أطفال الأنابيب والحقن المجهري أمل جديد للحد من الأمراض الوراثية
لا شك أن حلم الإنجاب من أكثر الأحلام التي تراود أي شخص وهو من الأشياء الفطرية التي تتطلع إليها النفس وتميل إليها العاطفة، وقد أسهم العلم الحديث والتطور التكنولوجي في توفير طرق ووسائل جعلت تحقيق هذا الحلم أمرا في متناول كفاءات طبية، دأبت على تسخير الوسائل التكنولوجية والأبحاث العلمية للقضاء على العقم وتجنب التشوهات الخلقية وتحديد جنس الجنين، هذا إضافة إلى الحد من التشوهات والأمراض الوراثية.
لذا كان لنا هذا الحوار مع الدكتور سليمان العبيد استشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم وأطفال الأنابيب والحاصل على الزمالة الكندية:
ما مفهوم العلاج بأطفال الأنابيب؟
تسمى بعملية الإخصاب خارج الجسم أو الإخصاب الصناعي، حيث لا تكون المرأة قادرة على الحمل بالشكل الطبيعي داخل الرحم، ويتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي خارج الجسم لوجود مشكلة ما لا تسمح للحيوانات المنوية بالوصول للبويضة لإخصابها.
الحقن المجهري
وماذا عن الحقن المجهري؟
الحقن المجهري أو (التلقيح المجهري) يمكن من استخدام حيوان منوي واحد لتلقيح البويضة، خصوصا لدى الرجال الذين يعانون ضعفا شديدا في الحيوانات المنوية، أو غياب الحيوانات المنوية من السائل المنوي، حيث يمكن استخدام الحيوانات المنوية من أنسجة الخصية.
#2#
ما الفرق بين أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي؟
طريقة التلقيح الصناعي مختلفة حيث يتم إعطاء الإبر المنشطة لتحفيز المبيض على إنتاج بويضة إلى ثلاث إلى أن نصل إلى الحجم المطلوب.
أسباب تتعلق بالزوجة
ما دواعي عمل هذا العلاج؟
هناك أسباب تتعلق بالزوجة وأخرى بالزوج ومن الأسباب المتعلقة بالزوجة انسداد أو تلف قناتي فالوب. الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، خصوصا إذا سبب التصاقات شديدة في الحوض وانسداد قناتي فالوب، إضافة إلى الالتصاقات الشديدة بالحوض الناتجة عن عمليات سابقة أو التهابات الحوض، تقدم عمر الزوجة مع طول فترة الزواج دون حدوث حمل، حيث تقل فرص النجاح في العلاج تدريجيا.
بعض الأمراض الوراثية تؤدي للعقم
أما الزوج فإن أبرز الأسباب غياب الحيوانات المنوية بالكامل من السائل المنوي، انسداد القنوات المنوية ما يؤدي إلى نقص شديد أو انعدام الحيوانات المنوية، وكذلك زيادة نسبة تشوهات الحيوانات المنوية، وهناك دواع أخرى للعملية منها بعض حالات الإجهاض المتكررة والحاجة إلى تشخيص بعض الأمراض الوراثية مثل أمراض الدم الوراثية.
تنشيط المبيض
ما الخطوات المتبعة في هذا العلاج؟
يبدأ العلاج بتنشيط المبيض لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات، لأنه بزيادة عدد البويضات يزيد احتمال تكوين عدد أكبر من الأجنة الملقحة، وبذلك تكون نسبة النجاح أعلى من وجود بويضة واحدة فقط.
السونار المهبلي لمتابعة التبويض
بعدها تتم متابعة التبويض بواسطة جهاز يحدد عدد وحجم البويضات، وعندما تصل البويضات إلى حجم النضوج يتم إعطاء إبرة MCG لاكتمال نضوج البويضات.
فحوص دقيقة
ماذا يحدث بعد جمع البويضات؟
تؤخذ عينة من السائل المنوي في نفس يوم جمع البويضات، ليتم إخصاب البويضات في المختبر، وذلك بإضافة الحيوانات المنوية إلى البويضات ثم تفحص بالميكروسكوب في اليوم التالي للإخصاب لمعرفة نوعية وعدد البويضات المنقسمة والتي تحولت إلى أجنة.
