الماء الأزرق يؤدي إلى تلف أنسجة العصب البصري وفقدان الرؤية

الماء الأزرق يؤدي إلى تلف أنسجة العصب البصري وفقدان الرؤية

لا شك أن العين تعد من أهم أعضاء الجسم التي تقوم بوظيفة حيوية لا يمكن أن يستغني عنها أي إنسان، وتعد من أكبر منن الله علينا، لذا لا بد أن نعمل دائما على تجنب تعرضها لأي إصابات وعلاج ما قد يطرأ عليها من تغير بشكل مبكر وسريع، حيث يعد كسل العين الوظيفي من أكثر الأمراض شيوعا فهو مرض خطير، ولكن علاجه سهل إذا ما تم العلاج والكشف مبكرا، والأمر نفسه بالنسبة للماء الأزرق أو الجلوكوما.
تلك الأمراض وطرق تشخيصها وكيفية علاجها ستكون محور حديثنا مع أطباء العيون في مستشفيات ومراكز مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية في العليا والريان والقصيم وهم: الدكتور جيمس فوشيا، الدكتور راشد الفطاني، الدكتور سيد أرشد، الدكتور عبد الله العتيبي، الدكتور عرفان شفيق، الدكتور منصور المحيميد، الدكتور منصور الفاروقي، الدكتورة نورين افتخار، والدكتور وليد الجلاد.

أهمية تساوي القدرة البصرية في العينين

عرّف لنا الكسل الوظيفي؟
كسل العين هو عبارة عن ضعف الإبصار في عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعي منذ فترة الطفولة المبكرة، وذلك نتيجة تجاهل المخ للصورة غير الواضحة التي تنقلها العين المصابة (الكسولة) وعادة ما يحدث ذلك في عين يكون تركيبها طبيعيا، ويعد تمتع كلتا العينين بقدرة بصرية متساوية أمرا في غاية الأهمية، حيث إن العديد من الوظائف لا تكون متاحة أمام هؤلاء الذين يبصرون بعين واحدة فقط وتبرز أهمية كون الرؤية طبيعية في العين الأخرى في حالة فقد إحدى العينين للإبصار، ومن هنا تأتي أهمية اكتشاف وعلاج حالات كسل العين الوظيفي في أسرع وقت ممكن.

من الحالات الشائعة
تعد هذه الحالة من الحالات الشائعة، ولا يمكن علاجها إلا إذا تم ذلك خلال مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة, لذا ينبغي على الوالدين ملاحظة هذه المشكلة البصرية ليتسنى لطفلهما أن يرى بصورة طبيعية في مراحل عمره الباقية. ومعظم الأطباء يجعلون فحص البصر جزءاً من الفحص العام الذي يجرونه على الأطفال، وينصح أن يتم فحص النظر لدى جميع الأطفال من قبل طبيب العيــون عند أو قبل بلوغ سن الثالثة، كما ينصح بفحص بصر الطفل قبل ذلك، إذا كان أحد أطفال العائلة مصابا بأي أمراض بصرية خطيرة.

الحول والعيوب الانكسارية أمراض تؤدي للكسل

هنا لا بد لنا أن نتعرف على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
العوامل التي تسبب عدم تكوين صورة واضحة داخل العين قد تسبب الكسل، ومن هذه العوامل الحول وهو عبارة عن انحراف في اتجاه إحدى العينين أو كلتيهما إلى الداخل أو الخارج أو إلى أعلى أو إلى أسفل مقارنة بالعين الأخرى، وكذلك الحرمان ويكون بوجود حاجز يحول دون وصول الضوء من الخارج إلى الشبكية، كما في حالات الماء الأبيض الخلقي أو انهدال الجفن الحاد أو عتمة القرنية أو الولادة المبكرة أو نزيف الشبكية، إضافة إلى العيوب الانكسارية: كما في حالات قصر النظر وبعد النظر أو الانحراف اللابؤري مع العلم أن الوراثة تلعب دوراً كبيراً في الأسباب المذكورة أعلاه, ونعني بالوراثة أن يعاني أحد الوالدين من الكسل أو الحول أو قصر أو بعد النظر.

الفحوص الدورية تؤدي إلى نتائج فعالة

هل توضح لنا كيف يتم اكتشاف وتشخيص حالات كسل العين؟
يتم اكتشاف حالات كسل العين، عن طريق إيجاد الفرق في القدرة البصرية بين كلتا العينين، من خلال الفحص الذي يقوم به طبيب العيون لقياس قوة الإبصار. ومن الممكن تحسين الرؤية باستخدام النظارات المناسبة، كما سيقوم الطبيب بفحص الأجزاء الداخلية للعين بحثا عن أمراض قد تكون السبب وراء انخفاض القدرة البصرية.

ازدواجية في عمل الدماغ والعين

لم تتطور حالات كسل العين الوظيفي؟
العين والدماغ يعملان معا لإنتاج البصر، ولكن في حالات الحول أو الحرمان أو العيوب الانكسارية تتشكل صورتان مختلفتان وتُرسلان إلى الدماغ، وفي الأطفال الصغار يتجاهل الدماغ الصورة القادمة من العين المصابة لأنها غير واضحة ويترجم فقط الصورة القادمة من العين السليمة وبذلك تتطور حالة الكسل.

