استشاريون: علاج الالتهاب الرئوي يختلف وفقاً لدرجة الإصابة وطبيعتها
الالتهاب الرئوي من أهم الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي, ونسب الإصابة به في تزايد مستمر نظراً لبعض المشكلات التي تتعلق بالقدرة المناعية لدى المرضى، وهو مرض شائع الحدوث في المجتمع, ذلك لأن الجهاز التنفسي يتواصل مع البيئة الخارجية بشكل دائم من خلال عمليتي الشهيق والزفير.
لذا فقد كان لنا هذا الحوار مع عدد من استشاريي الأمراض الصدرية في مجموعة الدكتور سليمان الحبيب في العليا والريان والقصيم وهم: الأستاذ الدكتور سليمان الماجد، الدكتور جعفر الحسن, الدكتور حاتم الناصر، والدكتور معتصم الأمين.
نريد التعرف على طبيعة الجهاز التنفسي؟
يبدأ تركيب الجهاز التنفسي من الأنف ثم البلعوم ثم الحنجرة ثم القصبة الهوائية التي تتفرع إلى شعبتين رئيستين هما الشعبة الهوائية اليمنى واليسرى، ثم تتفرع كلتا الشعبتين إلى شعب هوائية أصغر وأصغر حتى تنتهي بالحويصلات الهوائية التي يتم من خلالها تبادل الغازات في الدم, ومجموع الحويصلات الهوائية والشعب الهوائية الصغيرة جدا مع النسيج الرئوي يكون الرئتين, وتشمل وظيفة الجهاز التنفسي الرئيسة توفير الأوكسجين اللازم لحياة جميع خلايا الجسم وتخليص الجسم من ثاني أوكسيد الكربون أحد مخلفات الاحتراق الغذائي داخل الخلايا ويتم ذلك بالشكل التالي.
#2#
دور مهم في عملية الأيض الغذائي
يدخل الأوكسجين عبر عملية الشهيق إلى الرئتين وعبر غشاء الحويصلات الهوائية يدخل الأوكسجين إلى شعيرات الدم في الحويصلات الرئوية الذي يحمل الدم المؤكسد إلى الأذين والبطين الأيسر في القلب ثم يضخه إلى سائر أجزاء الجسم، حيث تتم الاستفادة من الأوكسجين في الأيض الغذائي داخل الخلايا وينتج عن هذا الطاقة والماء وثاني أكسيد الكربون الذي يعود مع الدم الراجع إلى الأذين والبطين الأيمن في القلب ثم إلى الرئتين ليتم طرده عبر عملية الزفير إلى خارج الجسم.
مناعة ذاتية ضد الإصابة
ما الذي يقوم به الجهاز التنفسي لمنع الإصابة؟
يحتوي الجهاز التنفسي على بعض خطوط من الدفاع الأول ذاتية ومناعية تحميه ضد العدوى والالتهابات ومنها عملية العطس التي تعمل على طرد أي مواد غريبة تدخل الأنف. والشعيرات الأنفية الداخلية التي تعمل على فلترة (تنقية) الهواء الداخل عن طريق الأنف وتخليصه من ذرات الغبار العالقة به. كما أن وجود الإفرازات المخاطية بالأنف تعمل على الالتصاق بذرات الغبار والأوساخ والجراثيم التي تستنشق مع الهواء. بينما السعال يعتبر خطا دفاعيا مهما جداً لطرد المفرزات القصبية والأجسام الغريبة من القصبة الهوائية.
الالتهاب يصيب الحويصلات الرئوية
إضافة إلى الأهداب المتحركة التي تبطن القصبة الهوائية, التي تعمل كالفرشاة لطرد الأجسام الغريبة والغشاء المبطن للجهاز التنفسي الذي يحتوي على خلايا المناعة لمهاجمة الفيروسات والبكتيريا, وعلى الرغم من ذلك قد يصاب الإنسان بعدوى بكتيرية أو فيروسية تنتقل عبر الجهاز التنفسي إلى الرئتين مسببة مرض الالتهاب الرئوي، ولما كان الالتهاب الرئوي يصيب الحويصلات الهوائية في الرئة، فإنه يؤثر في عملية تبادل غازي الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون التي تتم في الحويصلات.
