القحطاني: 47 مرضا مزمنا في السعودية سببها السمنة

القحطاني: 47 مرضا مزمنا في السعودية سببها السمنة
القحطاني: 47 مرضا مزمنا في السعودية سببها السمنة

أعلن الدكتور عائض القحطاني استشاري جراحة المناظير والسمنة المشرف على كرسي جامعة الملك سعود للسمنة, أنه يتوقع أن تصل الوفيات بسبب السمنة إلى 2.5 مليون شخص سنوياً في العالم في عام 2015, ويتوقع أن يتوفى 500 ألف شخص هذه السنة فقط بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
وقال: نحاول في جامعة الملك سعود أن نوجد آليات في مكافحة السمنة منها الاستراتيجيات وكيف نوجد استراتيجية لنرى ما عمل في العالم وما يمكن تطبيقه لدينا, وثانياً المدارس والسمنة فالأكل في المدارس سيىء جدا، والمطاعم السريعة منتشرة في كل مكان، ودون نظام معين، أو إلزام بتقديم خيارات صحية، وكذلك تركيبة المدن لدينا لا تساعد على النشاط البدني والحركة, وهذه عوامل نحاول أن نوجد نظاما للتغلب عليها، وكذلك الأعشاب، والغش ظهر بشكل كبير، ونحاول أيضا التغلب عليه. والأدوية التي تستخدم لعلاج السمنة ما الحقيقي وما الخيال بالنسبة لها, وكذلك جراحات السمنة وعمليات التجميل، كلها مواضيع نعمل عليها, كما أننا خصصنا لها محاور المؤتمرات العلمية التي ننظمها ومنها ما أختتم أخيرا في الرياض.

#2#

وكشف الدكتور القحطاني في تصريحه لـ ''الاقتصادية'' أن إحصاءات وتقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 70 في المائة من الرجال و75 في المائة من النساء في المملكة مصابون بزيادة الوزن أو السمنة, أي أن ثلاثة أرباع المجتمع لديهم مشكلة. كاشفاً أن أكثر من 80 في المائة من مرضى السكري من النوع الثاني في المملكة لهم علاقة بالسمنة. مبيناً أنه من الأجدى أن نعالج السبب خلف مرض السكري وهو السمنة بدلاً من إنشائنا مراكز سكري وعيادات لعلاجه، ناهيك عن أمراض الضغط وأمراض القلب, إضافة إلى أن 40 في المائة من أورام السرطان يقف خلفها مرض السمنة. واتجه العالم منذ سنتين تقريبا لعمل عيادات لمريض السمنة, وهذا اتجاه حديث يؤكد اعتراف العالم بالسمنة وأخطارها.
وقال: لدينا في المملكة 47 مرضا مزمنا لها علاقة بالسمنة نستطيع التخلص منها إذا تخلصنا من المشكلة الرئيسة وهي السمنة, وهذا ما يجب على من يخطط للصحة وهو عدم الابتعاد عن المشكلة وهي السمنة التي تكلف المملكة سنوياً ما يقارب 19 مليار ريال.
وحول إنشاء مواقع في المدن لممارسة الرياضة، قال الدكتور القحطاني: إن هذا الأمر مهم جدا ويجب أن تعطي المدينة تركيبة جيدة لممارسة الحركة, فمثلا لو أن الطفل أراد ركوب الدراجة فلن يستطيع ذلك في الشوارع, لأنها ليست آمنة, لذلك يجب إيجاد أماكن أكثر أمنا لممارسة الرياضة, وهذا ما يجب أن تضعه المدن ضمن تركيبتها.
وطالب الدكتور عائض أن يخصص لكل حي مدرسة على الأقل تفتح أبوابها بعد اليوم الدراسي في فترة العصر مثلا يوجد فيها ناس مؤهلون بالنشاط البدني، ويتوجه من يرغب من الطلاب للمدرسة في هذه الفترة بمواصلات مجانية من قبل وزارة التربية والتعليم، ويمارسون الرياضة بمراقبة المتخصصين, وهذا ما تطبقه بعض الدول الخليجية.
وأضاف أنه من غير المعقول أن يدفع المواطن مثلاً خمسة آلاف ريال على كل ولد من أولاده, كي يمارسوا الرياضة في أندية خاصة يفتقر القائمون عليها للخبرة، وغير متخصصين للتعامل تربويا مع الأطفال ـ إن وجدت أصلا أندية للأطفال.
وأشار إلى أنه توجد في جامعة الملك سعود عيادة مفتوحة خاصة بصغار السن المصابين بالسمنة تعطيهم دروسا تعليمية ونشاطا ورياضة، ويعالجون أيضا من السمنة، لكن المشكلة تكمن في أنهم وبعد إعطائهم كمية من التعليمات والتدريبات ويصلون إلى مرحلة التطبيق، يصدمون بعدم وجود أماكن يمكنهم ممارسة الرياضة فيها بأمان, فأندية الأطفال شبه معدومة، وغالبية الأندية لا تستقبل من هم دون سن الـ 18.
وأرجع الدكتور السبب الرئيس لانتشار السمنة بين الأطفال والنساء في المملكة، إلى نمط الحياة غير الجيد الذي يشمل غذاء سيئا ورياضة معدومة, وهذا ما ينتج السمنة بكل تأكيد, فالطفل لا يتحرك كثيرا في البيت ولا في المدرسة, حتى حصص الرياضة كفاءتها تمثل 10 في المائة فقط من الكفاءة المطلوبة وتنعدم لدى النساء كلياً.
وطالب بأن تمارس الرياضة يوميا في كل المدارس سواء للأولاد أو البنات وفقاً للقيم الشرعية, كاشفاً أنه في بريطانيا وأمريكا هناك شرط أساسي أن تطبق الرياضة ما لا يقل عن ست ساعات في الأسبوع في المدارس, لأن المدرسة أكثر مكان يقضي فيها الطفل وقته.

الأكثر قراءة