المدينة: سيارات الأجرة تنقل بـ «المجان» ابتهاجا بعودة الملك
مشهد لافت يواجه القادمين إلى مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة طوال اليومين الماضيين، صفوف سيارات الأجرة الواقفة قبالة صالة الوصول تتزين بألوان العلم السعودي وصور الملك عبد الله بن عبد العزيز والسعر المعلن أمام طالبي الأجرة هو ''مجانا'' . نحو 150 سيارة أجرة في المطار الدولي أعلنت النقل المجاني للركاب في اليوم الأول (الأربعاء)، لكن اليوم الثاني (أمس الخميس) كانت هناك سيارات أقل عددا لا تزال تضع إشارة النقل المجاني فيما الباقون اكتفوا باليوم الأول، مشيرين إلى أن ''خلفهم أولاد يريدونهم أن يعودوا بشيء من الغلة المعتادة'' كما يقول محمد الجابري وهو شيخ ستيني أبدى السعادة الغامرة بعودة الملك الذي يكن له كل المحبة والتقدير ''لا تستطيع أن تصف الاعتزاز في نفوسنا بهذا الأب الوالد للجميع''.
حسين دغيم الرشيدي، سائق أجرة آخر وهو يهوى الشعر ويزين سيارته ببعض الأبيات الشعرية التي لا يتردد في سردها أحيانا إلى الركاب، ولولا الاعتذار لكانت قصيدة طويلة بمناسبة عودة الملك هي الآن ضمن التقرير، ويفسر ذلك الميل عند الناس للتعبير عن ولائها لقادة البلاد في ظل المناسبات الراهنة.
أما عبد الكريم بن سعد السحيمي وهو في العقد الرابع من العمر فهو يرى أن هذه البادرة من سائقي أجرة مطار المدينة المنورة لا تمثل سوى رد بسيط لبعض الجميل الذي أسداه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا لهؤلاء الذين يعد جلهم من المستفيدين من مشروع الملك للقروض الأسرية ولسيارات الأجرة ''ومهما عملنا فلن نوفيه حقه''. ويشرح السحيمي قصة ارتباطه بالعمل الذي قاده لأن يصرف على أسرة من ثمانية أشخاص منذ عام 2006 حين قدم على برنامج الملك عبد الله إذ تم الصرف له بسيارة تاكسي من نوع تويوتا كامري حيث أسس ذلك ''التاكسي'' لقاعدة جيدة من الدخل المادي، ويضيف ''تحسن وضعي وصار عندي دخل طيب أستطيع العيش منه حيث أنا المسؤول عن أسرة مكونة من ثمانية أشخاص، وكنت قبل الأجرة في ظروف لا يعلمها إلا الله إذ لا أستطيع دفع الإيجار والصرف على الأبناء''.
في الجانب الآخر من القصة تبدو وجوه ''الزبائن'' وهم يبشرون من سائقي الأجرة ''بالمجان '' في نقلهم إلى حيث يريدون في وقت كانوا فيه يتوقعون تلك المبالغ الكبيرة المعتادة في المطارات لأجرة النقل إلى وسط المدن حيث الأسعار لا تقل عن 50 ريالا (14 دولارا) , ويعبر مواطن سعودي عن تفاجئه بهذه المبادرة وسعادته بها فيما مسافرون قادمون من مصر يبدون مندهشين ويقول أحمد أمجد الذي يقود عائلته الصغيرة إلى سيارة الأجرة '' أدام الله على السعودية هذه المناسبات السعيدة , فهي بلد خير لكل العرب والمسلمين ويضيف ضاحكا ''من جهة ثانية على الأقل حتى ننعم بهذه الخدمات المجانية''.