الأحد, 4 مايو 2025 | 6 ذو القَعْدةِ 1446


«مجلس التعاون» يواجه التحديات المستقبلية بضم المغرب والأردن

رحب قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي خلال اللقاء التشاوري الذي عقد في الرياض أمس، بانضمام كل من الأردن والمغرب إلى منظومة مجلس التعاون.

وهو ما يشكل وفق مراقبين تحولا في بنية مجلس التعاون لمواجهة التحديات المستقبلية من خلال توسيع الدول المنضوية تحت لوائه.

وفي هذا الإطار، كلف قادة دول الخليج، المجلس الوزاري (وزراء الخارجية) بدعوة وزيري خارجية البلدين للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك.

#2#

وأعلن الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام اللقاء التشاوري، أن قادة دول المجلس رحبوا بطلب الأردن الانضمام إلى مجلس التعاون وكلفوا المجلس الوزاري بدعوة وزير خارجية الأردن للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك.

كما فوض المجلس الأعلى المجلس الوزاري لدعوة وزير خارجية المغرب للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة للانضمام للمجلس، بناء على اتصال مع المغرب ودعوتها للانضمام.

وقال تصريح مكتوب تلاه الزياني "إنه انطلاقا من وشائج القربى والمصير المشترك ووحدة الهدف، وتوطيدا للروابط والعلاقات الوثيقة القائمة بين شعوب ودول مجلس التعاون لدول الخليج والأردن والمغرب، وإدراكاً لما يربط بين دول المجلس والبلدين من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة أساسها العقيدة الإسلامية، واقتناعاً بأن التنسيق والتعاون والتكامل فيما بينها لا يخدم شعوبها فحسب، بل يخدم الأهداف السامية والأمة العربية جمعاء، وتمشياً مع النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج وميثاق جامعة الدول العربية اللذين يدعوان إلى تحقيق تقارب أوثق وروابط أقوى، وتوجيهاً للجهود إلى ما فيه دعم وخدمة القضايا العربية والإسلامية، وبناء على طلب الأردن الانضمام إلى مجلس التعاون لدول الخليج، فقد رحب قادة دول مجلس التعاون بهذا الطلب وكلفوا المجلس الوزاري بدعوة وزير الخارجية الأردني للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك .

وتابع "كما أنه وبناء على اتصال مع المغرب ودعوتها للانضمام، فقد فوض المجلس الأعلى المجلس الوزاري لدعوة وزير خارجية المغرب للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك".

كما رحب القادة بعودة الهدوء والاستقرار إلى البحرين، مشيدين بحكمة قيادتها الرشيدة ووفاء شعبها.

#3#

وأكدوا دعمهم الكامل للبحرين والوقوف صفا واحدا في مواجهة أي خطر تتعرض له أي دولة من دول مجلس التعاون، وأن مسؤولية المحافظة على الأمن والاستقرار هي مسؤولية جماعية بناء على مبدأ الأمن الجماعي، وحيث إن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ فقد جاء دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين التزاما بالاتفاقيات الأمنية والدفاعية المشتركة، منوهين بقرار رفع حالة السلامة الوطنية في البحرين اعتباراً من الأول من شهر حزيران (يونيو) المقبل.

وأوضح أمين عام مجلس التعاون الخليجي، أن القادة اطلعوا خلال اللقاء على آخر المشاورات والاتصالات التي تجريها دول المجلس مع الأطراف اليمنية المعنية بشأن الاتفاق الذي تقدمت به دول المجلس، بناءً على التشاور مع الأطراف اليمنية ذات العلاقة في إطار المبادرة الخليجية، والذي يهدف للوصول إلى توافق شامل، يحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته ويحقن دماء أبنائه، مؤكدين استمرار دعم الشعب اليمني الشقيق بما يلبي خياراته وتطلعاته.

وحثوا الأطراف اليمنية ذات العلاقة بالتوقيع على الاتفاق وفقا للبنود التي احتواها باعتباره السبيل الممكن والأفضل للخروج من الأزمة، وتجنيب اليمن المزيد من التدهور الأمني والانقسام السياسي.

وأعرب القادة عن بالغ قلقهم لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون من خلال التآمر على أمنها الوطني، وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها، ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

كما رحب قادة مجلس التعاون باتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الذي تم في القاهرة، مؤكدين على أن المصالحة جاءت انتصاراً للوحدة الوطنية الفلسطينية، واستجابة لنداءات الأمة العربية والإسلامية، ودعوا الفلسطينيين إلى ضرورة تنفيذ بنود الاتفاق، واستثمار هذه الفرصة التاريخية على صعيدها الدولي والداخلي من أجل استرداد حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأشادوا في هذا الشأن بجهود مصر في سبيل الوصول إلى هذا الاتفاق.

وأفاد الزياني، أنه استعرض أمام القادة ما تم إنجازه في مسيرة التعاون المشترك منذ عقد الدورة الحادية والثلاثين للمجلس الأعلى في الإمارات في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وما اتخذته الدول الأعضاء من إجراءات وقرارات تنفيذية وتشريعية لتنفيذ قرارات العمل المشترك، والهادفة لتعزيز التكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات.

كما اطلع القادة على تقرير متابعة استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، حيث وجهوا في هذا الصدد اللجان الوزارية المعنية بمضاعفة الجهود وتذليل أية معوقات تحول دون استفادة مواطني دول المجلس من ثمرات التكامل الاقتصادي في مجال الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة، ومختلف مجالات العمل المشترك.

وفي ختام اللقاء، عبر قادة دول المجلس عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وحكومة وشعب المملكة، على مشاعر الأخوة الصادقة والحفاوة وكرم الضيافة التي قوبلوا بها في بلدهم السعودية.

الأكثر قراءة