اليمن: الدعوة إلى وقف المظاهرات مؤشر على أن صالح لا يعتزم الاستقالة

اليمن: الدعوة إلى وقف المظاهرات مؤشر على أن صالح لا يعتزم الاستقالة

ذكر شهود عيان أن الشرطة اليمنية قتلت أحد المتظاهرين وأصابت عشرات بجروح عندما فتحت النار على جموع المحتجين المناهضين للحكومة في مدينة تعز أمس.
وقال أحد الشهود: إن القتيل "أصيب في صدره بينما كان يمزق ملصقا يحمل صورة الرئيس علي عبد الله صالح".
وذكر آخرون أن 250 متظاهرا على الأقل أصيبوا، بعضهم بالرصاص الحي، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والعيارات النارية لتفريق تظاهرة كانت متوجهة إلى مقر المحافظة في مدينة تعز على بعد نحو 200 كلم جنوب العاصمة صنعاء.
وأضاف الشهود: إن الشرطة واصلت إطلاق النار فيما قامت قوات الأمن بدفع المتظاهرين باتجاه الساحة التي ينظمون فيها اعتصاما في إطار احتجاجات تعم البلاد للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني.
واتهم عضو في البرلمان ـــ طلب عدم الكشف عن هويته ـــ الشرطة بأنها "تحاول اقتحام الساحة التي يجري فيها الاعتصام".
من جهته، دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس معارضيه الذين يطالبون باستقالته إلى إنهاء أسابيع من الاحتجاجات في الشوارع، في مؤشر جديد على أن الحاكم المخضرم لا يعتزم الاستقالة قريبا.
وطالب في لقاء مع أنصاره من محافظة تعز جنوبي صنعاء ائتلاف المعارضة بإنهاء الأزمة عن طريق إنهاء الاعتصامات وإغلاق الطرق والاغتيالات وإنهاء حالة التمرد في بعض وحدات الجيش.
وقال وسط هتافات من أنصاره تطالبه بعدم تقديم مزيد من التنازلات: إنه مستعد لمناقشة نقل السلطة، ولكن في إطار سلمي ودستوري.
كما أعلن حزبه الحاكم أنه لم يتسلم خطة انتقالية من أحزاب المعارضة تقضي بتسليم صالح السلطة لنائب له مع اتخاذ خطوات من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات جديدة.
ودفعت احتجاجات بدأت قبل أسابيع تستلهم الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس حكم الرئيس اليمني إلى شفا الانهيار، ولكنه قاوم دعوات التنحي، ولقي مساندة من الولايات المتحدة التي تحدثت علنا عن قلقها بشأن من سيخلف رجلا تعتبره حليفا في احتواء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له.
وصعدت جماعات المعارضة تحركاتها في مدينة عدن. والمدينة ظهرت خاوية أمس في اليوم الثاني من عصيان مدني مع توقف الأعمال. ودعت جماعات المعارضة أيضا الناس إلى التوقف عن دفع الضرائب وفواتير الخدمات.
ويخيم آلاف حول جامعة صنعاء منذ أوائل شباط (فبراير)، ولكن صالح بدأ في الأسبوعين الأخيرين في حشد آلاف من أنصاره في الشوارع.
وفي تعز قال طبيب: إن عشرات المحتجين اليمنيين أصيبوا أمس عندما استخدمت الشرطة الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، في محاولة لتفرقة مظاهرات.
وصرح الطبيب بأن نحو عشرة أشخاص أصيبوا بالذخيرة الحية، ولكن معظم المصابين يعانون اختناقا جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع. وأضاف: إن الشرطة ضربت الناس أيضا بالهراوات.
وفي ميناء الحديدة غرب البلاد قال سكان: إن سبعة محتجين أصيبوا أمس الأول السبت عندما استخدمت شرطة مكافحة الشغب الهراوات والغازات المسيلة للدموع لتفريق محتجين.
وقال الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما: إنه فقط مستعد لترك السلطة في غضون عام، عقب انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة، وحذر من أن خروجه السريع قد يؤدي إلى الفوضى. وشكر آلافا من أنصاره الذين تجمعوا قرب القصر الرئاسي أمس الأول.
وحيا الحشد على ما وصفه بموقفه البطولي وشكره على دعمه للشرعية الدستورية، وسط بحر من صوره ولافتات تؤيد استمرار بقائه في الحكم.
وقال بيان صادر عن ائتلاف المعارضة أمس الأول: إن خطة المعارضة تتضمن قيام النائب الذي سيقوم بدور الرئيس الانتقالي بإعادة هيكلة الجيش والشرطة.
وأضاف البيان: إنه ستجري بعد ذلك مناقشات موسعة من أجل تعديل الدستور وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات جديدة.
وجرت المحادثات بشكل متقطع خلال الأسبوعين الماضيين أحيانا في وجود السفير الأمريكي. وتقول مصادر: إن الرئيس اليمني يريد أن يضمن عدم محاكمته هو وأفراد عائلته بشأن دعاوى أثارتها المعارضة.
وقاد مقتل 52 شخصا يوم 18 آذار (مارس) برصاص قناصة من أنصار الحكومة على ما يبدو إلى سلسلة من الانشقاقات من جانب دبلوماسيين وشيوخ قبائل وعسكريين بارزين، وحذر صالح من انقلاب قال إنه سيقود إلى حرب أهلية. وقتل نحو 82 شخصا على الأقل في الاحتجاجات حتى الآن.
وتقول أحزاب المعارضة: إنها تستطيع التعامل مع قضية المتشددين أفضل من صالح، الذي تقول إنه أبرم اتفاقات في الماضي لتجنب استفزاز الإسلاميين في اليمن.

الأكثر قراءة