متخصصات: دعم الجمعيات الخيرية وتوسيع الإقراض يرفعان الطاقة الاستيعابية لحجم المشاريع النسائية
أجمعت مسؤولات ومتخصصات في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية على أهمية قراءة القرارات الملكية الأخيرة الصادرة إبان عودة خادم الحرمين الشريفين للبلاد, والتي شملت جميع مناحي الحياة وبكل أطيافها للاستفادة القصوى من الدعم المالي الذي تم ضخه من ميزانية الدولة في عدد من المؤسسات الاجتماعية والوزارات الحكومية، إضافة إلى ضرورة تفعيل هذه القرارات والإسراع في وضع الآليات المنفذة لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه المكرمات الملكية. وأكدت هناء الزهير عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية ونائب الأمين العام لصندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم مشاريع السيدات أن عودة الأب القائد إلى أرض المملكة يعد حدثا مهما وفرحة كبرى تستحق أن يشارك فيها جميع أفراد الشعب السعودي, ووصفت الزهير القرارات التي أصدرها الملك بالحكيمة والتي تخدم المواطن على المدى الطويل، مؤكدة أن النظرة الثاقبة والدراسة الجيدة لاحتياجات المواطنين كانت هي الدافع لإصدار مثل هذه القرارات, والتي تنم عن حرص خادم الحرمين الشريفين وتلمسه لاحتياجات ودراسة أوضاع المواطنين. وأوضحت أن التفاتة الملك لجميع شرائح الشعب السعودي ليست بمستغربة لتشمل الشباب العاطل عن العمل وإعطائه دفعة قوية للبحث عن العمل وعدم التكاسل، كما أن القرار الصادر بدعم قطاع الإسكان سيزيد من فرصة كثير من المواطنين على قائمة الانتظار.
من جانبها، قالت ليلى شربيني الاستشارية في تنمية المشاريع الصغيرة في غرفة الشرقية إن القرارات لامست واقع الشباب والفتيات والتي تبحث رفع المستوى الاجتماعي والمهني والاقتصادي من خلال صب جملة من المكرمات الداعمة والمحركة للارتقاء بالمواطن, حيث لابد من أن تُقرأ هذه القرارات بشكل صحيح وتنفذ رسالتها من خلال استثمار هذا الدعم الضخم والسخي لمعالجة حقيقية لأي معوقات قد تصادف مسيرة التنمية في البلاد.
وأشارت إلى أن قرار إعانة العاطلين عن العمل من الجنسين لمدة عام خلافا لكونها مكرمة كريمة لفتة واضحة من القائد لمعاناة هذه الفئة المهمة، كون الإعانة مكرمة كريمة من الملك ويساعد الشباب والشابات على أن يستقروا لمدة عام، ويجعلهم يشعرون أن المسؤولين يتلمسون مشاكلاتهم، لكن لابد أن يستشعر الشباب والفتيات الرسالة من هذه المعونة أن مشكلة العمل ليست حاجه مالية, إذ هنالك حاجة أكبر للعمل من المال حاجة تحقيق الذات وإحساس الإنسان بأهميته بالنسبة لمجتمعه والآخرين, لذلك الإعانة المالية خير وإعانة من أب لأبنائه لكن على الشباب أن يحاولوا خلال هذا العام جاهدين الحصول على فرصة عمل، فالقطاع الخاص مليء بالفرص حتى إن كانت المرحلة الأولى لعمل هؤلاء بأجور متدنية، فهناك متغيرات ومؤشرات بتجاوز هذه المشكلة كما هو حال ظروف العمل الصعبة التي قد تواجههم في القطاع الخاص. وأكدت شربيني أن الفرصة الأهم والأكبر تكمن في المشروعات الخاصة التي يمكن للشباب والشابات أن يستغلوها بشكل أفضل خاصة مع الدعم السخي الذي تم ضخه في ميزانية بنك التسليف والادخار, فالبنك يعاني