من الأمراض الشائعة
إذا ما الالتهاب الرئوي؟
يقصد به التهاب الرئة البكتيري أو الفيروس أو الفطري, وهو من الأمراض الشائعة الحدوث بين الناس, وذلك لأن الجهاز التنفسي هو الجهاز الذي يتواصل مع البيئة الخارجية في اتصال دائم من خلال عمليتي الشهيق والزفير.
عوامل متنوعة للإصابة
ما العوامل التي تؤدي إلى ذلك؟
هناك بعض العوامل التي تضعف مناعة الجهاز التنفسي، فيصاب هؤلاء الأشخاص بالالتهاب الرئوي أكثر من غيرهم. ومن العوامل التدخين ومرض نقص المناعة، وسوء التغذية، الإصابة السابقة أو الحالية بمرض السل، تناول العقاقير المنقصة لمناعة الجسم، المسببات التي تؤدي إلى الهزال العام ككثرة السهر وعدم الراحة والإجهاد العام.
أعراض الالتهاب الرئوي
فيم تتمثل الأعراض؟
تتمثل الأعراض الأساسية العامة في السعال وصعوبة التنفس والبلغم, إضافة إلى الشعور بالتوعك وارتفاع درجة الحرارة والإرهاق وآلام متفرقة في جميع أنحاء الجسم، ويختلف لون البلغم حسب نوع العدوى فقد يكون أبيض اللون أو أصفر أو بنيا أو أخضر اللون. كما يشعر المرضى بألم حاد في الصدر عند محاولة التنفس بعمق. وفي بعض الحالات سعال يصحبه دم. وفي حالات الإصابة بالتهاب بكتيري، يشكو المريض من حمى شديدة مع رعشة في الجسم يصعب السيطرة عليها، ورجفة وقشعريرة, بينما في الحالات الحادة يصاب المريض بالتشويش أو فقدان الوعي.
سرعة الكشف مطلوبة
كيف يتم التشخيص؟
يتم تشخيص الالتهاب الرئوي بأخذ تاريخ المرض والفحص السريري للمريض إلا أن الفحص المؤكد للتشخيص هو تصوير الصدر بأشعة إكس, حيث يثبت وجود ومكان الالتهاب ونوعه إن كان التهابا رئويا مقطعيا أو التهابا رئويا شعبيا.
التشخيص بالميكروسكوب والأشعة السينية
هل يحتاج المريض لفحوص طبية معينة؟
بالتأكيد إذ يأتي بعد الخطوات السابقة دور الفحوص الطبية، كالأشعة السينية، وفحص البلغم تحت الميكروسكوب لتحديد نوع الجرثومة إن أمكن، كما يتم عمل مزرعة للبلغم لمعرفة نوع العدوى، كما يتم عن طريق فحص كريات الدم البيضاء التعرف على مدى قوة الالتهاب ومدى قدرة الكريات البيضاء على مقاومة المرض. كما يتم إرسال الدم للفحص الميكروسكوبي ولعمل مزرعة لتحديد نوع البكتيريا أو أي نوع آخر من الجراثيم مسبب المرض. وعند ظهور الجرثومة في مزرعة الدم، فذلك يعني أن البكتيريا تحركت من الرئتين إلى الدم.
المضاد الحيوي في الحالات البسيطة
ما طرق العلاج؟
تتم معالجة الالتهاب الرئوي بإعطاء المريض مضادات حيوية سواء عبر الفم أو عبر الوريد حسب حالة المريض وشدة الالتهاب, إضافة إلى أدوية أخرى لتقليل الأعراض وحسب حالته، والعلاج الأساسي للالتهاب الرئوي البكتيري والميكوبلازما والكلاميديا وليجيونيلا هو المضاد الحيوي، ويمكن تناول العلاج في المنزل عن طريق الفم في الحالات الخفيفة، مع التغذية الصحية والراحة التامة.
الحالات الطارئة تحتاج إلى تدخل إسعافي سريع
أما لمن هم فوق الخمسين ومن يعانون أمراضا مزمنة والمصابون بسوء التغذية أو مصابون بالتهاب حاد أو يعانون التوعك الشديد، فهؤلاء يجب إدخالهم إلى المستشفى لمراقبتهم وتلقي المضادات الحيوية عن طريق الوريد، وإعطاؤهم الغذاء المناسب، أو مساعدتهم عن طريق أجهزة التنفس والأوكسجين. كما أن جميع مرضى الالتهاب الرئوي يجب عليهم الإكثار من تناول السوائل لتيسير السعال وطرد البلغم، والالتزام بالراحة التامة والامتناع عن التدخين وتناول الكحول.