الإثنين, 21 أَبْريل 2025 | 22 شَوّال 1446


لماذا علينا أن ندير الطبيعة من أجل الرخاء العالمي؟

كل الدول تسير على حبل رفيع بين الرخاء والنهب. عند إحدى نهايتي هذا الحبل يوجد الرومانسيون الذين يريدون إنقاذ العالم، وعند النهاية الأخرى يوجد من يطلق الكتاب عليهم مصطلح ''النعام''؛ أي الذين يؤثرون إخفاء رؤوسهم في الرمال بدلا من مواجهة الخطر، وهم يريدون استغلال كل موارد الأرض لتحقيق أكبر ربح ممكن.
لقد تأخر الوقت كثيرا بالنسبة للزراعة ضيقة النطاق لإطعام إفريقيا. فمعظم بلدان القارة الفقيرة متأخرة في إنتاج الطعام. وظاهرة ارتفاع درجات الحرارة تعني أمطارا أقل وتقلصا في الأراضي الصالحة للزراعة. لذلك يعتمد اقتصاد الدول الفقيرة على استخراج المواد الخام، وهو ما يزيد من فرص الفساد الحكومي.
في الدول الفاسدة لا يصل عائد الموارد المنهوبة أبدا للمواطنين، إذ تستأثر به النخبة المهيمنة. إن الحكومة الفاسدة بدافع من أرباح المواد المستخرجة لن تصدر أي تشريعات أو تنظيمات تمنع استنزاف الموارد الطبيعية. لذلك يستغل قادة الدول مناجمها لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل.
إن النهب والاستغلال سواء من قبل القوى الاستعمارية أو من الشركات فيما بعد رحيل الاستعمار نجده في تاريخ كل الدول الفقيرة في العالم. إن الدول الغنية تستطيع تحمل تكلفة الوعي البيئي؛ لأنها لم تعد تعتمد على استخراج المواد الخام. تحاول الدول المتقدمة أن تجبر الدول الفقيرة على فرض القواعد البيئية التي لم تتبعها الدول المتقدمة ذاتها أبدا.
لذلك فإن هذا الاختلاف في الآراء بين علماء البيئة وعلماء الاقتصاد يعكس عدم الثقة بين الدول الفقيرة والمتقدمة. إلا أنه على هؤلاء العلماء التخلص فورا من هذه الخلافات والاعتراف بأهدافهم المشتركة. إذ على علماء البيئة أن يكتسبوا بعض البراجماتية الاقتصادية، وعلى علماء الاقتصاد أن يهتموا بالأخلاقيات قليلا.
هناك موارد طبيعية معينة ــ المعدنية في الغالب ــ تكتسب قيمتها من استخراجها واستنزافها. إلا أن الطبيعة تقدم الكثير من الموارد المتجددة مثل النباتات والأشجار والأسماك والحيوانات. وهذه كلها تقدم فائدة مزدوجة، فالبشر لا يحتاجون إلى تصنيعها، إلا أن بإمكاننا أن نحصدها إلى ما لا نهاية.
إلا أن هذه الموارد أيضا عرضة للاستنزاف. إن الناس تجد الآن ما تصطاده من الأسماك؛ لأن الأجيال السابقة لم تدمر زريعة الأسماك. على النقيض من هذا، نجد أن هايتي لم تعد بها أشجار؛ لأن الأجيال السابقة قد استنزفتها. ومع نمو عدد سكان العالم ومعها يزيد الطلب على الموارد، تزداد قيمتها.

الأكثر قراءة