ملتقى المرأة والتنمية يدعو القطاع الخاص لدعم المبادرات النسائية

ملتقى المرأة والتنمية يدعو القطاع الخاص لدعم المبادرات النسائية
ملتقى المرأة والتنمية يدعو القطاع الخاص لدعم المبادرات النسائية

وجهت المشاركات في ملتقى ''المرأة السعودية والتنمية.. إنجاز وطموح'' الدعوة إلى القطاع الخاص لدعم المبادرات العشر التنموية النسائية التي أُطلقت في هذا الملتقى. وأكدن على اختلاف مؤشرات التنمية في الفكر الاقتصادي الإسلامي عن المفهوم العام والشائع، خاصة فيما يخص مشاركة المرأة في التنمية وعلى إعادة النظر في بعض القواعد واللوائح المنظمة لعمل المرأة كالتقاعد المبكر والتوظيف الجزئي وتمريض وتطبيب النساء للنساء. كما اتفقت المشاركات في الملتقى على أهمية انعقاده بشكل دوري كل خمس سنوات وتشكيل فرق عمل لمتابعة تفعيل التوصيات مع الجهات ذات العلاقة.

وخرج الملتقى الذي أقيم تحت شعار ''ننمو بثبات''، واختتم أعماله أمس الأول في فندق الإنتركونتننتال في الرياض بـ16 توصية تؤكد المفهوم الحقيقي للتنمية وتعزز الأدوار التنموية الإيجابية الفعلية التي مارستها المرأة السعودية، ومنها ضرورة انطلاق التنمية الوطنية من واقع حاجة المجتمع وقيمه، فالتنمية تستنبت ولا تستورد، إلى جانب وضع سياسة اجتماعية تنموية تعتمد على التشريع الإسلامي، وأن تصاغ وثيقة حقوق المرأة وواجباتها من الشريعة الإسلامية وتوسيع دائرة مفهوم مشاركة المرأة في التنمية بحيث لا يقتصر على المرأة العاملة، بل يشمل كل امرأة لديها أهداف تنموية بناءة تحققها في أسرتها ومجتمعها، إضافة إلى وضع استراتيجيات وطنية متخصصة في تنمية أفراد الأسرة، والتأكيد على الدور الإيجابي لوسائل الإعلام في الحفاظ على الأمن الأخلاقي الذي يرعى جوانب التنمية الاجتماعية.

وشدد الملتقى على أهمية الاستفادة من التجارب المحلية والدولية لتحقيق تنمية بشرية مستدامة مع الحفاظ على الهوية الإسلامية وتفعيل قرار مجلس الوزراء في المملكة باتخاذ الإجراءات اللازمة من الجهات المختصة لتنفيذ أسلوب العمل عن بعد للنساء وتنفيذ برنامج الأسرة المنتجة وتوفير الدعم اللازم لإنجاحها، وتفعيل دور مراكز الأحياء الاجتماعية وإيجاد مؤسسات وجمعيات متخصصة في مجال تنمية المرأة السعودية بما يتلاءم مع حاجات المجتمع والحفاظ على مكتسبات المرأة السعودية التنموية في مجال التعليم غير المختلط، وتهيئة بيئة العمل المستقلة المناسبة لخصوصية المرأة.

#2#

الملتقى والمبادرات العشر

وشهد الملتقى إطلاق عشر مبادرات أهمها مبادرة مركز ''بصمات'' التقني للفتيات في مؤسسة ''آسية للاستشارات التربوية والتعليمية'' ليكون نواة لمشروع رائد يهدف إلى استثمار طاقات الفتيات بشكل منهجي بما يعود عليهن بالنفع، وإعداد معرفات بالدين الإسلامي الصحيح بلغات متعددة ويرعاها الفرع النسائي في الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، وتبنت جمعية الشقائق الخيرية في جدة مبادرة تأهيل الفتيات للزواج تحت شعار ''حياتك ابدئيها صح''، وتسعى إلى تسهيل طريق الاستقرار في الحياة الزوجية لدى الفتاة في سلسلة من الدورات التدريبية في مجالات مختلفة دينية ونفسية واجتماعية ومهارية.

