نهاية العالم الغربي وولادة نظام عالمي جديد

نهاية العالم الغربي وولادة نظام عالمي جديد

لم تعد الولايات المتحدة تهيمن على التصنيع أو التصدير. في حين أن شعوب شرق آسيا والصين بصفة خاصة أخذت هذا الدور من الولايات المتحدة. يبدو أن الدول الغربية تفترض أن الصين سيجتاحها المد الغربي في موجات العولمة، وأنها ستسمح للغرب بأن يهيمن مثلما فعل في القرون الثلاثة الأخيرة. إلا أن هذه الافتراضات خاطئة تماما. ينظر بعض المحللين إلى التاريخ الاقتصادي لليابان على أنه نموذج يدرسون منه النمو الصيني، إلا أن الصين واليابان تختلفان كثيرا في مساريهما إلى التحديث.
يمر العالم اليوم بوقت تغير تاريخي مهم سيغير من وجه العالم الحديث. في الواقع، يدخل المجتمع العالمي فترة من ''معركة الحداثة''، وهي منافسة بين الأنظمة الغربية والشرقية على الوجود الصناعي. إن هيمنة الغرب التي استمرت لثلاثة قرون على العالم قاربت على الانتهاء، بينما التحديث السريع للصين يحدث تغيرات تؤثر في العالم بأسره. هذا التحول الكبير يركز على ثمانية عناصر مهمة تختلف فيها الصين عن الغرب:
1. الصين هي دولة حضارة: لم تنشأ الصين مثل بعض الدول المتقدمة في العالم الغربي من مجموعة من الدويلات المتصارعة أو الإمبراطوريات التي اتحدت مع مرور الوقت إلى أمة واحدة مختلفة الديانات والثقافات وأحيانا اللغات. وإنما طالما كانت الصين حضارة موحدة اللغة والثقافة.
2. تنظر الصين إلى دول شرق آسيا على أنها دول تابعة وليست دولا قومية. عندما سبقت اليابان الصين في القرن الـ20 كانت الصين تحتل مكانتها كقوة مهيمنة في شرق آسيا لقرون.
3. إحساس الصين بوحدة العرق: ينظر الصينيون إلى أنفسهم بوصفهم عرقا واحدا، ويؤمنون بتفردهم الثقافي والتاريخي وحتى البيولوجي.
4. مقياس ومدى مختلف: إن مساحة الولايات المتحدة أصغر قليلا من الصين، إلا أن السكان في الصين أكبر بأربعة مرات.
5. السياسة الصينية الفريدة: لا تشبه الصين في صورتها الإمبريالية والشيوعية أيا من الدول الأخرى. والتقاليد الكونفوشية تؤكد فكرة أن سلطة الدولة غير مسؤولة أمام أي فرد أو أي فكرة باستثناء فكرة الحفاظ على نفسها.
6. التغير السريع: يتميز التحديث الصيني بالسرعة. يؤمن الصينيون بأن لديهم ثقافة متفوقة على باقي دول العالم، ما يسمح لهم بتقبل التغيير بسرعة.
7. تراث الحكم الشيوعي: تحكم الحكومة الشيوعية الصين منذ عام 1949. إن السياسات التي تتبعها الحكومة الصينية تجعلها مختلفة عن الدول الشيوعية في شرق أوروبا، حيث أظهر النظام الحاكم في الصين مرونة وبراجماتية.
8. دولة متقدمة نامية: هذه الشخصية المزدوجة تتسبب في مشكلات لم تشهدها أي من دول العالم من قبل، فيما يتعلق بالتقدم والاستقرار السياسي والسياسات المالية.

TITLE: WHEN CHINA RULES THE WORLD: THE END OF THE WESTERN WORLD AND THE BIRTH OF A NEW GLOBAL ORDER
AUTHOR: MARTIN JACQUES
PUBLISHER: PENGUIN PRESS
ISBN-10: 0713992549
576 PAGES
2009

الأكثر قراءة