السلطة.. لِمَ يمتلكها البعض والبعض لا؟

السلطة.. لِمَ يمتلكها البعض والبعض لا؟

وهم مجموعة من المديرين كان محفزهم الأساسي هو الحاجة إلى الانتماء ــــ فقد كانوا أكثر اهتماما بأن يكونوا محبوبين أكثر من اهتمامهم بإنجاز الأمور. أما المجموعة الثانية فقد كان محفزها الأساسي هو الحاجة إلى الإنجاز أي تحقيق أهدافهم. في حين كانت المجموعة الثالثة تهتم في الأساس بالسلطة.
أظهرت النتائج أن المجموعة الثالثة كانت هي الأكثر فاعلية وتأثيرا، فالمديرون الذي يهتمون أساسا بالسلطة كانوا أكثر فاعلية، ليس فقط في تحقيق مراكز التأثير في الشركات، ولكن أيضا في إنجاز أهدافهم.
في مثال آخر، تم إجراء دراسة تضمنت إعداد قائمة بالمهارات السياسية من 18 بندا. وأظهرت النتائج أن المديرين الذين لديهم مهارات سياسية أفضل يتلقون تقييمات أداء أفضل ويصنفون باعتبارهم قادة أكثر فاعلية.
إذن هذا هو العالم الحقيقي الذي يمكن أن يكون قاسيا وفيه يعد بناء واستخدام السلطة من مهارات البقاء المؤسسي. معظم المؤسسات يكون فيها مدير تنفيذي واحد فقط. لذلك يكون التنافس على أشده بين المديرين من ذوي الكفاءة على هذا المنصب. يتغير الكثير من الناس الناجحين في مسار حياتهم. فهم يطورون الصفات التي تسمح لهم بالحصول على النفوذ واستمراره. إلا أن هناك ثلاث صعوبات يجب التغلب عليها وهي:
ــ على المرء أن يدرك أن التغير الشخصي ممكن. وإلا فلن يحاول أحدنا أن يطور السمات التي تجلب السلطة، وإنما سيرضخ كل منا لما هو عليه بدلا من الانطلاق في طريق مختلف نحو النمو والتطوير الذاتي.
ــ على المرء أن يرى نفسه ويتعرف على نقاط قوته وضعفه بطريقة موضوعية كيفما أمكن. وهذا ليس بالأمر السهل، لأننا في سعينا لتحسين أنفسنا قد نبالغ في حسن الظن بها ونتجنب المعلومات السلبية ونبالغ في التأكيد على ما نتلقاه من تعليقات إيجابية من الآخرين.
ــ وأخيرا، نحتاج إلى فهم أهم الصفات لبناء السلطة لنتمكن من تركيز وقتنا المحدود على تحقيق هذا.
يعتقد الكثير من الناس أن الصفات التي يحتاج إليها المرء لبناء السلطة إما أنها موجودة فيه أو لا، وأنها غير قابلة للاكتساب والتطوير. إلا أن هناك الكثير من الأمثلة الواقعية التي تنفي هذا الافتراض. إن النقطة التي يبدأ بها المرء مستقبله المهني تؤثر في معدل تقدمه فيه وكذلك المدى الذي يصل إليه.
أجريت دراسة على 338 مديرا بدءوا حياتهم المهنية في مؤسسات كبرى، وأثبتت أن قوة الوحدة التي يبدأ بها الموظف عمله تؤثر في معدل نمو راتبه، وأن الموظفين الذي يبدءون حياتهم المهنية بالعمل في أقسام قوية في الشركة مثل العمليات والتوزيع وخدمة العملاء، يزيد احتمال بقائهم في هذه الأقسام مع تقدمهم في العمل.

الأكثر قراءة