الخاطبة والزواج.. حَدِّث ولا حرج (2 من 2)

كنت قد تحدثت في المقال السابق عن أسباب المشكلات الزوجية، وركزت على الأبرز منها التي هي معلومة عند الكثيرين: وفي هذا المقال سأتناول بعض الحلول التي تساهم في إذابة الخلافات الزوجية، وهي أسباب واقعية تعيشها كل أسرة، ولكن الفرق كيف تستطيع كل أسرة معالجتها، وعلاج ذلك سهل يسير متى ما حرص الزوجان على الجلوس على طاولة النقاش الهادي، ولعل هذا بداية انطلاقة أول هذه الحلول الإيجابية بين الزوجين، كما أن من الحلول الجوهرية التي يجب أن يحرص عليها الزوجان أن يتفقا على ألا تغادر مشاكلهما بيتهما، وأن يحاولا حلها بما يستطيعان، على ألا يكابر أحدهما على الآخر، مما يفاقم المشكلة، وفي حال وصول الأمر بينهما إلى طريق مسدود ينبغي الاتفاق على تحديد طرف ثالث يتم اختياره من قبلهما على أن يرضيا بأي حكم يصدره عليهما، قال الله تعالى ''وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير'' النساء آية 128. وعند الجلوس على طاولة واحدة يبدأ النقاش مع احترام كل منهما للآخر دون مصادمات ومقاطعات تهدد استمرار الحياة الزوجية، ويكون هناك اتفاق على طريقة تربية الأبناء، مثلا: أن يبين لكل منهما دوره في التربية على ألا يتدخل في دور الطرف الآخر حتى يتساعدا على حل مشاكلهما واللجوء دائما إلى الحل المفيد والسليم الذي ينهي المشكلة التي تقع.
وإذا ضاق الأمر على الزوجين ولم يتفقا ولهما رغبة في استمرار الحياة الزوجية، فعليهما اللجوء إلى الله خاصة المرأة التي ربما تكون في حاجة إلى زوجها أكثر والبقاء مع زوجها، فعليها التقرب إلى الله بالطاعات والصدقة وكثرة الاستغفار مع عقد النية خلال الاستغفار بأن تتقرب به لله ليفرج همها ويحل مشكلها قال ـــ سبحانه تعالى: ''فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا''. (سورة نوح الآية: 12)
قال الفضيل بن عياض: ''ما عملت ذنبا إلا وجدته في خلق زوجتي ودابتي''.
كما أن على الزوجين أن يهتم كلٌّ منها بالآخر خصوصا الطرف الذي هو في حاجة إلى ذلك، ولعل من أهم أسباب الوفاق الحرص على التفاهم بينهما من البداية، والاستمرار على ذلك بما يساهم في مسيرة حياتهما الزوجية، نسأل الله أن يوفقهما لكل خير.. هذا ما استطعت تقديمه من حلول، أسأل الله أن يجمع شتات الأزواج ويديم السعادة بينهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي