الخطورة تكمن في تكرار الإصابة بنزيف الدوالي

الخطورة تكمن في تكرار الإصابة بنزيف الدوالي
الخطورة تكمن في تكرار الإصابة بنزيف الدوالي
الخطورة تكمن في تكرار الإصابة بنزيف الدوالي

في البداية نريد لمحة سريعة عن المريء؟
المريء هو الأنبوبة أو القصبة الممتدة من البلعوم حتى المعدة ويمر فيها الطعام أثناء البلع للوصول إلى المعدة، وفي أثناء ذلك تنغلق الحنجرة لتمنع دخول الطعام إلى القصبة الهوائية، ومن ثم يقوم المريء بدفع الطعام لأسفل إلى المعدة عن طريق انقباضات عضلاته بصورة قوية بحركة تشبه حركة الأمواج ويطلق عليها الحركة الدودية ويتم التحكم فيها بفعل عضلات لا إرادية في جداره.

أمراض الكبد المزمنة أهم الأسباب
أين تظهر دوالي المريء؟
يظهر دوالي المريء من السطح الداخلي للمريء وينتج عادة عن أمراض الكبد المزمنة. وجود الدوالي على سطح الجزء الضيق من المريء أو عند اتصاله بالمعدة يعني أنها غير مدعمة بأية أنسجة أخرى ومعرضة للتمزق في الحالات التي يزيد فيها ضغط الدم في الدوالي عن درجة معينة.ويمكن اكتشاف الدوالي من خلال المنظار، لكن في معظم الحالات لا يتم تشخيصها إلا بعد بداية النزف ويمكن أن تراوح كمية النزيف بين بضع نقاط من الدم – ونزيف قوي يصعب السيطرة عليه ويهدد الحياة.
أحد أهم مسببات القيء الدموي
يقال إن دوالي المريء السبب في الإصابة بالقيء الدموي .. ما صحة ذلك؟
نعم فدوالي المريء يعد أحد أهم أسباب القيء الدموي وخاصة في البلاد التي تنتشر فيها أمراض الكبد والبلهارسيا، وتنتج عن زيادة ضغط الدم داخل الوريد البابي الكبدي الذي ينقل الدم الوريدي من المعدة والأمعاء إلى الكبد، نتيجة لانسداد مجرى الوريد مهما كانت الأسباب، مما ينتج عنه سريان الدم في شعيرات دموية جانبية لتخطي تلك المنطقة المسدودة وهنا يتم تحويل مجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة.

عوامل متنوعة تؤدي للإصابة
إذا فما أسباب الإصابة بهذا المرض؟
عادة ما يحدث دوالي المريء نتيجة مباشره لإصابة الكبد، التي تؤدي إلى زيادة ضغط الدم في الوريد البابي الكبدي الذي يشكل المصب الرئيس للدم من الأمعاء والطحال إلى الكبد أولا ثم العودة إلى القلب ثانياً ويأتي ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي بسبب تليف خلايا الكبد، مما يصعب مرور الدم من خلاله. ونتيجة لهذه المقاومة المتزايدة يلجأ الدم إلى ممرات بديلة للوصول إلى القلب، وتفتح أوعية دموية جديدة لتجاوز الانسداد. وتشمل الممرات الجديدة أوردة غير مصممة لحمل هذه الكمية من الدم، فهي لا تملك الليونة أو المرونة الكافية وتتزايد حساسيتها وضعفها حيث تستمر في التمدد ويصبح حائطها أرق في محاولة للتأقلم مع الدم المتزايد. ولا يكون سبب قصور سريان الدم دائماً واضحاً، فإن إصابة الكبد قد تنتج عن عوامل مختلفة منها تعاطي الكحول بشكل مزمن، العدوى، السموم، الأزمات القلبية أو الأمراض ذاتية المناعة.

#2#

#3#

دراسات وإحصائيات
هل من نسب إحصائية تتعلق بهذا الأمر؟
لقد شملت الأبحاث لهذا المرض تحديد نسب تقريبية لاحتمالات الإصابة حيث تشير النسب الحديثة لحدوث دوالي المريء في المرضى المصابين بأمراض الكبد المزمنة نحو 8 في المائة في أول سنتين من المرض و30 في المائة في السنة السادسة، وتمثل احتمالات حدوث نزيف دوالي المريء 30 في المائة في العام الأول بعد التشخيص. ويمثل 10 في المائة من أسباب القيء الدموي الناتجة عن أمراض الجهاز الهضمي، بينما يعتبر الالتهاب الكبدي الوبائي B السبب الرئيس لدوالي المريء في كثير من دول العالم.

