«الحلقات» يمكن زراعتها لمرضى القرنية المخروطية وقصر النظر

«الحلقات» يمكن زراعتها لمرضى القرنية المخروطية وقصر النظر

زراعة حلقات القرنية عملية حديثة بُدئ فيها في السنوات العشر الأخيرة لعلاج قصر النظر وبعض اعتلالات القرنية.. وكان الهدف في البداية من اختراع حلقات القرنية تصحيح قصر النظر البسيط للأشخاص الذين لا يودون إجراء عملية الليزك أو الذين لديهم قرنية ضعيفة ولا يسمح سمكها بإزالة بعض أنسجتها في عمليات الليزك وعمليات الليزر السطحي أو الإبليزك.. وتشكِل زراعة حلقات القرنية لهذه الحالات اختلافا جذريا مقارنة بعمليات الليزك، حيث إن عمليات الليزك وبدائل الليزك يتم خلالها إزالة بعض أنسجة القرنية بهدف تعديل تقوس القرنية.. أما في حالات زرع حلقات القرنية فتعتبر هذه إضافة أنسجة أو إضافة دعامات لتقوية القرنية، وفي الوقت نفسه يتم بواسطتها تعديل تقوس القرنية وإصلاح قصر النظر.. وتستطيع حلقات القرنية بمقاساتها المختلفة تصحيح قصر النظر حتى خمس درجات تقريبا.

نِسب نجاحها عالية
تعد زراعة حلقات القرنية إحدى العمليات البسيطة جدا بفضل توافر التقنيات الحديثة، وتتمتع بنسب نجاح عالية؛ لذا تعتبر من العمليات الآمنة إذا ما توافرت الإمكانات والتقنيات الحديثة وشروط العمليات الدقيقة حسب المعايير العالمية؛ إذ إن من أهم تلك التقنيات عمل مجرى الحلقات بالليزر والذي يعمل بتقنية الفيمتوثانية ويقوم بفتح القرنية بواسطة الليزر دون مشرط، وهي تقنية تعتمد كليا على الليزر في العمليات الجراحية وقادرة على تحديد عمق القرنية المراد زراعة حلقات القرنية فيه بدقة متناهية ويحافظ على قشرة القرنية مستوية، وذلك باستخدام الليزر الحلزوني طوال مراحل العملية.

حالات تحتاج إلى زراعة الحلقات
يمكن زراعة حلقات القرنية في العديد من الحالات، وهي: القرنية المخروطية في الحالات البسيطة والمتوسطة والتي تخلو فيها القرنية من أي عتامات، ويتم خلالها علاج الضعف بواسطة تسطيح القرنية، وبذلك يقل تقوسها وتختلف درجة تحدب القرنية من شخص إلى آخر حسب شدة الضعف في ألياف القرنية، وكذلك في حالة تحلل بيلوسيد الطرفي الذي يصيب القرنية، ويؤدي إلى ازدياد تقوسها في الجزء السفلى، كما يستفيد منها مرضى قصر النظر البسيط في الحالات التي لا يمكن إجراء عملية الليزك؛ نظرا إلى قلة سمك القرنية أو عدم مناسبة تضاريسها لإجراء عملية الليزك.

أنواع متعددة
هناك أنواع عدة من الحلقات التي تتم زراعتها منها ما يسمى حلقات فيرارا، وهي عبارة حلقة صغيرة بشكل نصف دائرية هلالية وتزرع في الجزء الأوسط من القرنية، وكذلك حلقات الانتاكس نصف قطرها أوسع من حلقات فيرارا؛ ولذلك تزرع في الجزء الخارجي أي من ستة إلى سبعة ملمتر، إضافة إلى حلقات مايورينج، وهي عبارة عن حلقات دائرية كاملة وهي الأحدث في منظومة حلقات القرنية.

تحسن جودة الإبصار
تتميز تلك العمليات بأنها بسيطة وسهلة وتتم خلال دقائق، وقد تغني المريض عن عملية زرع القرنية أو تؤخر الحاجة إليها، كما أنه يمكن إزالة الحلقات في أي وقت في حالة عدم قدرتها على تصحيح النظر واللجوء إلى عملية زراعة القرنية، وتؤدي إلى تحسن جودة الإبصار بشكل كبير.
ارتداء النظارات بعدها
هذا، ويستطيع المريض المصاب بالقرنية المخروطية لبس النظارات بعد زراعة الحلقات؛ حتى يتحسن النظر بشكل أكبر واستعادة القدرة الإبصارية، وتبعا لدراسة علمية نشرت أعطت زراعة الحلقات مع لبس النظارات النتائج التالية: 97 في المائة من المرضى تحسنت الرؤية لديهم إلى 20/40، و74 في المائة من المرضى تحسنت الرؤية لديهم إلى 20/20، و53 في المائة من المرضى تحسنت الرؤية لديهم إلى 20/16.

د.علي الكاف
طبيب العيون

الأكثر قراءة