من اختيار الخطوط إلى اختيار المطارات
من أهم أعمال وحدات التخطيط وتطوير الأعمال لدى شركات الخطوط الجوية هو البحث دوما عن (الوجهات عالية العوائد)، وهي الرحلات المباشرة وغير المباشرة بين مدن تخدمها تلك الخطوط وتؤمن لها كثافة مسافرين عالية مع عائد مالي مرتفع لتلك الخدمة. الخطوط السعودية دشنت أخيرا وجهة جديدة إلى الصين بواقع رحلتين في الأسبوع إلى مدينة كوانزو. طيران الإمارات يقدم رحلات إلى المدن الصينية منذ سنوات وبلغت ذروتها هذه السنة بنحو 50 رحلة في الأسبوع الواحد إلى كل من شنغهاي وبكين وهونج كونج وجوانزو. الجدوى الاقتصادية للوجهات الجديدة تدعمها عوامل كثيرة، منها حجم التبادل التجاري الثنائي، الذي بدوره يوجد رحلات رجال الأعمال. المفارقة أن حجم التبادل التجاري بين الصين وكل من المملكة والإمارات الشقيقة متقارب وفي حدود 15 مليار دولار في السنة. إلا أن الإمارات وخاصة دبي تستغل الضعف الإنتاجي لمؤسسات حكومية سعودية ـــ كالموانئ والجمارك والخطوط ـــ وأوجدت صناعة إعادة تصدير قوية من أهم أسواقها نحن في المملكة. هذا الخلل انعكس على تفضيل كثير من المسافرين مطار دبي، ليس لرحلات الصين وحدها، وإنما الصين هنا كمثال للمقارنة. تنافس المطارات لكسب المسافرين مباشرة ظاهرة جديدة نسبيا، حيث تعرض تلك المطارات المزايا والخدمات بغض النظر إن كانت تلك المزايا مستقلة أو تتكامل مع خطوط جوية معينة. هناك مجموعة من الخطوط الجوية الكبرى في العالم تتحكم مباشرة في المطارات أو لنقل إن الخطوط والمطار يعملان تحت قيادة واحدة كمطاري (هيثرو 5) ودبي والقادمين الجديدين مطاري الدوحة وأبو ظبي. صناعة النقل الجوي في منطقة الخليج العربي عالية الاحتراف دائمة التطور، ويتمثل ذلك في وجود خطوط جوية قارية تمتلك طائرات عالية السعة ومدعومة بمطارات ذات مزايا وخدمات عالمية. ولذلك فإن الدول المجاورة غير القادرة على مواكبة هذه الصناعة كالمملكة والهند ـــ وهما سواقان كبيرتان ـــ ترى تسرب حصتيهما إلى المطارات الجديدة التي يأخذها الراكب في الاعتبار على درجة متساوية مع اختياره الخطوط الجوية. الأمثلة على ذلك كثيرة كالرحلات من المدن الهندية إلى بريطانيا عبر مطار دبي، وهنا يأتي المطار كعامل فاصل لوجود ناقلين عاليي الجودة يعملان من المطار نفسه.