تزايد نسب التعرض للنزيف
فيم تكمن الإصابة بدوالي المريء؟
تكمن خطورة الإصابة في أن المريض الذي سبق أن أصيب بنزيف دوالي المريء ولو مرة واحدة معرض لتكرار النزيف بنسبه 70 في المائة في حال عدم العلاج.

رعاية طبية سريعة
ماذا لو حدث نزيف لدوالي المريء؟
يحتاج نزيف دوالي المريء إلى رعاية طبية سريعة، لمنع فقدان كميات كبيرة من الدم والمضاعفات والتعقيدات التي تنتج عن ذلك فليس كل من يعاني تلف الكبد يصاب بالدوالي، ولا كل من يصاب بالدوالي يصاب بالنزيف، في الواقع، إن حالات الدوالي الصغيرة نادراً ما تنزف، بينما قد تنزف الدوالي الأكبر، وإن كانت الدوالي الصغيرة تتطور بمرور الوقت وتصبح كبيرة.

ارتفاع نسب الوفاة
هل يمكن أن يكون دوالي المريء سبباً في الوفاة؟
لقد كانت النسبة المقدرة للوفاة لدى من يعانون النزيف للمرة الأولى بسبب الدوالي نحو 30 إلى 50 في المائة، ولكن مع العلاجات الحديثة انخفض هذا الخطر إلى نحو 20 في المائة. في بعض المناطق نسبة المرضى الذين ينجون بعد عام من النزيف لا تتعدى 30 إلى 35 في المائة، رغم أن هذه النسبة متوقفة على أي تلف مصاحب للكبد، إضافة إلى أي أمراض أخرى ذات تعقيدات وأعراض جانبية.

فحص الدم الشامل الخطوة الأولى في التشخيص
إذا نحتاج للتعرف بشكل أكثر على الوسائل التشخيصية؟
لتشخيص المرض هنالك عدة فحوص من الضروري إجراؤها لتشخيص وتحديد مسببات المرض منها تحليل صورة الدم complete blood count التي ستوضح نقص الهيموجلوبين، كريات الدم البيضاء ونقص الصفائح الدموية في مرضى التليف الكبدي، قياس نسبة عوامل ووقت التجلط في الدم، فحص وظائف الكبد والكلى: زيادة أنزيم ALT وأنزيم AST .

وسائل أخرى
إضافة إلى ذلك فهناك الأشعة الصوتية خاصة في حالات سرطان الكبد أو انسداد القناة المرارية. كما يستخدم المنظار في التشخيص والعلاج في المراحل الأولية للمرض.

طرق متعددة للعلاج
ما طرق علاج دوالي المريء؟
لعلاج دوالي المريء غير المصحوبة بقيء دموي تستخدم مثبطات ضغط الدوالي كالبروبرانولول بشرط عدم وجود موانع للاستخدام كأمراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة.

حالات تستدعي النقل السريع للمستشفى
أما في حالات دوالي المريء المصحوبة بقيء دموي فتعتبر من حالات الطوارئ الطبية التي تستدعي سرعة نقل المريض إلى المستشفى الذي قد يحتاج إلى نقل دم لاستعادة حجم الدم الطبيعي، وبالتالي ضغط الدم الطبيعي ومعدل ضربات الدم الطبيعي واستعادة عدد خلايا الدم الطبيعية، وضرورة حماية مجرى التنفس في حال كان المريض فاقدا الوعي، ونقل البلازما وفيتامين K في حال نقص عوامل التجلط ويجب عمل المنظار مباشرة بعد استقرار حالة المريض.

الربط أكثر سلامة
يعتبر الربط عن طريق المنظار الداخلي أحدث تقنية يتم خلالها ربط الأوردة المنتفخة بأربطة مطاطية مرنة، وتعتبر هذه الطريقة أكثر سلامة من العلاج بالحقن ولها الفاعلية نفسها، والحقن يتم من خلال حقن مادة مجلطة للدم في الدوالي ويستعمل في بعض الحالات حيث لا يتوافر الربط.

التدخل الجراحي
أما التدخل الجراحي فيحتاج إليه نحو 5 إلى 10 في المائة من الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالمنظار ويتم علاجها بإحدى الطرق الآتية، عمل تحويل لمجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة مباشرة، أو ربط الأوعية الدموية المغذية لآخر 5 سنتيمترات من المريء وكذلك 2/3 الأعلى للمعدة.

الأكثر قراءة