مستثمر للشباب: استثمروا في المطاعم بالجدوى الذاتية
نصح مستثمر شاب أقرانه بالاستثمار في قطاع المطاعم في السعودية، الذي قال إنه يحقق عوائد كبيرة، لكنه شدد على أهمية اتباع أساليب علمية مجربة لخوض هذه التجربة، من بينها اختيار الموقع وتحديد شخصية المطعم للتوافق مع قائمة الطعام المقدمة، وطرق تقييم رضا الزبون.
#2#
وقال نواف أبا الخيل، وهو مالك سلسلة مطاعم: إن الاستثمار في هذا القطاع شهد تحولا كبيرا على مستوى العالم، وليس فقط على مستوى السعودية، وإنه واعد ويحتاج إلى استثمارات كبيرة.
واعتبر أبا الخيل أن الفارق بين تكلفة إعداد الوجبة في البيت السعودي والمطعم لا يتجاوز 20 في المائة، وهو ما يعني دخول المطعم كبديل للطبخ المنزلي في أحيان كثيرة؛ ما يرفع من حظوظ المطاعم، مبينا أن هذه النسبة انخفضت من أكثر من 93 في المائة سابقا.
وتتفق الآراء التي طرحها المستثمر الشاب مع سلسلة ملفات "الاقتصادية" حول قطاع التجزئة، الذي يقدر خبراء عدد فرص العمل فيه بنحو 1.6 مليون فرصة.
ويرى مراقبون أن القطاع هو المكان الأمثل لصناعة رجال الأعمال والمستثمرين الجدد، مبينين أن دعم هذه التوجهات لا يوفر كسبا ماليا للمالك فقط، بل يحول إلى مصدر مهم لتوليد فرص العمل التي يحتاج إليها الشباب.
وتوجد في السعودية تجارب عدة لاستثمارات في قطاع المطاعم، بعضها وصل إلى الاستثمار في الخارج أسوة بالمطاعم العالمية.
لكن يعتقد أن المطعم السعودي لا يزال أرضا بكرا للاستثمار، خاصة في ظل التحول الذي طرأ على الطريقة الحياتية للأسرة السعودية، الذي دفع كثيرا من الشركات العالمية لاستهدافها كأحد أهم المستهلكين في المنطقة.
هنا ننشر جزءا من ورقة المستثمر نواف أبا الخيل التي ألقاها ضمن أنشطة لجنة شباب الأعمال في غرفة الرياض أخير.. إلى التفاصيل:
#3#
من الزبون؟
بداية يقول أبا الخيل، وهو مدير عام شركة فرسان للأغذية والمنتجات الاستهلاكية: "إن من المهم أن تعرف من هو زبونك إن رغبت في الدخول في قطاع الاستثمار في مجال المطاعم أو أي مجال آخر"، مبينا "يجب أن تعرف إن كنت تريد استهداف الرجال أم النساء أم كليهما؟.. وهل تستهدف شريحة أو جنسية أو منطقة بعينها، وتدرس الموقع جيدا، وتحدد ساعات العمل وقائمة الطعام والأسعار والخدمات".
تعلم من الناجحين
شدد أبا الخيل على أهمية التعلم من الناجحين وأصحاب التجارب، وأيضا أولئك الذين لم يحالفهم الحظ، وأن تتعلم من منافسيك جيدا، وتحاول أن تسأل نفسك دائما لماذا نجحوا، وكيف فعلوا ذلك، وأين ومتى؟ ونصح بأن يتحول المالك إلى زبون داخل مطعمه ويقيمه تقييما فنيا واقعيا بعيدا عن العاطفة، وأخيرا أن تتعلم من المنافسين المباشرين وغير المباشرين.
فرق حوارية
حول عملية الوصول إلى قرار معين داخل المطعم قال: "إن من الأفضل تشكيل فرق حوارية تتكون من عشرة إلى 15 شخصا، على أن تجهز الأسئلة المقننة حول النشاط لطرحها، ثم دعهم يجربون المأكولات ويقيمونها، وأخيرا فإنك لن تجد آراء أكثر مصداقية تساعد على اتخاذ القرارات الحاسمة".
دراسات الجدوى
قال المستثمر نواف أبا الخيل: "إن دراسة الجدوى تساعدك على توقع مصاريفك، مبيعاتك، والتدفق النقدي، تساعدك على توضيح التفاصيل الدقيقة لمطعمك، الحصول على إجابات مسبقة لأسئلة قد تطرح أمامك لاحقا، تساعدك على تحديد أهدافك، تساعدك على تقييم مطعمك، وإدارته، وسوقه، تساعدك على تحديد حاجتك المالية، تساعدك على تذكر وتطبيق أهدافك المستقبلية، وأهمها تساعدك على معرفة إن كانت فكرتك ناقصة، فاقدة، أو متجاهلة لمعلومة قد تكون حاسمة في نجاح أو - لا قدر الله - فشل المطعم".