كما تبنت مجلة ''لها أونلاين'' مبادرة ''توعية المرأة بحقوقها''، وتهدف إلى رفع مستوى وعي المرأة وتوفير وسط إعلامي للكفاءات النسائية لمناقشة ما يستجد من قضايا المرأة وتقديم ما يساندها في القيام بمهماتها الأساسية، إضافة إلى مبادرة ''البداية الرشيدة: التنمية الأسرية في المنطقة الشرقية بمدينة الأحساء، التي تعمل على تدريب مدربات لحياة سعيدة''، ويعتبر أول برنامج تدريبي وطني أسري يؤدي إلى برنامج تأهيلي موحد للشباب والبنات المقبلين على الزواج في جميع مناطق المملكة.

كما تقدمت جمعية التوعية والتأهيل ''واعي'' للأعمال التطوعية بمبادرة ''مجتمعي مسؤوليتي'' التي تعد دافعا أساسيا من دوافع التنمية بمفهومها الشامل. أما مركز إكليل للفتيات المركز الخيري للقرآن وعلومه في منطقة الرياض فبادر من منطلق الشعور بالمسؤولية والمشاركة في مساندة المؤسسات الوطنية، لردم الفجوة بين المجتمع والفتاة وتنمية مهاراتها وأساسيات بناء الشخصية لديها. قام مركز البلاغ المتخصص في تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية لذوي الاحتياجات الخاصة من صم وبكم. ويقوم المركز لدمج الاحتياجات الخاصة وكفالة حقوقهم سعيا في كسر الحواجز بين أصحاب الإعاقات وبقية أفراد المجتمع. إلى ذلك تقدم مركز الدعوة لخدمات الطالبات وتوعية الجاليات في حي الروضة بالرياض بمبادرة لتهيئة مكان مناسب للمرأة يخدمها ويعينها على إنهاء أعمالها من تصوير وطباعة مع الحفاظ على دينها وعاداتها ونفسها. وتبنت جمعية البر الخيرية مبادرة ''وقف المعالي'' لتوفير خدمات تعليمية وخدمية مختلفة تربويا وثقافيا واجتماعيا في المنطقة التابعة لها.

التدريب التقني للبنات

وكشفت ورقة عمل بعنوان ''مساهمة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في التنمية الوطنية للمرأة السعودية'' ألقتها بدرية بنت راشد الزير مدير عام الإدارة العامة للمناهج وتقويم التدريب التقني للبنات أن أربعة تخصصات فقط طبقتها المؤسسة من بين 23 تخصص تعتزم تطبيقه وأن 14 معهدا بدأ العمل فيه من بين 39 معهدا تابعا للمؤسسة ومدرج في خطتها قائلة بأن المجالات المطبقة هي: تقنية الحاسب الآلي، الدعم الفني، تقنية المحاسبة، تقنية الخياطة، تصميم وإنتاج الملابس، وتقنية التزيين النسائي. وكشفت الزير عن طموح المؤسسة لإنشاء مصانع داخل السجون النسائية والاستفادة من نظام العمل عن بعد للسجينات والتوسع في تخصصات التقنية التي تحتاج إليها سوق العمل وافتتاح حاضنات أعمال لتشغيل ورش التصميم والتجميل عن طريق الشراكات الاستراتيجية. وافتتاح المباني الجديدة لاستيعاب مزيد من المتدربات وإنشاء حاضنات أعمال داخل مراكز رعاية الفتيات.

