منتدى الأحساء يرسم خريطة طريق جديدة للاستثمار في المنطقة
أكد عبد الله النشوان، أمين عام غرفة الأحساء، أن الغرفة بالتعاون مع ''الاقتصادية'' أنهت كل استعداداتها لتنظيم منتدى الأحساء للاستثمار، الذي ينطلق الثلاثاء المقبل، برعاية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية في فندق الأحساء إنتركونتيننتال، مشيرا إلى أن تدشين الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس اللجنة العليا للمنتدى الموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى، كان بمنزلة إشارة بدء العد التنازلي لإطلاق المنتدى، واعتبر شراكات الغرفة الاستراتيجية حجر الزاوية لنجاح التخطيط والتنظيم لتلك الفعالية.
وكشف النشوان في حوار مع ''الاقتصادية'' أن الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، سيشارك في فعاليات المنتدى، الذي سيفتتحه الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، كما سيشارك فيه كل من عبد الله زينل وزير التجارة والصناعة والدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، إضافة إلى عدد من أقطاب الاقتصاد في المملكة ودول الخليج، إلى جانب مسؤولين من غرفة تجارة وصناعة قطر وعدد من رجال الأعمال الخليجيين.
وأكد النشوان أن المنتدى سيكون له دور كبير في الكشف عن مكامن النمو والتطور وإطلاع رجال الأعمال والمسؤولين والمشاركين على الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة، معربا عن توقعاته بأن ينجح المنتدى في رسم خريطة طريق جديدة للاستثمار في المنطقة، تمهد الطريق لمضاعفة الاستثمارات الأجنبية الواردة للمملكة، خاصة إذا تم إنشاء مدينة اقتصادية فيها، على غرار المدن الاقتصادية الأربع التي وجّه خادم الحرمين الشريفين بإنشائها في كل من: رابغ, جازان, حائل, والمدينة المنورة، لتكون جنبا إلى جنب مع المدينة الصناعية المزمع إنشاؤها في سلوى والمدينة السياحية المقرر إنشاؤها في العقير، وفيما يلي نص الحوار:
ما أبرز الخطوات التي قامت بها الغرفة لجذب مستثمرين من خارج المحافظة؟
موضوع جذب الاستثمارات إلى الأحساء هدف استراتيجي يضعه مجلس إدارة الغرفة نصب عينيه، ونسعى جاهدين للترويج لما تتمتع به الأحساء من ميزات نسبية من خلال الندوات والمنتديات الاقتصادية والشراكات الاستراتيجية، ولعل أقرب نموذج في هذا الشأن هو منتدى الأحساء للاستثمار، الذي تنظمه الغرفة بالتعاون مع ''الاقتصادية'' الثلاثاء المقبل، برعاية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية في فندق الأحساء إنتركونتيننتال، الذي نعول عليه كثيرا في أن يساعدنا بشكل كبير على جذب استثمارات للأحساء، وكذلك من خلال الحوارات والأحاديث الإعلامية، فالإعلام عموما شريك استراتيجي لنا في الترويج لما تتمتع به الأحساء من مقومات ومزايا اقتصادية عديدة، مثل توافر الأيدي العاملة والموقع الجغرافي المميز، حيث إنها قريبة من أربع دول خليجية ووجود ثلاثة سواحل تطل عليها ''رأس بوقميص، سلوى، والعقير''، إلى جانب ما تتمتع به من موارد طبيعية من مياه وزراعة وتربة خصبة، إضافة إلى كونها أحد أهم مراكز الطاقة الرئيسة في مجال النفط والغاز على مستوى العالم، حيث تتربع على أكبر حقل نفطي في العالم وهو حقل الغوار.
طالما تطرقت إلى الشراكات الاستراتيجية .. في رأيك كيف يتم تفعيلها؟
في كثير من الأحيان يكون توقيع بعض الشراكات حبرا على ورق ولا يتم تفعيلها والاستفادة منها، لذلك لن نقوم بتوقيع أي شراكة إلا في وجود خطة للتفعيل والاستفادة من هذه الشراكة، ومنتدى الأحساء نموذج واضح في هذا الشأن، فالمنتدى ينظم بالتعاون مع الشريك الإعلامي جريدة ''الاقتصادية''، وبتعاون ودعم من الشريك الحكومي ممثلا في أمانة الأحساء, والشريك الأكاديمي ممثلا في جامعة الملك فيصل, وبرعاية عدد من رجال الأعمال في المنطقة، تلك الشراكات تعد نموذجا للشراكات الاستراتيجية الناجحة بين رجال العلم والإعلام والأعمال، وستكون حجر الزاوية لنجاح التخطيط والتنظيم للمنتدى، عبر توظيف الأطراف كافة خبراتها وإمكاناتها وقدراتها لضمان أن يتمكن المنتدى من تحقيق أهدافه في جذب الاستثمارات للأحساء.
هل أنهيتم استعداداتكم لإطلاق المنتدى؟
بالفعل أنهت اللجان التنظيمية للمنتدى استعداداتها كافة لتنظيم منتدى الأحساء للاستثمار، وكان تدشين الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء رئيس اللجنة العليا للمنتدى للموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى www.hif2011.com بمنزلة إشارة بدء العد التنازلي لإطلاق المنتدى، الذي سيكون له دور كبير في الكشف عن مكامن النمو والتطور وإطلاع رجال الأعمال والمسؤولين والمشاركين على الفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة، الذي أتوقع أن يكون الحدث الاقتصادي الأبرز الذي تشهده الأحساء خلال العقد الأخير.
