الذيابي يدعو إلى تجهيز النعوش للصحف الورقية .. والفايز يؤكد استمراريتها لأعوام قادمة

الذيابي يدعو إلى تجهيز النعوش للصحف الورقية .. والفايز يؤكد استمراريتها لأعوام قادمة

شهد منتدى الغد أمس، اختلافا في رؤى المشاركين حول مستقبل الصحف الورقية والمنافسة الشديدة من الإعلام الجديد، ففي الوقت الذي دعا فيه أحدهم إلى تجهيز النعوش للصحف الورقية، أكد آخر قدرة الصحف الورقية على تطوير عملها ومواكبة وسائل الإعلام الجديد للاستفادة منها.
وأطلق رئيسا تحرير لصحفيتين سعوديتين، أمس، وعودا بتبني من تتوافر فيه مواصفات الكاتب الجيد من الكتاب الشباب الذين يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي على موقع الإنترنت، في حين أكد أحدهم أن صحيفته الورقية تستقطب الكتاب المتميزين من خلال الاطلاع على ما يطرحونه في مواقع مثل ''التويتر'' و''الفيس بوك''.
وفي الوقت الذي أعلن فيه جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة الحياة المساعد، فتح المجال أمام الكتاب المتميزين في مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة بالكتابة في صحيفة الحياة، كشف عبد الوهاب الفايز، رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، عن عيون تراقب عن كثب الكتاب المتميزين في المواقع الالكترونية على شبكة الإنترنت، لاستقطابهم للكتابة في ''الاقتصادية''.
أتت هذه المبادرات خلال الجلسة الثالثة ضمن فعاليات اليوم الثاني لمنتدى الغد، التي تم افتتاحها بإجراء استفتاء، تفوق التصويت لصالح الإعلام الجديد على حساب الإعلام التقليدي، حيث أيد الحضور التوجه نحو الإعلام الجديد بنسبة 76 في المائة، ليكون بديلا عن الإعلام التقليدي، في حين أظهر تصويت آخر تفوق المنتديات والمواقع الاجتماعية في جذب القراء على حساب الصحف الورقية.
وما أن انتهى الحضور من عملية الاستفتاء، حتى بدأ عبد الوهاب الفايز، رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية، في إلقاء كلمته خلال الجلسة الثالثة، التي استهلها بالتأكيد أن تحويل المنتدى إلى مؤسسة، يعد خطوة كبيرة تعطي مؤشرات على عمل جاد للاهتمام بالشباب وصناعة مستقبل أفضل، من خلال تحقيق تكاثف الجهود والعمل على أساس الشراكة مع الشباب، مشيرا إلى أن دور المنتدى أثبت فعاليته في توجيه الشباب على أسس وضوابط من شأنها خلق بيئة شباب اجتماعية قادرة على إخراج قيادات شابة ترسم الإبداع الخلاق.
وقال الفايز: ''إن النشر خلال السنوات الخمس الأخيرة حقق تطورا ملموسا، حيث إن القائمين على صناعة الإعلام، أكدوا أن تلك الفترة شهدت تطورا كبيرا في صناعة الإعلام، مبينين أن الثورة الجديدة في صناعة التقنية، فتحت قنوات جديدة من شأنها تحويل الإعلام التقليدي إلى إعلام جديد، إذ إن ذلك وفر آليات جديدة لتعزيز ونشر المحتوى العربي''.
أمام ذلك وضع جميل الذيابي، خلال مشاركته، مقارنة شدت انتباه حضور الجلسة، بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، مبينا أن الإعلام الجديد يتميز بالديناميكية والتفاعل خلال قراءته على الوسائط الإلكترونية من خلال إبداء التعليقات، في حين أن الإعلام التقليدي مثل الصحف الورقية يعد وسيلة جامدة يتم الاكتفاء بقراءتها.
وأضاف الذيابي: ''الإعلام الجديد الذي نراه من خلال المواقع الإلكترونية نجد فيه كل التوجهات والتعبير الحر، في الوقت الذي نرى فيه الإعلام التقليدي ينحصر في توجهات معينة من نخب محددة''.
وقال جميل الذيابي: ''سنجهز النعوش للإعلام الورقي''، مبينا أن الإعلام الجديد يمتلك مساحات شاسعة وأكبر، تضمن تطور الإعلام الجديد وتبرهن على أنه المستقبل الحقيقي لتطور الإعلام، ولا سيما بعد أن أصبح قائدا حقيقيا للثورات العربية، داعيا إلى التعلم من الإعلام الجديد كل ما هو جديد.
إلا أن عبد الوهاب الفايز خالف الذيابي نسبيا في رأيه حول مستقبل الصحافة الورقية، حيث قال: ''إن الصحافة الورقية ستبقى لوجود جيل اعتاد على الإطلاع عليه''، معطيا فترة زمنية تمتد لأكثر من 20 عاما ستكون خلالها ''الصحف الورقية حاضرة''.
وبالعودة لجميل الذيابي قال: ''إن الوسائط الإلكترونية في حاجة إلى المصداقية والمفهومية والموضوعية والتبويب المناسب''، مشيرا في الوقت نفسه إلى الحاجة إلى جيل جديد لبناء صحف جديدة لها أولويتها ومصداقيتها وحريتها.
أما الفايز فقد ذكر أن التطور الجديد في المنصات الرقمية أعطت الوسائل الإعلامية فرصا لتجاوز محيطها الجغرافي والانتشار بشكل أوسع، مشيرا إلى أن قنوات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يطلق عليها ''إعلام جديد''، إلا أن الدراسات والأبحاث التي تجرى بهذا الخصوص ستحسم ذلك في المستقبل القريب.
وأكد الفايز، أن الشباب يعدون وقود صناعة الإبداع في مجالات الإعلام الجديد وقنوات التواصل الاجتماعي، مدللا على ما ذكره صناع التقنية بأن النقلة النوعية التي يعيشها عالم الإنترنت والتقنية بشكل عام، تقع في ميدان الشباب؛ إذ إن الشباب هم العامل الحاسم في تطوير الإعلام الجديد مستقبلا، داعيا المؤسسات الاجتماعية إلى بذل دور أكبر لاكتشاف ودعم طاقات الشباب.

الأكثر قراءة