وبم تنصح المرضى؟
الفحوص الدورية على العين تؤدي إلى الاكتشاف المبكر لضعف الرؤية البصرية الناتجة عن كسل العين, لذا فإن النصائح الطبية تؤكد ضرورة الالتزام بإجراء فحوص دورية على فترات متباعدة للتأكد من الوقاية من هذا المرض أو اكتشافه في مراحله الأولى لمساعدة المريض على علاجه بشكل جيد.

علاج كسل العين قبل إجراء الجراحة

ما طرق علاج كسل العين؟
من أجل تصحيح حالات كسل العين فلا بد من دفع الطفل لاستخدام عينه الكسولة عن طريق تغطية العين السليمة لفترات زمنية يحددها الطبيب بناء على شدة الحالة، وعمر الطفل، وكذلك من الممكن ارتداء نظارات طبية لتصحيح الأخطاء الانكسارية أو لتصحيح التركيز البؤري غير المتكافئ للعينين، وضع بعض القطرات أو عدسات خاصة في العين السليمة، ما يجعل الرؤية فيها غير واضحة، وهو ما يدفع الطفل إلى استخدام العين الكسولة. وفي حالة اكتشاف عامل يسبب إعاقة في الرؤية مثل إعتام عدسة العين (الساد)، فإن الأمر يتطلب إجراء جراحة لعلاج المشكلة ثم يتم علاج العين الكسولة. وفي حالات أخرى، يتم علاج كسل العين قبل إجراء أي جراحة، كما في حالات الحول إلا أن علاج حالة الكسل قد يستمر بعد الجراحة أيضا.
عوامل متنوعة لنجاح العلاج

لكن هنا تساؤل مهم.. ما عوامل نجاح العلاج؟
يعتمد العلاج الناجح على اهتمام الوالدين وقدرتهما على إقناع الطفل بتقبل هذا الأمر. ويعتمد أيضاً على مدى شدة الحالة، وعمر الطفل عند بدء العلاج، فإذا تم اكتشاف وعلاج الحالة مبكرا، فسيحقق الطفل ــــ في أغلب الأحوال ــــ تحسنا في الرؤية. وإذا تم اكتشاف الإصابة بكسل العين لأول مرة عند بلوغ الطفل سن السابعـة أو بعد ذلك، فلن يكون العلاج ناجحا، آخذين في الحسبان أن علاج الكسل الناتج عن الحول أو العيوب الانكسارية (طول النظر، وقصر النظر أو اللابؤرية)، هو أكثر نجاحا في العادة من الكسل الناتج عن عتامة في مجال الرؤية؛ مثل الساد.

خبرة الطبيب تسهم في الشفاء

هل من نصيحة أخيرة للمرضى في هذا الإطار؟
أنصح المرضى بزيارة الطبيب المتخصص في الكشف عن هذا النوع من الأمراض لأن خبرة الطبيب في التعامل مع المرض يعد من أهم العوامل التي تساعد على الشفاء من كسل العين الوظيفي.

ارتفاع ضغط العين سبب للإصابة بالماء الأزرق

ننتقل بالحديث للتعرف على الماء الأزرق (الجلوكوما) فما هو؟
الجلوكوما هي مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصور إلى المخ نتيجة ارتفاع الضغط بالعين فيحدث نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب؛ إذ يحتوي على عدد كبير جدا من الألياف العصبية وهي التي تتلف بتأثير الجلوكوما مما يؤدي لتكوين بقع عمياء داخل العين تكون عبارة عن فقد أجزاء من المجال البصري للرؤية. وإذا لم يتم معالجة المرض في بدايته يحدث تلفا كليا في العصب البصري، وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.

الحفاظ على ضغط العين في معدله الطبيعي
ما مخاطر الجلوكوما على العين وطرق تجنبها؟
تكمن خطورة الماء الأزرق أو الجلوكوما في أنه يسبب فقدانا دائما للبصر إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكرا، فعندما يزيد الضغط في العين على معدله الطبيعي (15 - 20 مم زئبقي) تتأثر جميع أنسجة العين الداخلية بهذا الارتفاع في الضغط فتتأثر عروق العصب الدموية وبعض طبقات الشبكية، كما يحدث تلفا تدريجيا في أنسجة العصب البصري، وللأسف فإن هذا التلف غير قابل للعلاج حتى ولو أمكن التحكم في معدل الضغط بعد ذلك، وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ويبقى العصب البصري في حالة جيدة.