برنامج المنتدى
هل لك أن تطلعنا على برنامج المنتدى؟
الجلسة الافتتاحية للمنتدى ستتضمن كلمة للأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وكلمة لراعي المنتدى الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، وكذلك كلمة لغرفة الأحساء، وكلمة للشريك الاستراتيجي للمنتدى جريدة ''الاقتصادية''، كما سيتم خلالها عرض فيلم حول الاستثمار في الأحساء، وعقب الجلسة الافتتاحية ستبدأ فعاليات اليوم الأول للمنتدى، حيث ستكون الجلسة الأولى تحت عنوان ''مستقبل السياحة في الأحساء''، ثم تبدأ حلقة نقاش حول موضوع الجلسة يشارك فيها بعض الأسماء المهمة في الشأن السياحي، وتليها لقاء مع الدكتور عبد الرحمن الجعفري محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، فيما تتناول الجلسة الثانية ''تجارة التجزئة في الأحساء''، وتناقش الجلسة الثالثة ''الاستثمار في الموارد البشرية في الأحساء''.
ماذا عن فعاليات اليوم الثاني؟
فعاليات اليوم الثاني في المنتدى ستبدأ بالجلسة الرابعة التي ستعقد تحت عنوان ''الاستثمارات الصناعية في الأحساء''، أما الجلسة الخامسة فستأتي تحت عنوان ''الميزة النسبية للاستثمار الخليجي في الأحساء''، وسيكون ''الاستثمار الزراعي'' عنوان الجلسة السادسة، وسيتم خلال الجلسة السابعة ''عرض فرص الاستثمار المتاحة للمرأة في الأحساء''، وفي نهاية المنتدى سيعلن الدكتور إحسان بو حليقة رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى رئيس لجنة الاستثمار في غرفة الأحساء البيان الختامي للمنتدى.
عودة إلى الشراكات الاستراتيجية، كانت الشراكة بين الغرفة وعدد من الجهات الحكومية لها أثر واضح في نجاح المهرجانات السياحية التي شهدتها المنطقة أخيرا، ما تقييمكم لهذه التجربة، وهل هناك خطط مستقبلية لتطوير هذه المهرجانات؟
الغرفة لا تستطيع أن تحقق أهدافها دون تعاون وتضافر الجهود الداخلية والخارجية، والتعاون يعد حجر الزاوية في منظومة تطوير المنطقة، وكلمة السر لنجاح النهوض في الأحساء، وهناك تعاون مشترك للنهوض بمهرجانات محافظة الأحساء بما يصب في خدمتها وتفعيل المواقع السياحية، وكي تكون الأحساء وجهة سياحية للقادمين من داخل المملكة ومن دول الخليج، وحدث هذا التعاون في مهرجان صيف الأحساء 2010 (حسانا فله)، الذي تشرف عليه أمانة الأحساء بشراكة استراتيجية مع غرفة الأحساء، كذلك في مهرجان ''سوق هجر للتراث والثقافة'' السياحي الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي ''غرفة الأحساء''، وحقق نجاحا باهرا قبل أشهر عدة، وكل هذه الأطراف تسعى من أجل مصلحة الأحساء، لذا كانت ثمار التعاون معهم رائعة، لأنها خلاصة عرق وجهد وفكر خيرة رجال الأحساء، قدم كل منهم جل طاقته وسخر موارده وإمكاناته.
ماذا عن الاتفاقية مع جامعة الملك فيصل؟
فعلا وقعت الغرفة اتفاقية إطارية للتعاون مع جامعة الملك فيصل، تتضمن تفعيل التعاون بين المختصين في الطرفين في مجال رسم الخريطة الاستثمارية للمنطقة، البحوث والاستشارات، حاضنات الأعمال، سيدات الأعمال، المحاور الفرعية وتشمل التدريب والتدريس، التوظيف، تحديد مشكلات وحاجات مجتمع الأعمال في الأحساء، ووضع الخطط والبرامج الزمنية للتعامل مع هذه المشكلات، وكما سبق أن أوضحت التعاون في منتدى الأحساء كان أولى ثمار تلك الشراكة.
في ضوء خريطة الاستثمار بالأحساء التي رسمتها لنا خلال هذا الحوار بما تحويه من مميزات ومعوقات، كيف ترى مستقبل الأحساء التنموي؟
أعتقد أن الأحساء مقبلة على نقلة تنموية في المستقبل القريب، والحقيقة من لم يزر الأحساء وليس لديه إلمام عن محافظة الأحساء، يعتقد أنها منطقة صغيرة في مملكتنا الغالية، بينما تمثل المنطقة ربع مساحة المملكة ويقطنها ما يزيد على مليون نسمة، وبلا شك أن المحافظة تحظى بمجموعة من المسؤولين المتميزين في القطاعين الحكومي والخاص، وعلى رأسهم الأمير بدر بن جلوي محافظ الأحساء، الذين يعملون بكل تفان وإخلاص ويجب استغلال هذه الفترة لدفع عجلة التنمية والإنجازات في المنطقة.