصة الصينية المحلية، كما يقول كولتر، وفي حين أن هناك بعض الشراكات العامة الممتازة التي تتحدث اللغة الإنجليزية، إلا أن على المستثمرين أن يكونوا ملمين باللغة الصينية لمعرفة جميع الأمور التي يحتاجون إلى معرفتها عن طريق التحدث مع عاقدي الصفقات، وصغار المديرين التنفيذيين للأسهم الخاصة، وكبار المديرين التنفيذيين للشركات.
وعلى أية حال، تتوقع زيسبيرجر من انسياد أن تظل حركة رأس المال إلى أسواق الأسهم الخاصة الآسيوية قوية في المستقبل، حيث إن ثلثي المستثمرين المحترفين (الشراكات المحدودة) في الغرب ليس لديهم استثمارات حاليا في آسيا. ولكن بما أن التوقعات الاقتصادية للأسواق الناشئة في آسيا مواتية أكثر من تلك للأسواق في الغرب، سينتقل رأس المال الغربي بشكل متزايد إلى الشرق.
وعلاوة على ذلك، فإن نجاح سوق الاكتتاب العام الأولي في آسيا يدعم التصورات الغربية الإيجابية عن قطاع الأسهم الخاصة في آسيا. وفي أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، يتفوق أداء الاكتتابات العامة الأولية في آسيا- خاصة في الصين- على أداء الاكتتابات العامة الأولية في الغرب، كما تشير زيسبيرغر.
ويذكر زيسبيرجر: ''المخارج جزء مهم في معادلة الأسهم الخاصة، فبدون وجود بيئة خروج آمنة ومنظمة واستراتيجيات خروج واضحة، سيكون من الصعب حتى على أكثر الشراكات العامة مهارة الوفاء بوعودها في الأسهم الخاصة في آسيا''.
ومع ذلك، فإنه بسبب تفضيل رجال الأعمال المحليين وبالنظر إلى متطلبات الإدراج في أسواق البورصة الآسيوية، من الواضح أن الاكتتابات العامة الأولية ستظل الخيار الأول للخروج بالنسبة لأدوات الأسهم الخاصة في آسيا''.

الأكثر قراءة