تقاعد الجيل المدلل.. قنبلة موقوتة
بحلول عام 2015، من المتوقع أن يزيد عدد الموظفين الأمريكيين الأكبر من 55 عاما ليصل إلى نسبة 20 في المائة من إجمالي قوة العمل، بعد أن كان يصل إلى 11 في المائة في عام 2000. هذا الجيل المدلل الذي يبلغ تعداده 76 مليونا الذين ولدوا في الولايات المتحدة بين عامي 1946 و1964 وتمتعوا بموجة الاستقرار والاهتمام بالنشء في الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سيسجل تغييرات مهمة في ديموغرافية القوى العاملة المعاصرة.
إن تقاعد هذا الجيل عن العمل سيؤدي إلى نقص في سوق العمل خاصة في الأفراد ذوي المهارة والخبرة. يقدر المكتب الأمريكي لإحصائيات العمل أن معدل نمو قوى العمل المدنية سيتناقص إلى درجة خطيرة بحلول عام 2025. يشير أحد السيناريوهات المحتملة إلى أنه إذا ما ترك جميع أفراد الجيل المدلل وظائفهم بعد وصولهم إلى سن التقاعد العادي وهو 65 عاما، فإن الولايات المتحدة لن تستطيع الوفاء بمتطلبات احتياجات سوق العمل بها.
إن ممارسات الشركات التي تحد من تعيين الموظفين الأكبر سنا ولا تحرص على الاحتفاظ به في العمل، إضافة إلى تضييق سياسات الهجرة التضييق سيسهم في هذه الكارثة العمالية. لأن جيل الألفية الذي يقدر تعداده بـ70 مليون نسمة ـــ مواليد الفترة بين 1980 و1995 ـــ لا يمكنه أن يملأ هذه الفجوة؛ فلن يكونوا قد حصلوا على الخبرة والمهارة اللازمة ليملأوا مكان الجيل المدلل والجيل المتوسط ـــ وهم 51 مليون أمريكي ولدوا في الفترة بين 1965 و1979.
جلب العمالة من الخارج واستخدام التكنولوجيا لاستبدال العمال سيزيد من وطأة المشكلة. سيتطلب الأمر من الشركات أن تحتفظ وتستمر في الاحتفاظ بالعمال والموظفين الأكبر سنا للتعويض عن النقص في العمالة الأصغر سنا.
في الغالب، ستجد الشركات رغبة من الأكبر سنا في الاستمرار في العمل؛ لأن التباطؤ الاقتصادي سيقلل من عائدات صناديق التقاعد، ما سيجبر الكثير من العمال الأكثر سنا على الاستمرار في العمل. كذلك توضح الدراسات أنه بصرف النظر عن الاحتياج المادي، فإن الرجال والنساء يريدون الاستمرار في العمل بعد سن الـ65 لأسباب اجتماعية.
ينبغي للشركات أن تطور من سياسات وممارسات الموارد البشرية بها لتحتفظ بموظفيها الأكبر سنا. كما سيكون عليها أيضا أن توظف المزيد من الموظفين الأكبر سنا للاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم. كما سيكون على الشركات أيضا أن تواجه تحديات تحقيق التوازن بين العمل والحياة الخاصة للعاملين بها.