بيت الله.. ملجأ مواطن هرب بأبنائه من رعب السيول
يحكي سكان حي النخيل شرقي جدة المتضرر من جراء السيول والأمطار عن مواقف حدثت لهم أثناء مداهمة مياه السيول لهم بعدما انهار سد أم الخير الذي يهددهم منذ كارثة سيول جدة الأولى بعدما امتلأ وعملت الجهات المختصة على تصريفه حتى لا تتدفق المياه إلى منازلهم. ويقول عبد الكريم آل خلف أحد سكان حي النخيل وهو يشكو معاناته بأنهم لجؤوا إلى شقق مفروشة في شارع التحلية بعد تضرر منازلهم ومركباتهم ومركبات أبنائه البالغ عددها سبع مركبات، حيث إنه منذ بدء هطول المطر ونحن نجري اتصالات مع أبنائنا لعدم التعرض لمواقع الخطر, لكيلا نفقدهم مثلما فقدنا أشخاصا كانوا مقربين لنا في الكارثة الأولى.
وأضاف آل خلف لم نر من قبل مناظر مثلما التي رأينا فالمنظر أشبه بالفيضانات التي تحدث في دول العالم حيث تجرف مياه السيول المركبات وأعمدة الإنارة والأشجار وقد صعدت أنا وأبنائي إلى سطح المنزل ونرى الوضع من الأعلى وهبطت طائرة الإنقاذ على أحد المباني المهددة بالانهيار وأنقذت أفراد أسرة كاملة واحدة تلو الأخرى ونحن نعيش في قلق وخوف لرؤيتنا منظر الإنقاذ وفجأة وبعد ساعات من هدوء السيول توغلت سيارات الإنقاذ والقوارب المطاطية للحي لإنقاذ الأسر المحتجزة في المنازل. وأبان آل خلف أن المنزل الذي نتملكه أنا وإخواني الثلاثة وأبنائي هو عمارة سكنية مكونة من ثماني شقق تم شراؤه بنظام التقسيط المنتهي بالتمليك من أحد البنوك المحلية بعد نقلنا من أحياء شعبية في جنوب جدة وشرقها ولم نعلم أن المخطط الذي نقطنه على مدى خمس سنوات أنه معرض لمخاطر السيول وإننا واقعون في مجرى أحد الأودية الخطرة التي تصب على البحر مباشرة.
من جهته حكى سالم الجهني أحد سكان حي النخيل أن بناته وأبناءه كانوا في الجامعة فهرع بعدما تأخر السائق وانقطعت شبكة الاتصالات عنه وتوجه إلى الجامعة لمساعدتهم بعدما تلبدت السماء بالغيوم وذهب لكلياتهم فوجدهم في الانتظار وتوجه إلى كوبري الملك عبد الله وإذا الطريق مغلق وعدنا إلى طريق السليمانية ودعانا أحد المواطنين إلى داخل الحي لحماية أنفسنا وحماية أبنائنا فتوجهنا مع الكثير من الأسر نحو أحد المساجد.
وتابع حديثه أثناء قدومنا لأحد المساجد الكبيرة وسط حي السليمانية وإذا بالأسر والرجال داخل المسجد والمياه تحيطهم من جميع الجوانب ونبادر أنا وجاري عبد الله ومعه بناته الصغار وبناتي الثلاث وابني الرابع لداخل المسجد، فالمنظر عجيب، وأذهلتني النساء في المؤخرة والرجال في المقدمة وفاعلو الخير يتوافدون علينا بالمياه والمشروبات والأطعمة حتى انخفض منسوب المياه فقدمت الفرق الأمنية لإنقاذنا، أما زوجتي فكانت تبكي وهي في أعلى السطح وتمكنت طائرة الدفاع المدني من إنقاذها وجلبها إلى قاعدة الطيران في حي بني مالك وعندما علمنا أنها في قاعدة الطيران ذهبنا أنا وأبنائي إليها فكان اللقاء حزينا كدنا نفترق في ساعة والحمد لله أن من علينا بالصحة والعافية فنحن الآن في إحدى الشقق المفروشة بعد تضرر المنزل بالكامل.