أولويات رئيس الطيران المدني الجديد
أهنئ الزميل الدكتور فيصل الصقير لنيله الثقة الكريمة واختياره رئيسا جديدا للهيئة العامة للطيران المدني. الرئيس الجديد كسابقه سيرث أطنانا من وثائق دراسات استشارية قامت بها شركات عالمية، تقابلها الكثير من المشاريع المتعثرة أو المتأخرة، كما هو الحال في بقية مؤسساتنا الحكومية. واقع صناعة النقل الجوي في المملكة من مطارات وخطوط جوية وصناعات ثانوية كأنشطة الصيانة والتدريب والإسناد وغيرها، متردية في الجودة والحجم والقدرات، كما أنها متخلفة زمنيا عن المنافسة العالمية وحتى الإقليمية. الرئيس الجديد عليه أولا ـــ بعد التعرف العميق على هذا القطاع ــــ ترتيب الأوليات وفهم العوائق، فمن دون هذه المنهجية ستمر عليه السنون، كما سبق، دون إنجازات تذكر. يأتي مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة كأول القائمة؛ كونه الأكبر في القيمة والعائد لأصول الهيئة العامة للطيران المدني. مشروع تطوير مطار جدة مرت عليه السنون وتعاقبت عليه دراسات استشارية كلفت الكثير ولم يتم الأخذ ببعضها، إلى أن تم اعتماد التصميم الحالي ذي الشكل الجمالي كعامل رئيس في التصميم. أتمنى من الرئيس الجديد التعرف على التصاميم الحديثة للمطارات ذات الهيئة الخطية؛ كونها تجمع بين الاقتصاد في تكاليف الإنشاء والتجهيز، وتمكن في المقابل من الإتاحة الأكبر للتعامل مع الطائرات من الجانب الجوي، حيث الإقلال من وقت وصول الطائرة للبوابات وعودتها ثانية للمدرج للرحلة التالية، كما أن هذا التصميم يمكن الاستغلال الأفضل للمرافق الحديثة للمسافرين في صالات الانتظار كالمطاعم والمقاهي والصالات التنفيذية ومتاجر التجزئة وغيرها. التعرف على تجارب عالمية مماثلة في غاية الأهمية، ومن ذلك الاطلاع على تجربة تجديد مطار ميامي الدولي، حيث تم الاستغناء عن التصاميم الدائرية والأخذ بالتصاميم الخطية. تصميم مطار جدة الجديد يتطلب الكثير من الإنشاءات كالقطارات التي ستكلف مليارات يمكن توفيرها لو تم اعتماد التصاميم العالمية الجديدة. مطار دبي على سبيل المثال، ذو تصميم خطي، واستطاع التعامل مع 40 مليون مسافر في السنة الماضية، وهذا الرقم يتفوق على مطاراتنا الـ26 مجتمعة. ويتميز المطار بالتصميم الخطي واستخدام الهياكل المعدنية مسبقة التشكيل التي تقلل كثيرا من التكاليف وتقلل أيضا من وقت الإنشاء.