الشيخ الفوزان: الالتزام بـ «صدق الله العظيم» بعد التلاوة على أنه من أحكامها بدعة

الشيخ الفوزان: الالتزام بـ «صدق الله العظيم» بعد التلاوة على أنه من أحكامها بدعة

أكد الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، أن قراءة القرآن من المضجع على السرير لا بأس بها سواء كان مضجعا على السرير أو على الأرض، وقال: بإمكان الإنسان أن يتلو القرآن على أي حال كان. قائما أو قاعدا أو مضجعا. وسواء كان متوضئا أو محدثا حدثا أصغر إذا كانت القراءة عن ظهر قلب. أما إذا كانت القراءة من المصحف فإن المحدث لا يجوز له مس المصحف حتى يتوضأ. والحاصل أنه لا مانع من قراءة القرآن على أي حال ما لم يكن الإنسان على جنابة فإذا كان الإنسان جنبا فإنه تحرم عليه تلاوة القرآن حتى يغتسل. وكذلك الحيض والنفاس يمنعان المرأة من قراءة القرآن إلا في حال الضرورة كخوف نسيانه.
وانتقل فضيلته ليتحدث عن قول القارئ بعد القراءة صدق الله العظيم، فقال: لم يرد أن النبي ''ولا أحدا من صحابته أو السلف الصالح كانوا يلتزمون بهذه الكلمة بعد الانتهاء من تلاوة القرآن. فالتزامها دائما واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن هذا بدعة ما أنزل بها من سلطان. أما أن يقولها الإنسان في بعض الأحيان إذا تليت عليه آية أو تفكر في آية ووجد لها أثرا واضحا في نفسه وفي غيره فلا بأس أن يقول صدق الله لقد حصل كذا وكذا''.. قال تعالى: (قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفا) آل عمران. ويقول - سبحانه وتعالى -: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثا) النساء. والنبي يقول: ''إن أصدق الحديث كتاب الله'' فقول صدق الله في بعض المناسبات إذا ظهر له مبرر، كما لو رأيت شيئا وقع وقد نبَّه الله عليه سبحانه وتعالى.
وأضاف: ''أما أن نتخذ صدق الله كأنها من أحكام التلاوة فهذا شيء لم يرد به دليل والتزامه بدعة، إنما الذي ورد في الأذكار في تلاوة القرآن أن نستعيذ بالله في بداية التلاوة، قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) 98: النحل. وكان - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من الشيطان في بداية التلاوة ويقول بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في أول سورة سوى براءة، أما بعد نهاية التلاوة فلم يرد التزام ذكر مخصوص لا صدق الله ولا غير ذلك.
وقال: أما بالنسبة للمسبحة إذا اتخذها الإنسان يعتقد أن في استعمالها فضيلة، وأنها من وسائل ذكر الله - عزَّ وجلَّ - فهذا بدعة. أما إذا استعملها الإنسان من باب المباحات أو ليعد بها الأشياء التي يحتاج إلى عدها فهذا من الأمور المباحة، أما اتخاذها دينا وقربة فهذا يعتبر من البدع المحدثة. والأفضل أن يسبّح ويعد التسبيح بعقد أصابعه أو غير ذلك هذا الذي ينبغي، أما اتخاذ المسبحة على أنها فيها فضيلة كما يعتقد بعض الصوفية وأتباعهم؛ ولذلك تجدهم يحملون هذه المسابح الضخمة ويعلقونها في رقابهم، وهذا يدخل في الرياء من ناحية، وهو لا أصل له في الشرع فاستخدامه واستعماله يصبح من البدع المحدثة. قال الله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) البقرة: 34.

الأكثر قراءة