تعثرا كبيرا في عملية الإقراض ما حدا به ليقلص أعماله تارة ويوقف دعمه تارة أخرى لفترات طويلة, ولكن مع هذا الدعم قد نلمس تحركا ملموسا لعمله، ونتطلع أن يحتوي على عدد أكبر لمشاريع النساء ويستمر بدعم وتمويل صاحبات المشاريع, مشيرة إلى أن أي قرار إقراض لابد أن تكون لديه آلية واضحة وصريحة وحازمه لعملية الإقراض وعملية التحصيل أيضا، فإذ ما تم ذلك بالشكل المطلوب فستكون هناك فرصة جديدة لتقليص معدلات البطالة، فإنشاء عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة النسائية تسهم في توظيف عدد أكبر، حيث إن المشروع الواحد يخلق أربع فرص عمل للفتيات, وإذ ما استمر اعتماد هذه الرؤية فنحن متفائلون خلال السنوات العشر المقبلة بخفض نسبة البطالة المرتفعة تدريجيا، فمن المعلوم أنه لا يمكن في أي بلد القضاء على البطالة نهائيا ولكن يمكن خفضها, فعام 2008 شهد انكماشا للاقتصاد فمن الطبيعي أن يخلف نموا في نسب البطالة, ولكن إذ فعلت آليات جيدة لاستغلال فرص الدعم الضخم والسخي من الملك, قد يتمكن من الحد من هذه النسب المتزايدة للبطالة التي سجلت في السعودية لما فوق 10 في المائة.
من جانب آخر، اعتبرت منيرة الحربي المستشارة الاجتماعية ومديرة جمعية جود النسائية الخيرية في الدمام, أن لهذه المكرمات واقعا كبيرا في الجمعيات الخيرية وحافزا قويا لإنعاش أعمالها والتوسع في مشاريعها الاجتماعية والخيرية، وأن هذا الدعم السخي بمثابة دفعة قوية لأعمال الجمعيات, معتبرة كل القرارات الصادرة تصب في مصلحة التنمية الاجتماعية والاقتصادية, ما ينعكس على وضع أفراد المجتمع ويحسن أكثر من أوضاعهم الاجتماعية.
وبينت أن حال الجمعيات سيكون أفضل من الأعوام السابقة، إذ إن المكرمة سيكون لها وقع كبير على حركة الجمعيات, خاصة أن هذا الدعم جاء في وقته, فمشاريع الجمعيات بحاجة مستمرة إلى الدعم المالي لتواكب المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة. وأشارت الحربي إلى أنهم في جمعية جود النسائية لديهم جملة من المشاريع المستقبلية التي سيكون للمكرمة دور في تفعيلها على نطاق واسع وشامل, منوهة بأن الدعم جاء ليواكب تطلعات وتطور أعمال ودور الجمعيات كافة, مؤكدة أن المشاريع ستتوسع بشكل كبير، فقد كانت الموارد المالية لميزانية بعض الجمعيات تحد من انطلاقة أعمالهم، ولن تتوسع فقط بل سيشملها تطور تلامسه الشرائح المستهدفة من خدمات الجمعيات. وكشفت عن توجه الجمعيات الخيرية عقب هذه المكرمة الملكية لدراسة رفع سقف المعونات المالية للأسر, وهذا في الغالب ما يكون انعكاسه إيجابيا لهذه القرارات, كما أنهم قد يرفعون الطاقة الاستيعابية لمستفيدي خدمات الجمعية من الأسر التي ترعاها الجمعية، فلدينا 500 أسرة ونرعى ثلاثة أضعاف هذه العدد, والتخفيف من عجز الجمعيات لمواجهة المتغيرات الاقتصادية المستمرة وموجة الغلاء للمسكن أو التموين.وأوضحت الحربي أن قرار إعانة العاطلين قد تشارك فيه الجمعيات، فهناك لجان متخصصة في الجمعية كانت ولا تزال متخصصة في حصر العاطلين عن العمل من الجنسين ومن مهامها التأهيل والتوظيف, وفي حال ما طلب من هذه اللجان قائمة لقاعدة بيانات العاطلين من باحثي العمل، سيتم تزويد الجهات المعنية بالقرار الملكي.