ترشيد المياه في 61 مسجدا يوفر أكثر من 400 ألف ريال
خطت وزارة المياه والكهرباء خطوات كبيرة نحو ترشيد المياه في المساجد, حيث تواصل بشكل مستمر تنفيذ مشروع ترشيد المياه في المساجد, ونجحت التجربة في عدة مساجد في المملكة، وتمت استفادة المساجد من هذه التجربة ووصلت المبالغ التي تم توفيرها بعد الترشيد في 61 مسجدا في كل من منطقة الرياض والمنطقة الشرقية في العام الأول من بدء تطبيق الترشيد عليها 423983 ريالا, فيما بلغ حجم المكعبات المائية التي تم توفيرها في العام الأول من تطبيقها وفق إحصائيات فردية لكل مسجد تم حصرها ليصبح مجموعها 70640 مترا مكعبا من الماء، واتضح من خلال هذه الإحصائية التي حصلت عليها "الاقتصادية" أنه توجد مساجد تصرف كميات كبيرة من الماء أكثر من غيرها، تم تقليص هذا الصرف إلى كميات أقل وبنسب جيدة تستطيع من خلالها المساجد الاستفادة من كميات الماء الحالية بعد الترشيد بشكل يسهم في التخلص من التبذير الذي كانت تعيشه تلك المساجد أثناء استخدام بعض المصلين للماء وما تم توفيره من مكعبات الماء يمكن استفادة مواطنين منها والمبالغ يمكن الاستفادة منها في تحسين الخدمات من قبل شركة المياه في كل منطقة باعتبار المساجد تتبع القطاع الحكومي المتمثل في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولعل من المساجد التي تم ترشيد استهلاكها وكانت تصرف كميات كبيرة من الماء مسجد الشركة السعودية للكهرباء في المنطقة الشرقية, الذي كان معدل الاستهلاك فيه عاليا قبل تركيب المرشدات, إذ بلغ 19.45 متر مكعب ثم انخفض بصورة كبيرة بعد تركيب المرشدات، حيث أصبح 11.46 متر مكعب من الماء وتم توفير 7.99 متر مكعب من الماء في اليوم الواحد فيما أصبحت كمية المياه الموفرة في السنة الواحدة 2876,4 متر مكعب من الماء لتكون نسبة الترشيد 41 في المائة، وتم تركيب 19 قطعة مرشدة، وهذا أتاح توفير مبلغ 17258 ريالا في السنة الأولى، وكذلك مسجد الإسراء في المنطقة الشرقية, الذي كان معدل استهلاكه عاليا فانخفض من 16.68 متر مكعب من الماء ليصل حاليا إلى 9.11 متر مكعب من الماء، ويتم توفير 3279.6 متر مكعب من الماء سنويا ومبلغ 19678 ريالا سنويا، وجامع الإمام الحسين في المنطقة الشرقية تم توفير مبلغ سنوي يبلغ 14688 ريالا وتوفير 2448 مترا مكعبا من الماء سنويا بعد أن كان يستهلك المسجد 14.27 متر مكعب من الماء وأصبح يستهلك حاليا 6.8 متر مكعب من الماء، فيما تفاوتت بقية المساجد في الاستهلاك, لكن بأقل درجات من المساجد الآنفة الذكر.
ويرى عدد من الدعاة أن الدور الذي تقوم به وزارة المياه والكهرباء أمر مهم للحفاظ على ثروة المياه, حيث يقول الدكتور علي الجهني المحامي والمستشار الشرعي, إن الحفاظ على الماء أمر مهم ويسعد كل مسلم, خاصة أننا ـــ مع الأسف الشديد ـــ نجد عند بعض المساجد وحلا بسبب خروج المياه من المساجد واستنزافها, لكن بداية الترشيد في المساجد دون شك سيعجل ـــ بإذن الله ـــ باختفاء خروج المياه بجوار المساجد ويصبح هناك أهمية لها بعد هذا الجهد من الوزارة في ترشيد بعض المساجد، ونتمنى أن يتواصل ذلك على مساجد أخرى, بل بقية المساجد, لأن ذلك يعود بالنفع على بيوت الله ويسهم في الحفاظ على الماء وعدم تسربه وخروج كميات كبيرة لا يستفاد منها, بل تصبح خسارة إهدارها.
ويؤكد المهندس صالح السلطان أن ما يتم القيام به من ترشيد في للماء بالمساجد عمل مطلوب, خصوصا في ظل وجود بعض الناس الذين يستغلون مياه المسجد استغلالا سيئا, وهو ما يشاهد ــ مع الأسف الشديد ـــ في بعض المساجد في دورة المياه تجد المياه تهدر بشكل لا يتناسب مع مكانة المساجد، وهذا من شأنه أن يسيء لسمعة المساجد وظهور بعض الحشرات إذا لم يتم التخلص من تلك المياه المهدرة, لكن هذا الترشيد الذي تصاحبه توعية في المسجد من الإمام وتعاون من بقية جماعة المسجد يسهم دون شك في استخدام الماء بطريقة جيدة ومحددة، وتعطي فرصا بأن يستفاد من الماء بالترشيد الحديث الذي تقوم به وزارة المياه والكهرباء, ونتمنى أن يعم هذا الترشيد جميع مساجد المملكة.
ويشير الشيخ الدكتور خالد الدايل المشرف على قناة "روائع" الفضائية إلى أن قضية ترشيد استخدام المياه وتحسين استثمارها مشكلة سلوكية والعمل من أجل ترشيد استهلاك المياه يجب أن يبدأ الإنسان باعتباره الأساس في الاستفادة منها، كما أنه السبب المباشر في ضياعها، إضافة إلى أنه الذي يعاني فقدانها.
وعليه فإن نشر الوعي حول ترشيد استهلاك المياه يرتكز على إيجاد رادع ذاتي ينبع من داخل الإنسان، ويدفعه إلى حماية الموارد المائية وتحسين استثمارها وترشيد استهلاكها وذلك من خلال غرس مجموعة من القيم والمبادئ والمثل لدى الطلاب لتساعدهم على أن يكونوا قادرين على المشاركة الفاعلة والنشطة في كل قضايا المياه ومشكلاتها.
ويقتضي ذلك بناء وتنمية المعرفة والوعي والسلوك البيئي، وعليه قامت مديرية المناهج والتوجيه بمجموعة من الإجراءات الهادفة إلى تحسين استخدام المياه وترشيد استهلاكها، والجميع دون شك استقبل حملة ترشيد المياه كل حسب تفكيره, لكن نحن نجد أن هذا الترشيد, لا سيما في المساجد, سيكون له أثره في بيوت الله وينعكس عليها بالشكل الذي يحقق الغاية منها نسأل الله أن يعم ذلك جميع المساجد.