«المستثمر الذكي».. وسيلة لتدريب النشء على تنمية المال وإدارته
''يسعدني شخصياً ومنسوبي هيئة السوق المالية أن تضيف هذه المجلة جزءاً ولو يسيراً في بناء قدراتكم المعرفية والإدراكية إلى جانب تحصيلكم العلمي من مصادر المعارف الأخرى، ونأمل أن تكون عوناً لكم على اتخاذ قراراتكم الاستثمارية والمالية المستقبلية بحكمة.. نحن نستثمر في الثقة وأنتم محل ثقتنا''.
بهذه العبارة قدم الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس مجلس هيئة السوق المالية، العدد الثالث من مجلة ''المستثمر الذكي'' الموجهة للنشء، معتبراً ردود الأفعال التي تلقتها الهيئة من الفئة المستهدفة بالمجلة دافعا للاستمرار في إصدارها الذي يُعدّ مكملاً لمساعي الهيئة في التوعية المالية التي تستهدف شرائح المجتمع كافة وترمي إلى مساندتها توعوياً وحقوقياً في اتخاذ قراراتها الاستثمارية سواء أكانت داخل سوق المال أم خارجها.
يتمحور العدد الثالث من المجلة حول إدارة المال وتنميته من خلال قصص قصيرة مصورة بشخصيات كرتونية ملائمة ـــ كما هو الحال في العددين السابقين ــــ للفئة المستهدفة، وهم في الأغلب طلاب وطالبات المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
يضم العدد ثلاث قصص قصيرة في المحور نفسه؛ الأولى تحت عنوان ''كيف تسافر الأموال''، حيث يتعلم (سالم) من والده طريقة تحويل الأموال بين البنوك داخل المملكة وخارجها، وكيف تسهّل بطاقات الصراف عملية صرف الأموال في السفر، كلّ ذلك من خلال حوار شائق بين الأب وابنه أثناء سفرهما إلى الصين.
والحكاية الثانية هي (استثمر في الثقة)، حيث يقترض عبود مبالغ مالية من زملائه في المدرسة بحجة أنها مبالغ صغيرة يمكن إعادتها ليفاجأ بعد فترة أنه أصبح مثقلاً بالدين وقد خسر ثقة زملائه لكن ابن عمّه خالد يساعده على إيجاد الحل.
أما الثالثة فهي حكاية راشد ''شكرا أبي''، حيث يستعرض راشد يوميات والده ليتبين له حجم الجهد الذي يبذله من أجل الحصول على المال.
#2#
وتضمنت المجلة أبواباً أخرى تستهدف التوعية المالية، إذ احتوت على تقرير موسع عن ''حكاية الريال''، ومن خلال هذا التقرير يتعرف القارئ (الطالب) على العملات التي كانت دارجة في الجزيرة العربية قبل توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، يرحمه الله، وصولاً إلى سكّ أول إصدار من العملات في المملكة، وهناك أيضاً عرض مصور لعملات الدول التي تماثل العملة السعودية (الريال) في الاسم وأصل الكلمة. وتنشيطاً لقدرة الطالب على التثمين والتسعير، تحوي المجلة باباً لهذا الغرض، حيث وضعت عدداً من السلع (رسومات) وأسفل كل منها سعران مختلفان، ويفترض من القارئ أن يختار السعر الذي يراه مناسباً للسلعة. وفي إطار قياس ردود الأفعال على العدد، أجرت هيئة السوق المالية دراسة على المحتوى قبل طباعته، شملت 90 طالباً وطالبة (30 طالبة بواقع خمس طالبات من كل مرحلة من الصف الرابع الابتدائي حتى الثالث المتوسط، و60 طالبا بواقع عشرة طلاب لكل مرحلة من الصف الرابع الابتدائي حتى الثالث المتوسط)، كذلك شملت الدراسة عدداً من المعلمين والمعلمات والمربين والمربيات.
وقد تمت دراسة المحتوى من خلال استبانة ورقيّة، حيث يتاح للطالب فترة لقراءة المجلة ثم تُطرح الأسئلة مباشرة على الفئة المستهدفة. وكان الهدف هو: معرفة رأي الفئة المستهدفة في مواضيع المجلة، وقياس مستوى استيعابها للمحتوى، واختيار عناوين القصص، واختيار الغلاف، واكتشاف الأخطاء من خلال الطلاب. ومن بين النتائج (حول المحتوى) التي خرجت بها الدراسة، أنّ 94 في المائة من المشاركين في الدراسة استطاعوا ـــ بعد قراءة العدد ـــ تذكر عملتين كانتا مستخدمتين قبل تأسيس المملكة، و21 في المائة عرفوا أنّ أصل كلمة الريال برتغالي، و65 في المائة اعتقدوا أنه إسباني وهي إجابة خاطئة (ربما تأثراً بالدوري الإسباني وريال مدريد)، و90 في المائة ذكروا كلّ الدول العربية التي تستخدم الريال عملةً وطنية.
ومن بين نتائج الاستطلاع، عرف 88 في المائة من المشاركين ـــ بعد مطالعة المحتوى ـــ كيف يتم تحويل الأموال بين الدول، و91 في المائة عرفوا أنه لا يمكن استخدام الريال في الصين.
وفي باب المسابقات والمنوعات، استطاع 90 في المائة من المشاركين توصيل العملات مع الدول التي تنتمي إليها، و38 في المائة تمكنوا من الإجابة عن مسابقة تقدير الأسعار، و60 في المائة استطاعوا تقدير قيمة الأشياء من حولهم (المنزل ـــ المدرسة). وفي استطلاع التحصيل المعرفي، أكد 89 في المائة أنهم تعلموا جوانب جديدة من خلال المجلة، 93 في المائة أدركوا أنّ الموضوع العام للعدد هو الريال والقيمة المالية، 95 في المائة قرروا تغيير سلوكيات خاطئة كانوا يتعاملون بها مع المال، 75 في المائة من المشاركين تذكروا كامل المواضيع.