دقة تحديد الصمام المصاب الخطوة الأهم لمعالجة دوالي الساقين
تنشأ دوالي الأوردة بسبب تلف مجموعة من صمامات صغيرة موحدة الاتجاه في الأوردة، وهذه الصمامات تمنع الدم من الرجوع إلى القدمين بتأثير الجاذبية الأرضية، وكلما ضخ القلب الدم تفتح الصمامات لتسمح للدم بالمرور، ثم تغلق لتمنع تدفقه في الاتجاه العكسي، فإذا بدأ أحد هذه الصمامات في الإصابة بقصور وظيفي، فإن الدم يتسرب من خلاله ويتراكم فوق الصمام الذي أسفله؛ مما يساعد على انتفاخ الجزء الواقع من الوريد فوق هذا الصمام. وفي نهاية الأمر، يصبح الوريد متضخما وبارزا على سطح الجلد، كما تصبح الساق التي يوجد بها العديد من دوالي الأوردة متورمة بعض الشيء بسبب تسرب السوائل في الدم الراكد في الأوردة المتضخمة إلى الأنسجة المحيطة بالأوردة.
العلاج الصحيح يتوقف
على نوع الإصابة
حالات الدوالي، وإن كانت متشابهة في الأعراض ومشتركة بآلية حدوث الإصابة - نتيجة لعطل الصمامات الوريدية - إلا أنها تختلف بشكل جذري من حيث مكان الصمام المصاب، ومن هنا فإن العلاج الممكن يختلف أيضا بشكل جذري.
الليزر يعطي أفضل نتائج مع استبعاد التخدير
ومن أهم الأساليب العلاجية الليزر، والذي يعطي نتائج جيدة ويسمح بالاستفادة من استبعاد التخدير العام والاستشفاء عندما تكون الإصابة الوريدية محدودة في الوريد المسمى بالصافن الكبير أو الغير. ولا يعني هذا أنه ليس من الممكن استعمال الليزر في حالات الأعطال الصمامية للأوردة النافذة، لكن السبب، بكل بساطة، أنه في هذه الحالات من الممكن بالسهولة نفسها إجراء تداخل جراحي تحت التخدير الموضعي، ومن هنا نستنتج أن الاستخدام الأول لليزر يكون في حالات الأعطال الصمامية المتركزة على الوريد الصافن الكبير والغير.
حالات لا تستجيب للعلاج
هناك بعض حالات الإصابة للوريد الصافن الكبير التي يتركز فيها الارتداد الوريدي على أحد فروع الصافن بدلا من الصافن الكبير نفسه، فهذه الحالات أيضا لا تستجيب بشكل جيد لليزر.
دون تخدير ولا ألم
هناك عدد من العوامل التي جعلت الليزر الأكثر استخداما في العلاج، أهمها إجراؤه تحت التخدير الموضعي مع إزعاج قليل للمريض، ويتم في العيادة لا حاجة إلى البقاء في المستشفى، كما أن بإمكان المريض الحركة والعودة إلى ممارسة نشاطه اليومي بشكل طبيعي، إضافة إلى ذلك لا يوجد ألم والأعراض الأخرى التي تتلو العلاج الجراحي تكون أقل، علاوة على أنه لا يوجد هناك أي شقوق جراحية أو بالأكثر شق واحد صغير، بينما بالجراحة هناك اثنان على الأقل.
نتائج فعالة
كما يعطي الليزر نتائج فعالة تفوق النتائج الجراحية، وذلك مع تفادي الأضرار الوارد حدوثها بعد الجراحات إذا تم إجراؤه بعد تقييم المريض بشكل صحيح وتحديد مكان القصور الصمامي بدقة، ومن ثم اتباع التعليمات بعد المداخلة بشكل صحيح. علاوة على أهمية إجرائه على أيدي المختصين.
د. سمير عيسى
طبيب جراحة الأوعية الدموية وزراعة الأعضاء