الطبيب يحدد الطريقة المثلى للمعالجة

لكن هل هناك أشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهذا المرض؟
نعم هناك بعض الأشخاص الذين تزيد نسب الإصابة لديهم بالجلوكوما عن غيرهم مثل أفراد الأسر التي بها تاريخ وراثي للمرض، حيث يمكن توارث هذا المرض. والأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون الأخرى، مثل طول النظر أو القرنية الصغيرة، حيث تكون زاوية العين الأمامية التي يتم من خلالها تصريف السائل ضيقة ومعرضة للانسداد، كما أن أي اضطرابات أخرى قد تحدث للعين كالتهابات القزحية تودي إلى ارتفاع الضغط بها، ويقوم الطبيب بتقييم تلك العوامل ليقرر احتياج المريض لعلاج الجلوكوما أو لملاحظته فقط. لذا يحتاج الشخص إلى فحوص منتظمة لاكتشاف الأعراض المبكرة لتلف العصب البصري.

درجات متفاوتة من الإصابة
من الملاحظ أن هناك اختلافا في درجات الإصابة بهذا المرض فما أنواع مرض الجلوكوما؟
هناك العديد من أنواع الجلوكوما التي من الممكن أن تصيب الإنسان منها جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة وهو النوع الأكثر شيوعا، حيث تصل نسب الإصابة بها نحو 90 في المائة من المرضى ويظهر كنتيجة للتقدم في العمر، ويمكن لهذا النوع التأثير بالتدريج على العصب البصري بصورة غير مؤلمة حتى يفاجأ المريض بعد مدة بتلف واضح في العصب يؤدي إلى شعور بضيق في المجال البصري للرؤية وإذا استمر المرض دون علاج فإن قدرة الإبصار تنحصر في منطقة دائرية صغيرة. لذلك فإن التشخيص المبكر يتم في كثير من الحالات عندما يقوم الشخص بزيارة إخصائي العيون للفحص الدوري لعينيه.

علاج الجلوكوما الخلقية في أسرع وقت
هناك أنواع أخرى منها جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة وكذلك المزمنة إضافة إلى الجلوكوما الخلقية وتلك الأنواع إذا لم يتم علاجها بشكل عاجل فإنه يؤدي إلى فقدان البصر. وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بالعين الأخرى إذا أصيبت إحدى العينين لأن احتمالات إصابة فيما بعد تكون كبيرة. كذلك فان من المهم جدا علاج الجلوكوما الخلقية في أسرع وقت ممكن حتى يستطيع الطفل التركيز بعينيه ويتجنب كسل العين.

الليزر لتوفير الراحة التامة للمريض

أهم ما يدور في ذهن المرضى هو كيفية العلاج، لذا لا بد أن نعرف طرق العلاج ومدى فاعليتها؟
ينحصر الهدف الأول لجميع أنواع علاج الجلوكوما في خفض ضغط العين الداخلي إلى مستوى آمن. ومن الممكن تحقيق ذلك عن طريق قطرات العين أو الحبوب أو عن طريق الجراحة. وعادة يكون للقطرات تأثير طيب، إلا أنها تفيد طالما كانت تستعمل بطريقة منتظمة. وإذا لم يكن بالإمكان السيطرة على حالة الجلوكوما عــن طريق الأدوية، فقد يقترح الطبيب المعالج إجراء جراحة باستخدام أشعة الليزر مما يوفر راحة أكبر للمريض، ويتم ذلك خلال زيارة المريض للعيادة دون الحاجة للتنويم في المستشفى، وفي حالة عدم الاستفادة من أي من الوسائل العلاجية فسيكون إجراء عملية جراحية في العين المصابة هو الحل الأمثل.

طريقة بسيطة وفعالة
يعرف العلاج في هذه الحالة بـ (العلاج بالليزر الانتقائي) لتخفيض ضغط العين وهي طريقة بسيطة وفعالة لعلاج بعض حالات الماء الأزرق (الجلوكوما)، ويتم إجراء هذه العملية البسيطة تحت التخدير الموضعي (قطرات مخدرة للعين فقط)، ولا تستغرق فترة المعالجة أكثر من خمس دقائق.

خفض ضغط العين
يتم استخدام موجات قصيرة من ضوء متدني الطاقة يستهدف صبغة الميلانين داخل خلايا خاصة في العين المصابة ونتيجة لذلك يقوم الجسم بإعادة بناء الخلايا المصابة، وبالتالي يتحسن تصريف السائل المائي من العين مما يؤدي إلى انخفاض ضغط العين. وهذا العلاج لا يؤدي إلى تلف في الخلايا السليمة المجاورة للخلايا المصابة بالعين. ويمكن إعادة الليزر عدة مرات بكل أمان ودون أية خطورة على العين. كما يستخدم هذا العلاج في حالات الماء الأزرق جلوكوما الزاوية المفتوحة Open Angle Glaucoma.

تقليل استخدام القطرات
كما يهدف العلاج بالليزر إلى تقليل القطرات التي يستعملها المريض لتخفيض ضغط العين ــــ وكذلك الاستغناء عن القطرات عند المرضى الذين لا يستطيعون التقطير أو لا يرغبون استعمالها، كما يمكن إجراؤها للمرضى الذين أجريت لهم عمليات الماء الأزرق لتخفيض الضغط ولا يزال ضغط العين لديهم مرتفعا بعد العملية.

الأكثر قراءة