الاستثمار في جارودا إندونيسيا
تعد إندونيسيا من الدول الاقتصادية الكبرى في شرق آسيا، وتمتلك مخزونا هائلا ومتعددا من الموارد مما يجعلها وجهه مفضلة لشركات الاستثمار العالمية التي تبحث عن الأسواق الناشئة. إندونيسيا عانت كثيرا من الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت شرق آسيا عام 1997، حيث سقطت الروبية بمقدار أربعة أضعاف قيمتها أمام الدولار الأمريكي، ولا تزال آثار تلك الأزمة باقية حتى الآن. هناك مجموعة محدودة من العوامل التي أدت إلى تخلف الاقتصاد الإندونيسي في السنوات الماضية، أهمها البيروقراطية الحكومية، والفساد الطاردان لأغلب محاولات هبوط الرساميل في هذا الأرخبيل ذي الآلاف من الجزر الساحرة. في إندونيسيا حاليا أكثر من 150 قطاعا دخلت أنبوب الخصخصة، منها قطاعات في الطاقة والنقل كالموانئ والخطوط الجوية. وهذا الأسبوع تم الطرح الأولي للخطوط الجوية الإندونيسية (جارودا)، حيث شهد إقبالا شديدا من الشركات الاستثمارية في المنطقة خاصة من سنغافورة، حيث تطمح الشركة إلى جمع مليار دولار أمريكي. وعلى الرغم من أداء الشركة الضعيف في السنوات الماضية، إلا أنها تمتلك سوقا داخلية وخارجية كبيرتين ـ كما هي الخطوط السعودية ـ وتعاني فقط سوء الإدارة، حيث إنها لا تزال تعمل بمنهجية القطاعات الحكومية. وعلى الرغم من ذلك فقد سجلت جارودا نسبة ممتازة من النمو خلال السنوات الخمس الماضية، وهي الفترة التي بدأت فيها إعادة هيكلة الشركة لإخراجها من رحم الدولة. وتنوي الشركة استثمار أموال الطرح لإعادة هيكلة أسطولها المكون حاليا من 90 طائرة، ومضاعفته إلى نحو 200 طائرة كي تتمكن من الوفاء بأسواق واعدة في شرق آسيا وفي أوروبا وأمريكا. كما تمتلك جارودا خطوط (سيتي لينك) الاقتصادية التي تسعى إلى منافسة (طيران آسيا) الاقتصادي الناجح في تلك المنطقة. وتعد سوق السفر السعودية الشريك الاستراتيجي الأول لـ (جارودا) متمثلا ذلك أولا في رحلات الحج والعمرة، وكذلك خدمة الجالية الإندونيسية الكبيرة في المملكة. الاستثمار في (جارودا) من قبل شركات الاستثمار الخليجية واعد جدا، وخاصة الشركات القابضة لاستثمارات في صناعة النقل الجوي. وبنهاية هذا الشهر يتم إدراج الشركة في البورصة الإندونيسية لتبدأ مرحلة جديدة متمثلة في وجود عامل الشفافية، وكذلك مؤشر سعر السهم كأدوات مهمة للمستثمر الأجنبي.