الخاطبة والزواج .. حدث ولا حرج (1 من 2)

تمر الحياة الزوجية لدى الأزواج بمراحل، بعضها يمكن تجاوزه والبعض الآخر من هذه الزواجات يقع في الفخ الذي لا فكاك منه، والفشل الذي يعتري بعض الزواجات له أسباب تدعونا للوقوف عليها ومناقشتها حتى لا تستشري في المجتمع، ولعل من أسباب فشل هذه الزواجات عدم القدرة على التفاهم بين الزوجين اللذين فوجئا باختلافهما تماما في الفكر، وعدم حرص كل منهما على تأدية الحقوق الخاصة بالآخر، لذا نجد بعض البيوت ـــ مع الأسف الشديد ـــ لا تخلو من الشجار اليومي، ولا احترام الزوجين أحدهما الآخر، وحدث ولا حرج عن بعض الألفاظ غير اللائقة التي تصدر من زوجة أو زوج تجاه الآخر، وقد يكون من أسباب فشل الزواجات اشتغال المرأة بالعمل وتفرغها له، وإهمال الزوج، وغيرها من الأسباب. وقد كشفت دراسة موسعة عدة أسباب لفشل الزواجات لدينا؛ تقول الدراسة إن هناك أسبابا عديدة لفشل الزواجات، وتصدرت النساء العاملات أكثر الزواجات فشلا ـــ بحسب الدراسة ـــ لطول ساعات العمل التي تحرم الزوجين من قضاء وقت كاف معاً، وكذلك التعجل في إتمام الزواج دون أن يتحقق التفاهم المطلوب قبل الزواج، وإنجاب طفل قبل أن يكون الزوجان مؤهلين لاستقباله نفسيا وماديا، والخيانة الزوجية التي تهدد كثيرا من البيوت. وأشارت الدراسة التي أجريت على 150 زوجة عاملة، أن نسبة 55 في المائة يفضلن الزواج من شخص في مجال العمل نفسه، و30 في المائة يفضلن تمديد فترة الخطوبة سنتين و15 في المائة فضلن عدم الإنجاب أول ثلاث سنوات من الزواج. *وحسب آخر الإحصائيات لدى وزارة العدل بلغ عدد حالات الطلاق في السعودية أكثر من 24 ألف صك طلاق، بمعدل 66 صك طلاق يوميًا، وهو ما يشير إلى ارتفاع عدد المطلقات إلى أكثر من 60 في المائة من إجمالي عدد عقود الأنكحة الصادرة من وزارة العدل المقدر بنحو 100 ألف عقد زواج لعام 2007.
* وتشكل حالات الزواج عن طريق الخاطبة في الرياض والشرقية نسبة كبيرة تصل إلى 80 في المائة، وفي جدة 30 في المائة ـــ حسب رأي بعض الباحثين الاجتماعيين ـــ في حين يرجع عدد من المطلقات أسباب طلاقهن إلى خداعهن من قبل الخاطبات اللواتي يصفن الرجل بصفات غير متوافرة فيه ثم يكتشفن أنه لا يمكن العيش معه، مما يجعل الطلاق هو الخيار الوحيد.
إلى هنا انتهت الدراسة التي تطرقت إلى شكوى من الخاطبات في خداعهن في مواصفات الزوج، مما جعلهن بعد الزواج يكتشفن هذا، وكذلك أضيف لما سبق عدم تهيؤ الفتاة لخدمة زوجها، فهي تتزوج دون أن تكون ملمة بالطهي ولا تريد أن تغسل لزوجها ملابسه ولا تعتني بالأمور التي تخصه فيكون الطلاق، ويقول لي صديق إن ابنه لم يكمل العام مع زوجته التي كانت لا تقوم بخدمته في الأمور التي يحتاج إليها، مما جعل الحياة مستحيلة بينهما، وفي المقابل نجد أن المرأة تشتكي هي الأخرى من زوجها الذي يقضي ساعات طويلة بعيدا عنها مع شلة الأنس ولا يتنبه إلا على زوجته وهي تطلب الطلاق، وسأناقش الأسبوع المقبل جوانب أخرى من هذا الموضوع الشائك؛ منها ما يتعلق بكيفية هذه المشكلة، نسأل الله التوفيق لجميع الأزواج في حياتهم ونسأل الله للجميع التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي