الوصفات العشبية لعلاج أمراض السكري والسرطان والإيدز تغرير بالمرضى

الوصفات العشبية لعلاج أمراض السكري والسرطان والإيدز تغرير بالمرضى

أكد البروفيسور غازي بن عبد اللطيف جمجوم أستاذ علم الفيروسات رئيس اللجنة الوطنية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال من المملكة والمشرف على كرسي عبد الله وسعيد بن زقر لأبحاث ومكافحة مرض الإيدز كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز بجدة، عدم تسجيل أي حالة للإصابة بشلل الأطفال منذ سنوات، وقال إن في عام 2004 سجلت حالتان فقط وتم التعامل معهما بفاعلية ولم تسببا حدوث أية حالات محلية، ودعا في حواره لـ «الاقتصادية» لأخذ كافة الاحتياطات لضمان مستوى رفيع لخريجي كليات الطب قائلا إن التوسع في افتتاح كليات جديدة كان مطلوبا في المرحلة الماضية لأن نسبة الأطباء السعوديين لم تتعد 20 في المائة ولكن ينبغي ألا يكون التوسع على حساب النوعية، كما حذر من الوصفات العشبية التي لم يتم إثبات فاعليتها لأمراض خطيرة مثل السكري والسرطان والإيدز، موضحا أنه عمل غير مسؤول فيه تغرير بالمرضى، فإلى تفاصيل الحوار:

ما الأعمال التي تقوم بها اللجنة الوطنية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال ومتى كان تسجيل آخر حالة إصابة بشلل الأطفال في المملكة؟

آخر حالات مستوطنة للإصابة بشلل الأطفال في المملكة كانت في عام 1995م وكان عدد هذه الحالات أربعة؛ اثنان منها مستوردة، ومنذ تلك السنة والمملكة بحمد الله تعتبر خالية من المرض، ولكن تم اكتشاف حالة مستوردة واحدة في عام 1998م، وحالتان في عام 2004م وتم التعامل معهما بفاعلية ومحاصرتهما فلم تتسببا بفضل الله في حدوث أية حالات محلية.
اللجنة الوطنية للإشهاد على استئصال شلل الأطفال هي لجنة مشكلة من خمسة من أساتذة الجامعات والأطباء السعوديين بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية وبالتنسيق مع مكتبها الإقليمي لشرق البحر المتوسط لعمل مع وزارة الصحة بهدف التأكد من خلو المملكة من شلل الأطفال. وتقوم اللجنة سنويا بمراجعة كافة الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة لبقاء المملكة خالية من هذا المرض، بإذن الله ، ويشمل ذلك ما يلي:
1. التأكد من اكتشاف جميع الحالات المشتبهة للشلل التي تحصل لأي سبب وذلك لفحصها سريريا ومخبريا ومتابعتها لستة أشهر مع إرسال عينتين من البراز من كل مريض لزراعتها بالمختبر الوطني لشلل الأطفال في الرياض للتأكد من خلوها من فيروس شلل الأطفال، وقد كان عدد الحالات المشتبهة في عام 2009م 195 حالة كلها كانت سالبة للفيروس.
2. التأكد من وصول عينات البراز إلى المختبر الإقليمي بحالة جيدة.
3. التأكد من أداء المختبر وحصوله على درجة عالية في اختباء جودة الأداء الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية
4. التأكد من أن نسبة التطعيم الروتيني لكافة المواليد والأطفال في المملكة تكون عالية للتأكد من اكتسابهم المناعة اللازمة التي تقيهم، بإذن الله، من الإصابة بالمرض، وقد وصلت هذه النسبة للأطفال الذين تلقوا ثلاث جرعات على الأقل من اللقاح إلى 98 % في عام 2009م. علما بأن جدول التطعيمات الأساسية في المملكة ينص على إعطاء كل طفل ست جرعات؛ أربع منها خلال السنة الأولى من العمر، وجرعة عند سنة ونصف ثم جرعة عند دخول المدرسة.
5. التأكد من القيام بحملات التطعيم الوطنية لشلل الأطفال، وقد أجريت تلك الحملات في جميع مدن المملكة من عام 1995م حتى عام 2000م، وكذلك عام 2005م، ثم تم الاكتفاء بإجراء الحملات في مناطق الحج، مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وكذلك في المناطق الحدودية، عسير، جازان ونجران.
6. إجراء حملات لتطعيم أطفال مجموعات من الوافدين غير النظاميين في مكة المكرمة وجدة وجازان ونجران.
7. مراقبة وتقدير مستوى الخطر المحتمل وفادة فيروس الشلل من المناطق المصابة.
8. تطعيم القادمين من دول موبوءة بشلل الأطفال حال وصولهم إلى مطارات المملكة وتشمل هذه الدول حاليا الهند وباكستان وأفغانستان ونيجيريا.
9. تكوين لجنة دائمة تكون جاهزة للتعامل بالسرعة المطلوبة مع أي حالات شلل وافدة.
10. تقديم تقرير سنوي لمنظمة الصحة العالمية يؤكد قناعة اللجنة بخلو المملكة من شلل الأطفال.

