وزير الشؤون الإسلامية: مخصصاتنا تاريخية وتسهم في نهضة وسطية معتدلة
«الاقتصادية» من الرياض
أكد الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن خادم الحرمين الشريفين من خلال أوامره الملكية الأخيرة لمس شغاف القلوب وربط الناس به ربطا وثيقا في كلماته وفي عطائه ولفتاته الكثيرة.
وقال إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تنظر باغتباط كبير لهذا العطاء الكبير، فتخصيص 300 مليون ريال لمكاتب الدعوة والإرشاد في عموم المملكة، وتخصيص 200 مليون ريال لجمعيات تحفيظ القرآن، وتخصيص 500 مليون ريال لصيانة المساجد وترميمها، لا شك سيسهم في نقلة نوعية، لذلك نرى أن هذه الأوامر بشقها المعنوي الذي هو كبير جدا كما ذكرت بالقراءة الأولى وفي شقها المادي أنها تاريخية بالنسبة لقطاعاتنا في نهضة شمولية تتسم بمنهج الوسطية والاعتدال الذي هو دعامة البقاء.
وأوضح آل الشيخ أن أي نظرة لنا في الواقع الاجتماعي، أو الواقع الإداري، أو الواقع التطويري إنما ينشأ من منهج الإسلام وعقيدة الإسلام والشريعة الإسلامية بمفهومها الواسع، حيث إن المملكة العربية السعودية كما هو معلوم متحدية العصر في استمساكها بهذه الشريعة، الشريعة الإسلامية بنظرتها الواسعة للحياة، فالشريعة الإسلامية ليست جامدة، الشريعة الإسلامية أنزلها الله تعالى لتبقى إلى قيام الساعة، فلا بد أن يحملها أهلها متطورين بحاجاتهم وفق قواعد الشريعة ونصوص الكتاب والسنة ومتطلبات العصر، فنكون في شيئين ثنائيين متوازنين، التمسك بالأصل والعقيدة والإسلام والمضي مع العصر في معطياته، والتمسك بالأصل والمضي مع العصر ومواكبة العصر هذا الذي يعطي الناس الطمأنينة ويكون هناك في ارتباط وثيق بين القيادة والشعب، القيادة والمواطن.
واستطرد قائلا: وهذا هو الذي رأيته تحقق في هذه الأمور في ديباجتها التي هي حقيقة في أن تقرأ قراءة واعية سواء الأوامر الأولى، أو الأخيرة لأنها شملت جميع مناحي الحياة، حتى النوادي الرياضية، والأدبية، والجمعيات الخيرية في الأوامر الأولى وشملت الآن جمعيات تحفيظ القرآن، ومراكز الدعوة والإرشاد، ورعاية المساجد، وقطاعات الإسكان والمواطنين، فهي إذا كل شامل تعطينا نظرة عميقة في أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ أيده الله ــ وولاة أمورنا في المملكة يحرصون على التمسك بالأصل والعقيدة الإسلامية، وبناء الدولة على الشريعة والكتاب والسنة، واحترام أهل العلم وتقدير مكانتهم، وتحقيق اللحمة والوحدة الوطنية بين الناس، وإعطاء كل ذي حق حقه وفق متطلبات الدولة وإمكانياتها في الحاضر والمستقبل.وفي السياق نفسه، أبان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن هذه الأوامر جاءت معتمدة على تحقيق ما قامت عليه المملكة العربية السعودية من مرجعيتها في علاقتها بالمواطن في علاقتها بالتطوير، في علاقتها بالإصلاح في علاقتها بمعالجة الشأن الداخلي وهي على أسس الإسلام، وعلى قواعده، وعلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، وأن من ضمن هذه المفاهيم المعتمدة على الكتاب والسنة تحقيق ما يتطلبه الناس بما لا يضر بمستقبل الدولة، تحقيق ما يتطلبه الناس وفق عدالة اجتماعية، وتلمس الحاجات المتنوعة، لأن من أسباب الاستقرار العدالة الاجتماعية، وطمأنينة الناس على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ووضوح النظام الذي تقوم عليه الدولة، فإذا كان النظام في مثل هذه الأطروحات الكثيرة التي طرحت في الأشهر الماضية بعد قيام هذه الثورات المــــــختلفة في العالم العربي وما صاحبها في تعليقات واسعة مست المواطن بكثير من القلق والتفكير في ذلك، فجاءت هذه الأوامر في ديباجتها قبل أمرنا بما هو آت في طمأنة المواطن، وشحذ الهمة، وترسيخ الوجــــــــــــهة في أننا على الكتــــــــاب والسنة.وأضاف يقول: الحقيقة إن كل قارئ لحركات الأجيال في التاريخ يجد أن الأجيال لا يمكن أن تبقى بأي فكرة متطرفة، الفكرة المتطرفة لا من جهة الانحلال، ولا من جهة الغلو كل الأفكار المتطرفة غير قابلة للبقاء لأنها مخالفة للفطرة، فالقابل للبقاء هو الفكرة المعتمدة المتوازنة المعتمدة على الوسطية والاعتدال، ولذلك هذا اللفظ في الوسطية والاعتدال وجدناه جاء في أكثر من أمر سامٍ في هذه الأوامر، وهذا يعطينا منهج أننا في المملكة العربية السعودية وفي القطاعات الدينية بخصوصها في فهم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين أننا على هذا المبدأ وفق منهج السلف الصالح المتسم بالوسطية والاعتدال الذي يلم جميع أبناء المملكة العربية السعودية في محبة ومودة وتوائم وإخاء كامل لا تشوبه شائبة.وأوضح آل الشيخ أن وجود هذا الإجماع الكبير من العلماء والدعاة ومن أئمة المساجد وخطبائها في رد هذه الأفكار والدعوة للتظاهر أو الدعوة للفوضى أو الدعوة لمنابذة القيادة أو ما أشبه ذلك هذا الإجماع يعطيك أن وزارة الشؤون الإسلامية فعلاً حققت رسالة الوسطية والاعتدال التي ندعو إليها منذ زمن في مناهجنا وفي برامجنا، وهذا نتيجة حتمية؛ لأن العقل إذا اجتمع في رؤية الأمور مع مقتضيات الشرع فإنه يعطي بصيرة قوية، لأننا نخشى دائما من عقل لا اعتماد له على الشرع، عقليات مجردة تبحث عن حلول في غير الشريعة أو رؤية للشرع بدون تحكيم للمصالح والعقل الذي دعا الشرع إليه، فالتوازن بينهما هو سمة الدولة وسمة أهل العلم وهو منهج النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في تربية صحابته في ذلك، ولهذا نروم دائما أن نكون وفق تطلعات قائدنا وولي أمرنا وإمامنا الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في تحقيق هذه الرؤية الشمولية لمعالم أهل العلم، ومعالم الحكم الرشيد في هذه البلاد الراشدة.