أسهل وأسرع وسيلة لحدوث الحمل
ما مميزات العلاج بهذه الطريقة؟
يعتبر هذا العلاج أسهل وأسرع وسيلة لإحداث الحمل مقارنة بالطرق الأخرى، ويتم من خلاله التعرف على البويضات والحيوانات المنوية ومدى تفاعلها.
نسب نجاح عالية
ما نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب؟
بفضل الله وما يوجد من إمكانات وتقنيات متطورة فإن معدلات النجاح أصبحت أعلى من المقبولة عالمياً والمقررة من جانب منظمة الخصوبة الأوروبية.
طفل الأنابيب طبيعي
هل طفل الأنابيب طبيعي؟
الأمر لا يختلف عند الإخصاب الطبيعي في أي شيء، فإن الطفل الناتج عن الحقن المجهري هو طفل طبيعي 100 في المائة، تحمله الأم في رحمها تسعة أشهر (وليس في أنبوبة) وليس هناك أي احتمال لتشوهات إلا في إطار نسبة التشوهات العالمية في عامة المواليد.
لا توجد مرحلة عمرية محددة
هل هناك مرحلة عمرية معينة لإجراء هذا النوع من العمليات؟
لا، في أي مرحلة عمرية، فمثلاً تستطيع سيدة تبلغ الثامنة عشرة من عمرها إجراء هذه العملية إذا كان زوجها يعاني ضعفا في الحيوانات المنوية.
من الممكن تكرارها
أكثر من مرة
ما عدد مرات إجراء التلقيح خارج الجسم؟
يمكن للسيدة أن تقوم بإجراء عملية طفل الأنابيب أكثر من مرة واحدة ولا يحدد عدد مرات بعينها. والذي يتحكم في ذلك المرأة هل هي متقبلة لتكرار العملية أكثر من مرة في حالة فشلها.. ولا مانع من وجود فترات للراحة حتى تستعد المرأة لإجرائها من جديد.
تجنب الأمراض الوراثية
ما التقنيات الحديثة المستخدمة في هذا العلاج؟
تقنيات علم الوراثة والجينات التي تكشف عن إمكانية تجنب زرع أجنة مشوهة أو أمراض وراثية بقدر الإمكان. ومن التقنيات الحديثة ما يسمى Preimplantation Genetic Diagnosis - PGD ويتم من خلال ذلك أخذ خلية من خلايا الجنين أثناء انقسامه لفحص كروموسومات الجنين للتعرف على بعض الأمراض الوراثية وعلى أساس ذلك يرجح الجنين السليم فقط.
إمكانية استبعاد الأمراض التي تصيب الأجنة
هل هناك إمكانية لاستبعاد الأمراض التي تصيب الأجنة؟
بالتأكيد نعم، حيث تتم دراسة الصفات الوراثية لاستبعاد الكثير من الأمراض والعيوب الوراثية، وهذه الطريقة تستخدم في أغلب الأحيان لأغراض طبية بحتة من أجل استبعاد الأمراض الوراثية التي قد تكون موجودة في أحد الجنسين خاصة عند زواج الأقارب، ويقوم الطبيب المختص بدراسة كل حالة طبياً قبل الاختيار والبدء في برنامج اختيار جنس المولود.
إجراء العملية دون تردد
ما النصائح التي توجهها للسيدات لتحسين فرصة نجاح أطفال الأنابيب؟
إن نجاح العلاج بواسطة أطفال الأنابيب والحقن المجهري يقل تدريجياً مع تقدم عمر المرأة، لذلك ينصح بإجراء هذه العملية من دون تردد. فإذا كان هناك سبب واضح لإجراء هذه العملية مثل انسداد قناتي فالوب أو النقص الشديد في عدد الحيوانات المنوية بدلاً من إضاعة الوقت في تجربة أساليب أخرى غير فعالة.