يبدي البعض مخاوفه من التوسع في افتتاح كليات طبية وأن يكون هذا التوسع على حساب المهارة الطبية والتعليمية لخريجي هذه الكليات، فما وجهة نظركم؟

بالنسبة للتوسع في افتتاح كليات طب، لا شك أن التوسع كان مطلوبا في المرحلة الماضية لأن نسبة الأطباء السعوديين لا تتعدى 20 في المائة تقريبا حسب علمي، ولكن، من دون شك، لا ينبغي أن يكون التوسع على حساب النوعية، بل ينبغي أن نتخذ كافة الاحتياطات لضمان مستوى خريجينا.

هل أنت راض عن المناهج التعليمية والتطبيقية لطلاب كليات الطب؟ وهل ترون أهمية لتطويرها باستمرار؟

مستوى المناهج التعليمية في كليات الطب في المملكة بصفة عامة، في اعتقادي، جيد. ومن المؤشرات على ذلك نجاح أغلب الخريجين المبتعثين لأمريكا وكندا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية في مواصلة دراساتهم للحصول على شهادات الاختصاص في المجالات الطبية المختلفة. ولكن المأمول ألا يتم تخريج أي طبيب غير ملم بصورة عالية بأساسيات المهنة المهنة وسلوكياتها بحيث يشكل أي خطر على المرضى.
أما عن ضرورة تطوير المناهج العلمية باستمرار فهذا لا شك أمر مهم للغاية لأن الطب وكافة المجالات العلمية تتطور باستمرار؛ لذا يجب أن تواكب المناهج التعليمية ذلك التطور، والأهم أن يتعلم الطالب أن التعليم عملية مستمرة «من المهد إلى اللحد» وهذا ينطبق على الطبيب بصفة خاصة.

كيف ترون الدور الذي لعبته الكراسي البحثية في دعم الحركة التعليمية والاكتشافات العلمية؟ وهل قامت بدورها المنشود على الوجه الأكمل؟

الكراسي العلمية لا تزال في بدايتها ولكنها مهمة جدا لدعم البحث العلمي المتطور ولتنمية التعاون بين أعضاء هيئة التدريس والباحثين في جامعاتنا، حيث كان هذا التعاون في الغالب ضعيفا في السابق، كما أن الكراسي تسهم في استمرارية البحث في المجالات المهمة وعدم توقفها بتغير الأشخاص أو انشغالهم أو تقاعدهم.