محتوى الدراسة
بيّن أبا الخيل، أن محتوى الدراسة يجب أن يحتوي على الفريق الإداري: مع أكبر عدد مكمن من التفاصيل التي تخص كل أفراد الفريق، وتعريف بمبدأ وشخصية المطعم، قائمة الطعام، دراسة للسوق التي ترغب في دخولها، دراسة ديموغرافية لزبائنك، ثم الدراسة المالية: توقع المبيعات، توقعات التدفق النقدي، توقعات المصاريف، تحليل التعادل، قائمة الدخل، وقائمة المركز المالي.
رجلاك ولحافك
قال: "إن المستثمر يجب أن يبدأ صغيرا في الحجم لا المقام، وأن تكون مساحة المطعم بين 50 و70 مترا مربعا، وعليك أن تختصر قائمة طعامك على عدد محدود من الخيارات، وحاول صناعة أكثر من منتج نهائي من المواد الخام نفسها، ولا بد أن يدار المطعم بعدد موظفين لا يزيد على ثمانية موظفين في أوقات الذروة، اعتمد مبدأ الفرصة الضائعة المحدودة بدلا من الهدر، وعليك الاستعانة بمركز أو محل للتجهيز بدلا من عمله في المطعم مع التوصيل، ابتعد عن غلاء الإيجارات وقلة مواقف السيارات قدر المستطاع، والأهم أن تنتبه إلى القنابل الموقوتة داخل قائمة طعامك".
موقعك .. أين هو؟
حول الموقع قال: "إن من المهم أن تبتعد عن الغلاء مهما وجدت من مزايا، اسأل المحال المجاورة عن الموقع وإدارته وأدائهم، حاول الوصول للمستأجرين السابقين إن وجد، وتعرف على ما لا تراه العين، تحدث مع سكان الحي، وعليك الانتباه إلى وجود مواقف السيارات، وسهولة المداخل والمخارج، مع أهمية حركة السير وتغيراتها وتناسبها مع خططك، على أن تزور الموقع في أوقات مختلفة من اليوم، وأن تجاور أنشطة مماثلة لنشاطك، وعليك تجنب الحفريات، والأماكن البعيدة، وكذلك المواقع المجاورة للمنشأة التي قد تؤثر في نشاطك، وأخيرا تجنب المواقع المجاورة لأنشطة تجارية قد تؤثر فيك".
قائمة الطعام
قائمة الطعام أخذت نصيبا وافرا من أبا الخيل فقال: "إن من الأهمية بمكان أن يتطابق اسم المطعم مع قائمة الطعام مع تصميمه الداخلي، كما أن من المهم تطوير قائمة الطعام لا بد أن يتوافق مع نوع الزبائن الذين ترغب في خدمتهم، لا بد أن يكون عدد الاختيارات محدودا دون توسع في البداية، في حين يجب تطوير القائمة عن زيادة عدد الأصناف لا بد أن يكون بحذر، ألا تكشف كل أوراقك مبكرا".
#4#
التحديث المستمر
قال: "إن المستثمر هو الذي يحاول استحداث منتجات نهائية من المواد الخام نفسها، على أن يعمل على تثبيت أربعة إلى ستة أصناف، واجعل خانة متغيرة على مدار العام والمنتج الأفضل من بين المتغيرة يثبت، ومن الضروري أن تستعمل المعلومات التي تتكون لدى نظام البيع الذي ستستخدمه والذي سيوضح توجهات الزبائن وأذواقهم في الطلبات، وبالتالي تحديد المنتج الناجح من غيره". وأضاف: "لا ترحم المنتج الذي لا يؤدي دوره"، في إشارة إلى أهمية التخلص من الخسائر أو التكاليف غير المجدية من خلال هذه الأصناف، وأخيرا قال: "حاول أن تجعل لنفسك منتجا مميزا في كل صنف قدر المستطاع".
مقارنة وفرص
تطرق إلى سوق المطاعم في العالم، فقال: في أمريكا يوجد مطعم مقابل كل 600 فرد من السكان، في حين يوجد في الرياض الآن نحو ستة آلاف مطعم، وبنسبة تصل إلى مطعم لكل ألف شخص، وهو ما يعني أن الفرصة لا تزال متاحة للدخول في هذا المجال".