من ينقذها.. مساجد تعاني الروائح الكريهة وضعف النظافة
دعا عدد من الدعاة إلى ضرورة الاهتمام بأوضاع المساجد والتوعية المستمرة نحو القيام بنظافتها، خصوصا المساجد التي تقع على الطرق السريعة, نظرا لما يخرج منها من روائح كريهة وعدم اهتمام بنظافتها, وحثوا على التعاون الدائم بين القائمين على المساجد وجماعة المسجد ورواده من أجل الارتقاء بنظافة المساجد, خاصة أنها ظاهرة متكررة تشوه لتكون بعيدة عن كل ما يعكر صفوها, وأشادوا بدور الشباب المتطوعين الذين يقومون بتنظيف المساجد في كارثة السيول التي اجتاحت محافظة جدة وقالوا إنه جهد يشكرون عليه وهم مأجورون عند الله على هذا العمل النبيل الذي يؤكد حرصهم على نظافة بيوت الله.
#3#
مسجد أسس على التقوى
في البداية تحدث نائب دار أم أسيد الأنصارية مفرح الحقوي فقال: إن للمسجد في الإسلام أهمية كبيرة يعرفها القاصي والداني، وقد بنى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ مسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى عندما قدم إلى المدينة للأهمية التي يمثلها المسجد، ومن هذا المنطلق حري بنا أن نحرص على عمارته بالطاعة، والحرص على نظافته وتطييبه بالبخور الطيب حتى تعطي رائحته راحة للمصلين للإقبال على الصلاة بخشوع وطمأنينة، كما أن على جماعة المسجد مسؤولية التعاون مع القائمين على المسجد فيما يعود على الناس بالنفع والمبادرة في القيام بما يحتاج إليه المسجد ليكون منارة مهمة في الحي، وأكثر ما يزعج في المساجد هو إهمال نظافتها وعدم قيامها بدورها كما يجب، وعدم تجاوب الناس مع التوجيه والتوعية ببعض الأخطاء التي تقع من المصلين وتؤثر في المصلين في المساجد, نسأل للجميع العون والسير فيما يحب الله يرضى.
وفي السياق ذاته, يرى الشريف هاشم النعمي إمام مسجد السلطان سابقا: إن بيوت الله يجب أن تكون في أفضل حال, نظيفة وذات روائح طيبة ويتعاون جماعة المسجد في شراء الطيب وكل ما يسهم في تطييب المسجد، كما أن المصلين في حاجة إلى التوعية المستمرة, خاصة بعض الجاليات المسلمة, حيث يأتي بعضهم ــ مع الأسف ـــ بملابس متسخة ولا يكترثون, وكلما كانت التوعية مستمرة بلهجة تلك الجاليات ازداد الوعي عندهم, وأتمنى أن يولوا هذا الجانب جل اهتمامهم ويعطوه حقه من التوجيه, لعل يكون لذلك أثر في الناس, خاصة بعض الإخوة الذين لا يجيدون اللغة العربية من المسلمين, ونسأل الله لهم جميعا العون والتوفيق.
ويؤكد الشيخ محمد علي إمام مسجد الزبير في مكة أن الاهتمام بنظافة المسجد، ونظافة النفس عندما نتجه إلى المسجد من الأمور التي يجب على كل مسلم الاعتناء بها، خاصة أننا عندما نتوجه لأداء الصلاة نستقبل ربنا في الصلاة فليبتعد من يأتي إلى المسجد عن أكل الثوم أو البصل لقوله - صلى الله عليه وسلم - من أكل بصلا أو ثوما فلا يقرب مسجدنا هذا, أو كما قال ـ عليه أفضل الصلاة والسلام، لهذا أهيب بكل محب لهذا الدين أن يحرص على ارتداء أجمل الملابس وأنظفها عندما يأتي إلى المسجد وليبتعد عن القيام بما هو مناف للسنة في المسجد، وأطالب أئمة المساجد بأن يكون لهم توجيه مستمر للمصلين حول نظافة المسجد والاهتمام به وعدم نسيان ذلك، كما أن على جماعة المسجد أن يكونوا متعاونين مع أئمة المساجد وحرصاء على التكفل بما يستطيعون من الأمور المساعدة على نظافة المسجد, وأن تكون رائحته طيبة وكل حسب استطاعته، والتعاون أمر مطلوب والله ــ سبحانه وتعالى ــ يقول: ''وتعاونوا على البر والتقوى'' ونسأل الله أن يعيننا على أداء هذه المهمة كمسلمين للمساهمة في الارتقاء ببيوت الله. نسأل التوفيق لنا جميعا على القيام بهذه المهمة الطيبة.
#2#
ويعلق الشيخ الدكتور مسعود الغامدي الداعية الإسلامي على ظاهرة تفشي الروائح الكريهة وإهمال نظافة بعض المساجد في مواقع مختلفة بقوله ''لا شك أن الاهتمام بالمساجد أمر يأتي في أولويات حياتنا كمسلمين، والجميع يتألم وبشعر بأسى عندما يشاهد المساجد وهي في أسوأ صورة من ناحية النظافة وتعرضها للروائح الكريهة سواء من المصلين أو نتيجة عدم الاعتناء بنظافتها، ومن هنا أرى كغيري من الحريصين على بيوت الله أنها في أمس الحاجة إلى الاهتمام المتواصل بها حتى تكون نظيفة, خاصة المساجد التي تقع في أحياء شعبية مكتظة بالمصلين أو على الطرق السريعة، وكم عانت بعض المساجد ولا تزال من الإهمال الذي يحدث من أئمة المساجد بعدم متابعتهم مؤسسات الصيانة, لذا فهي تحتاج إلى تعاون أهل الحي في القيام بواجبها, خاصة إذا لم يهيأ لها إمام يقوم بكل صغيرة وكبيرة فيه, كما أن لجماعة المسجد دورا في عدم وجود الروائح الكريهة في المسجد, وذلك باجتناب أكل الثوم والبصل, مع الاهتمام بنظافة الملابس والذهاب للمسجد بأحسن الملابس.ويشير الشيخ خالد التركي إمام مسجد عمر بن الخطاب سابقا إلى أن أكثر ما يحزنه إهمال بعض المساجد وعدم الاهتمام بالنظافة بالشكل الذي يليق بها ويجعلها في أعلى منزلة, وهؤلاء مفرطون في الأمانة التي ائتمنوا عليها, وهي المساجد, كأئمة مساجد ومؤذنين وعليهم مراجعة حساباتهم، كما نجد في الجانب الآخر بعض رواد المساجد الذين لا يمثل لديهم جانب النظافة أي شيء، كأن يحضروا إلى المساجد بملابس غير لائقة وغير نظيفة، أو الذي يأتي للصلاة برائحة التدخين الكريهة من المدخنين ورائحة الدخان فيه قوية فتؤثر فيمن هم بجواره، ولذلك أرى أن يحرص المسلم المحب لدينه على أن يذهب للمسجد في أحسن حلة وأحسن جمال مصداقا لقوله تعالى: ''يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين'' سورة الأعراف، ولذلك أجــــــــــــــدها فرصة لأحث كل من يرتاد المساجد على أن يحرص على التزين ولبس أفـــــضل الملابس حتى يكسب رضا الله ـ سبحانه وتعالى.