التقنية التي أعادت الأمل في مجال العقم
أسهمت تقنية التلقيح الصناعي في ولادة أكثر من أربعة ملايين طفل منذ نجاحها عام 1978 في بريطانيا, وكانت الطفلة لويز براون أول مولود من أطفال الأنابيب. تحقق هذا الإنجاز الطبي على يد الطبيب البريطاني روبرت إدواردز, الذي منح جائزة نوبل في الطب لتطويره تقنية التلقيح الصناعي, وبدأ العمل على تطوير هذه التقنية منذ خمسينيات القرن الماضي، وساعده الدكتور باتريك ستيبتو ــ طبيب نساء ـــ الذي توفي عام 1988, وأسس الاثنان عيادة كانت أول مركز للتلقيح الصناعي في العالم.
واعتبر هذا الاكتشاف حقلا طبيا جديدا يعود الفضل فيه لهذا الطبيب, الذي قاد العملية من الاكتشافات الأساسية حتى تقنية التلقيح الصناعي ثم نجاحها، واليوم فإن ما بين 20 في المائة و30 في المائة من البويضات الملقحة صناعيا تؤدي إلى ولادة طفل، وأثبتت الدراسات الطويلة المدى أن الأطفال الذين يولدون عن طريق التخصيب الصناعي أصحاء مثلهم مثل الأطفال الآخرين.
دون شك، فإن نجاح العلم في تلقيح البويضة خارج الرحم (في الأنبوب) قد فتح أبوابا واسعة للأمل في مجال العقم. وتبدأ أولى خطوات هذه التقنية عندما تؤخذ البيضة مباشرة من المبيض وتلقح بواسطة المني في المختبر ثم تزرع في رحم الزوجة, وبهذه الطريقة فإنه يتم تخطي القنوات المريضة أو المعتلة لدى المرأة عندما تكون هذه القنوات سببا للعقم.
وعموما فإن تقنية التلقيح الصناعي تتم تحت إشراف طبي، وتقوم على إتمام اللقاء بين الحوينات المنوية والبويضات للتوصل إلى تلقيح أو إخصاب عندما يتعذر الإخصاب بالطريقة الطبيعية. وهناك شرطان ضروريان لنجاح هذه العملية: الأول انتقاء الحوينات المنوية الأكثر نشاطا وحيوية ثم وضعها في ظروف مناسبة لاستمرارية حياتها. ثانيا تحديد الوقت المناسب لأخذ البويضة, وذلك عندما يتهيأ المبيض للإباضة وتكون البويضة ناضجة، ويمكن تحديد الوقت المناسب من خلال قياس معدل الاستراديول في الدم وقياس معدل هرمون اللوثنة LH في الدم وتحديد قطر الجريب المبيضي بواسطة الصورة الصوتية. وهناك عدة طرق لعمل التلقيح الصناعي، منها تقنية التلقيح الصناعي بواسطة مني الزوج. تستخدم هذه التقنية في حال كانت القنوات لدى الزوجة سليمة وعدد الحوينات المنوية في مني الزوج كافية، وتقنية التلقيح في الأنبوب تستخدم في حال انسداد أو تلف القنوات لدى المرأة: تؤخذ البويضات من المرأة أثناء التصوير الصوتي فتلقح في المختبر بواسطة مني الزوج، ثم بعد يومين أو ثلاثة يصار إلى إدخال البويضة الملقحة إلى الرحم عن طريق العنق. وهناك طرق أخرى. وهذه التقنيات تؤدي إلى الحمل بنسبة 20 إلى 30 في المائة, وفي حال حدوث الحمل فإنه يستمر كأي حمل طبيعي ولا يختلف الطفل المولود عن أي طفل ''طبيعي'' آخر، شرط ألا يتم الحمل بأكثر من طفل أو اثنين.