الجمعيات النسائية والملتقى

وأكد الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان في ورقة عمل بعنوان ''نحو تفعيل أكبر لجهود الجمعيات النسائية الخيرية''، أن نصيب المرأة من الجمعيات الخيرية منخفض جدا على الرغم من أن أول أربع جمعيات خيرية سجلت في المملكة كانت جمعيات نسائية وبحسب آخر إحصائية فإن عدد الجمعيات الخيرية بلغت 564 جمعية منها 38 نسائية، وسجلت منطقة مكة المكرمة المركز الأول في عدد الجمعيات الخيرية النسائية، حيث وجدت لكل 252.583 مواطنة، وتلتها المنطقة الشرقية بجمعية لكل 174.027 مواطنة، وجاءت الرياض بالمرتبة الثالثة بجمعية لكل 259.502 مواطنة، وخلت الباحة والحدود الشمالية ونجران من أي جمعيات نسائية. وعاب السدحان على البرامج في الجمعيات النسائية التي يغلب عليها طابع الإغاثية الرعوية وتغيب عنها التنموية، معتبرا أن نخبوية القيادة النسائية في الجمعيات وقلة عددها ونقص التمويل المادي وانشغال العاملين في العمل الإغاثي والصورة الذهنية السلبية للجمعيات النسائية قلل من جهود الجمعيات في عملية التنمية، داعيا في ورقته إلى الاستفادة من التجربة الخليجية وإنشاء جمعيات نسائية متخصصة في تنمية المرأة.

الإسلام والتنمية

من جهتها أوصت الدكتورة نورة العجلان في ورقتها حول'' أبعاد ومؤشرات التنمية'' بالتدقيق في مؤشرات التنمية التي تتعارض مع الشريعة كالتمكين والصحة الإنجابية وأهمية الأخذ بالخصوصية الإسلامية عند الحديث عن التنمية وألا تختلط الأدوار في المجتمع، فكل من الرجال والنساء يمارسون الأدوار الخاصة بهم.

المعوقات التنظيمية للتنمية

من جهتها أبانت الدكتورة هيلة بنت إبراهيم التويجري في ورقة عمل حول ''الدعائم والمعوقات التنظيمية لمسيرة المرأة السعودية في التنمية''، أنه وعلى الرغم من أن لفظ التنمية لم يستخدم في الكتاب والسنة، إلا أن ألفاظا كالإعمار والتمكين والسعي في الأرض جميعها تدل على التنمية، وعلى الرغم من أن الإسلام شرع للمرأة العمل في كافة المجالات، إلا أنه اختص ثلاث مهن بالرجال فقط وهي الإمامة، والسلطة التنفيذية ذات الخطر، والقضاء، إضافة إلى الأعمال غير المناسبة لتكوين المرأة الجسدي كالشرطة والجيش، لأنها بحاجة لكر وفر أو أعمال قيادة سيارات الأجرة أو المصانع الثقيلة، وطالبت في حديثها بتفعيل دور عمل المرأة من المنزل، مستشهدة بما طبقته الجمعية الخيرية في الرس، حيث أصبح الدخل الشهري لعائلة تصنع الكليجا أكثر من 2500 ريال شهريا وتخصيص حوافز ومكافآت لربات البيوت لترغيبهن في المكوث بالمنزل وإعادة النظر في القواعد واللوائح المنظمة لعمل المرأة كالتقاعد المبكر وتقليص الخدمة إلى 15 سنة وإقرار نظام التوظيف الجزئي وقصر تطبيب وتمريض الرجال للرجال والنساء للنساء، وإيجاد قابلات مؤهلات لتوليد النساء في بيوتهن.

الإعلام والتنمية

من ناحيتها أكدت جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ الأستاذ المشارك في جامعة الأميرة نورة والكاتبة في جريدة الجزيرة أن وسائل الإعلام فشلت في تطوير عقلية المرأة وطالبت باستراتيجيات إعلامية للحفاظ على القيم الأخلاقية، وإبراز جوانب العطاء وعدم التركيز على قضايا سطحية كقيادة السيارة وعدم التركيز على البرامج الفكاهية والسياسية والاهتمام نوعا ما ببرامج التنمية الاجتماعية والنسائية خصوصا. وعلى الرغم من قصر مدة أوراق العمل والتي حددها القائمون بربع ساعة فقط وهو ما دعا مديرات الجلسات للمطالبة بزيادة الوقت الممنوح وإلغاء فقرات احتواها الملتقى كالاستعراضات والأناشيد، إلا أنه اشتمل على أربع ورش مجانية تراوح عدد المسجلين فيها ما بين 70 و300 سيدة بحسب مساحة القاعة المخصصة. وركز الملتقى على تفعيل لدور الصم والبكم ومساعدة الفتيات الراغبات في العمل إلى جانب الدراسة، إضافة إلى تسليط الضوء على المشاريع النسائية المميزة والمختلفة كمشروع مصنع الفحم أو مصنع الكهرباء الذي يتميز بأن جميع العمالة فيه من النساء.

