بعد السيول الكبيرة.. أهالي جدة قلقون من «ضنك» قادم

بعد السيول الكبيرة.. أهالي جدة قلقون من «ضنك» قادم

أعرب عدد من المواطنين في جدة عن تخوفهم الشديد من انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات في مناطق عدة من محافظة جدة، وتحديداً في المناطق المتضررة من سيول الأمطار وكثرة تجمعات المياه التي تحاصر جدة مما زاد من رقعة المستنقعات المائية والصرف الصحي، بعد أن شهد هذا العام تجمعات مياه فاقت كارثة العام الماضي لانفجار السد، وكثرة الأمطار التي سقطت على جدة .
المواطن عبد العزيز السالم موظف في قطاع التعليم، أبدى تخوفه من وجود مستنقعات خصوصا الأنفاق التي امتلأت بالمياه، ووقوعها في أماكن حيوية مكتظة بالسكان، مكونة بذلك بيئة ملائمة لنمو البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، فالجو العام في جدة يعد بيئة جيدة لتكاثر الحشرات، ولكن المثير أن البعوض انتشر في كثير من المناطق نظرا لوفرة تجمعات المياه منذ الأمطار الحاصلة قبل أسبوع. وتخوف من تزايد أعدادها في ظل ارتفاع عدد التجمعات المائية.
وأوضح مجمد جلال، صاحب شقة في حي الحرمين، أن التجمعات في منطقة الحرمين أمر طبيعي نظرا للمياه الجوفية التي كست المنطقة, ولكن التجمعات التي كونتها مياه الأمطار وأعاقت الطرق ليومين، أصبحت بيئة لتكاثر الحشرات، شدد على ضرورة تكثيف الرش في المناطق المتضررة بشكل مستمر إلى أن يتم شفط المياه، فمنطقة الحرمين قاطنوها عوائل لديهم أطفال يخشون على أصابتهم بأمراض معدية بسبب الحشرات. وبالتعاون من قبل قاطني الحي يمكن ردم التجمعات البسيطة من المياه حسب إمكاناتنا، ولكن ما زلنا في حاجة إلى مساعدات من قبل الأمانة لتكثيف الرش وشفط المياه.
وقال محمد الصاعدي الذي تعرضت ابنته لالتهاب رئوي مزمن جراء أمطار العام الماضي وأصبحت حبيسة الأدوية لبقية حياتها:"اضطررت إلى الانتقال لمنطقة أكثر أمنا مراعاة لمرضها". وأضاف أن أمطار هذا العام أصبحت عبارة عن مستنقعات متفرقة في أرجاء المدينة، وظل يتساءل: من المسؤول عن هذه المأساة؟! نرجو أن يكون هناك تحركات سريعة لشفط المياه والرش. كما أبدى عدد آخر قلقهم من انتشار حمى الضنك بين الأطفال نظرا لكثرة تجمعات المياه، إضافة إلى النفايات المتجمعة والروائح الكريهة، فكما هو ملاحظ أن حجم كارثة هذا العام ضعف العام الماضي من حيث كمية الأمطار، إضافة إلى انفجار السد، الأمر الذي كثف تجمعات الأمطار، إضافة إلى الأنفاق الممتلئة بالمياه غير المصرفة، مشيرين إلى ما تجمع في شارع المدينة يوم السبت من كميات المياه المنبثقة من المباني والشركات للشوارع، محدثة بحيرة جديدة تغمرها المياه الراكدة. وحذر من جهة أخرى عدد من الأطباء من ارتفاع عدد الإصابات بمرض حمى الضنك لارتفاع حصيلة المياه الراكدة المتفرقة في عدد من مناطق جدة خصوصا بعد اختلاطها بالنفايات، مما أصبح بيئة مهيأة لتكاثر البعوض، إضافة إلى التخوف من تكاثر أنواع أخرى من البعوض التي تعمل على نقل الأمراض المختلفة. وحذّر عدد آخر من الالتهابات الرئوية التي تسبب أمراضا مزمنة في المناطق القريبة من تجمعات المياه، كما حدث العام الماضي من ارتفاع عدد الأطفال المصابين بالتهابات رئوية نتيجة تجمعات مياه الأمطار، إضافة إلى مواد الرش التي تضر الجهاز التنفسي للأطفال. وشددوا على ضرورة تكثيف الرش في جميع المناطق كحل وقتي ضد الأمراض، والتحرك السريع لشفط المياه المتجمعة خصوصا في المناطق المكتظة بالسكان. وأشار سامي باداود مدير الصحة في محافظة جدة إلى أن المستشفيات مجهزة بأحدث التجهيزات بعد أن رفعت الطاقة الاستيعابية لمستشفيات المحافظة لتستقبل أكبر عدد ممكن من المتضررين والمرضى، كما أنه ستقوم مراكز طبية متنقلة باستقبال المرضى.
وحول التخوف من انتشار الأوبئة، أشار بادا ود إلى أن الدورة الطبيعية للحشرات والبعوض تحتاج من أسبوع إلى عشرة أيام لمراحل نموها. وأوضح أن أكثر الأوبئة المنتشرة والمتخوف من انتشارها في المملكة من جراء الأمطار وتجمعات المياه حمى الضنك، وأننا على أتم الاستعداد خلال الفترة القادمة لهذا العام، خصوصا بعد انتشار المرض خلال الفترة السابقة، مما يلزمنا حث الأمانه على تكثيف الرش في جميع المناطق سواء المتضررة وغيرها حتى تتم السيطرة عليها.

الأكثر قراءة