لكم بحثان مرسلان للنشر عن الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض المعدية وخاصة الفيروسات القهقرية (مثل فيروس الإيدز) وفيروسات التهاب الكبد والملاريا. هل تسلط لنا الضوء على القيمة العلمية التي يحملها البحثان؟ وما أهم نتائجهما؟

آخر البحوث التي تم إجراؤها بدعم من كرسي عبد الله وسعيد بن زقر لبحوث ومكافحة الإيدز كان عن مقاومة فيروس الإيدز للأدوية المستعملة للعلاج، وقد بين هذا البحث حدوث المقاومة في نسبة لا يستهان بها من العزلات مما يتطلب المتابعة الدقيقة للمرضى وتغيير الأدوية كلما لزم ذلك.

نسمع بين حين وآخر علاجات شعبية يدعي ممارسوها قدرتها على علاج السكري والسرطان وغيرها.. ما مدى صحة مثل هذه المزاعم؟ وهل ثبت من خلال دراساتكم الطويلة في مجال الفيروسات وجود علاجات شعبية تقضي على بعض الفيروسات الخطيرة؟
كثير من الأدوية مصدرها الأساسي عشبي، ولكنها خضعت للدراسات العلمية لاستخلاص المواد الفعالة وإثبات فاعليتها وتحديد استخداماتها وجرعاتها، وهذا يجب أن ينطبق على أي علاج عشبي جديد، أما أن يقوم البعض باستخدام وصفات عشبية لم يتم إثبات فاعليتها علميا لأمراض مهمة وخطيرة مثل السكري والسرطان والإيدز وغيرها فهذا عمل غير مسؤول إذا نتج عنه التغرير بالمرضى أو امتناعهم عن استعمال أدوية مرخصة وما قد ينتج عن ذلك من تفاقم المرض. فبالنسبة للأمراض الفيروسية الخطيرة مثل الإيدز والتهاب الكبد فأنصح باتباع العلاجات المثبتة فاعليتها، كما ورد أعلاه، وأن يكون ذلك تحت إشراف الأطباء المختصين، وألا يعتمد المريض على أي أدوية لم يتم ترخيصها. أما إذا كان استعمال بعض الوصفات الشعبية وخاصة التي تحتوي على مواد مغذية ونافعة مثل العسل والحبة السوداء مكملا للعلاج المرخص به والذي يتم تحت إشراف الطبيب ولا يتعارض معه فلا بأس في ذلك، خاصة إذا أدى إلى رفع معنويات المريض، وفي كل الأحوال هناك الآن الكثير من التحاليل المخبرية التي يمكنها قياس فاعلية أي علاج عشبي أو تركيبة جديدة. ومن المهم اتباع الأسلوب العلمي في الحكم على المنتجات الجديدة وتقييمها لأن المريض ليس حقل تجارب، وهذا يتم في الجامعات على حيوانات التجارب أولا ثم على المتطوعين وفق معايير أخلاقية معترف بها قبل طرح هذه المنتجات كعلاجات للاستخدام العام.

المواعيد الطويلة لتلقي العلاج، فضلا عن صعوبة إيجاد أسرة للتنويم في المستشفيات، هل هي نتاج لقلة المستشفيات أم أنها خلل في إدارة وتوزيع الخدمات الصحية؟

لا شك أن هذه مشاكل تضايق المرضى وتؤثر في تلقي العناية الصحية الأمثل، ولكني لا أعرف بالتحديد مدى هذه المشاكل عندنا، وأفضل أن أحيل الإجابة إلى أحد المختصين بمشاكل الرعاية الصحية والمستشفيات، مع أملي أن نستفيد من الإمكانيات الكبيرة المتاحة بفضل الله لبلادنا ومن تجارب الدول الكبرى التي سبقتنا في تطوير أنظمة الرعاية الصحية، وأن نعمل على تطوير التعاون الوثيق بين القطاعين الحكومي والخاص وعلى تهيئة الدور المناسب للتأمين الصحي، بحيث يجد كل مواطن الرعاية الصحية المناسبة دون مشقة وعناء.

الأكثر قراءة