4 ورش العمل في الملتقى

من جهتها عبرت الدكتورة أسماء بنت راشد الرويشد مشرفة مركز آسية للاستشارات التربوية والتعليمية عن سعادتها بالعدد الكبير للحضور النسائي والذي فاق الألف سيدة خلال اليوم الأول، معبرة عن أملها في أن يساعد الملتقى وتوصياته في مسيرة تنمية المرأة في السعودية، وأن يركز على مؤشر إسلامي خاص بالتنمية، مؤكدة أنهن بذلن مجهودا في التحضير له وجعله متنوعا، خاصة من حيث ورش العمل كورشة عمل ''كيف أكون ريادية في سوق العمل''، والتي نفذتها مؤسسة آسية في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وقدمها الدكتور خالد الزامل مدير حاضنة الأعمال في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وعضو هيئة التدريس في كلية الإدارة الصناعية، وتحدثت عن ماهية الريادة وكيفية الاستعداد للعمل الريادي ونقطة الانطلاق فيه، وكيفية إعداد خطة عمل لمشروعي ومصادر المعلومات، وما الذي يجعل أي مشروع متميزاً عن الغير، ومصادر تمويل المشروع وورشة عمل ''التميز والإبداع في إدارة وتطوير المشاريع''، التي أقيمت في الغرفة التجارية في الرياض وألقتها المدربة عواطف المقبل مدربة معتمدة واستهدفت الورشة الفهم الصحيح لمفهوم إدارة التميـــــــز.

والوقف على سمات منهجية التميز من خلال دليل المدير الذكي وتوضيح ماهية إدارة التميز منهجية فكرية متكاملة، السمات الأساسية لمنهجية إدارة التميز، وقدمت دليل المدير الذكي لتحقيق إدارة التميـــز، وكيفية الاقتراب من العملاء والتعرف المستمر على رغباتهم والعمل على إرضائهم، وسبل تطوير وتفعيل نظام فعال لإدارة الأموال والاستثمارات وتحقيق أعلى عائد ممكن على رؤوس الأموال المستثمرة، منوهة أن الملتقى قدم ورشة عمل خاصة عن استراتيجية تنمية المرأة بالتعاون مع مركز الخبرات التربوية استهدفنا فيها فهم الاستراتيجيات الحديثة المعمول بها عالمياً في تنمية مهارات المرأة التنموية, وتطوير المرأة للتعامل معها لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في العالم واستعرضت محاور مهمة كرفع قدرة المرأة المهارات والمعارف الاقتصادية بصفتها ريادية ومنتجة، وخاصة في ضوء التغيرات الجديدة في التجارة العالمية، وظهور التكنولوجيا الحديثة، من خلال العمل مع الشركات الوطنية الكبيرة والصغيرة وأهم حقوق المرأة الإنسانية لتوعية المنظمات النسائية في مجال حقوق المرأة وضمان مساهمة المنظمات المحلية بحماية الحقوق الإنسانية للمرأة وتعزيز مشاركة المرأة وتسهيل وصولها إلى وظائف جيدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال تعزيز قدراتها وخبراتها في هذا المجال، بناء على احتياجات سوق العمل وإيجاد بيئة مناسبة وآخر ما قدمناه ورشة عمل عن التفكير الاستثماري التي قدمتها مؤسسة أكون وخبيرة تطوير التعليم بشرى الدريهم، وألقت الضوء على تاريخ الاستثمار، وأنواع الاستثمار على نطاق المشاريع الصغيرة، إضافة إلى عرض نماذج رائدة ومناقشة أسرارها.

الأكثر قراءة