وللإدارة سلمان.. برنامج لمتابعة مشاريع الرياض

قرار إداري استثنائي في إدارة العمل الحكومي وإدارة المشاريع العملاقة، ذلك الذي أقره الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، بإنشاء برنامج خاص لمتابعة مشاريع منطقة الرياض تحت إشراف مجلس المنطقة. والاستثناء يأتي من حيث إن العادة جرت على أن يكون الـ PMO في العمليات والمشروعات في المشاريع الخاصة كونها أداة مهمة لأعمال الحصر والقياس ومتابعة التكاليف وإعداد المستخلص الشهري للعملاء والموردين، وكذلك مقاولي الباطن وغيرهم من أصحاب المصالح، لكن في الواقع أن هذا المفهوم غير كامل، وذلك لأن PMO يعتبر الأداة المحركة لأي مشروع، ولا بد أن يتحمل على عاتقه الجزء الأكبر من المسؤولية والمجهود لإنجاح مشروعه، وأعمال الحصر والقياس ما هي إلا نشاط من أنشطة أخرى كثيرة لا بد أن يعتبر نفسه مسؤولا عنها خلال مراحل المشروع المختلفة، وهذا المفهوم مفهوم هندسي إداري واسع التطبيق في جميع المشاريع، وهدفه الرئيس في نهاية المقام المحافظة على جودة إيصال المشاريع وتقليل الهدر والالتزام بالمدد الزمنية لإتمام المشروعات.
واليوم فالواقع يقول إن الرياض، كانت وما زالت وستظل ـ بإذن الله ـ تعيش فكرا إداريا فريدا متطورا في إدارة مدينة بحجم دولة، ودولة في مدينة، لأهداف أسمى من الربح والخسارة في تطبيقات القطاع الخاص، والتطبيقات في الإدارة الحكومية لهذا التوجه جاء بريادة مدير الرياض المتابع والمحب لتطورات العاصمة، فقد جاء قرار الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بإنشاء برنامج خاص لمتابعة مشاريع منطقة الرياض تحت إشراف مجلس المنطقة، ليعطي مساحة كبيرة للتفاؤل بمستقبل مشرق للعاصمة من خلال تطبيق برنامج إدارة المشاريع، والسبب في مساحات التفاؤل أن البرنامج أفضل وسيلة إدارية لمتابعة المشاريع وإكمالها وفق رؤية شاملة تشمل تقاطع المشاريع المختلفة والمدد الزمنية المحددة لإيصالها ويكشف أي خلل في آلية تنفيذها.
ولا نزيد على ما جاء في خبر إطلاق البرنامج الذي تديره الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض كونه سيسهم في توفير قاعدة بيانات متكاملة بمعلومات مفصلة عن كل مشروعات المنطقة المعتمدة وأهدافها وخطط تنفيذها والجدول الزمني المتوقع للتنفيذ ومتابعة خطوات تنفيذ البرامج والمشروعات الحكومية من خلال برنامج إلكتروني متكامل يرصد حركة المشروع بعد اعتماد ميزانيته بشكل مستمر، ويرفع تقارير دورية لأمير المنطقة عن مراحل إنجاز كل مشروع مما سيساعد ـ بإذن الله ـ على ضمان حسن تنفيذ المشروعات والبرامج وإتمامها بنجاح حسب البرنامج الزمني المعلن من قبل كل جهة. كما يهدف البرنامج إلى تعزيز قنوات الاتصال والتنسيق مع الجهات الحكومية المسؤولة عن تنفيذ مشروعاتها من خلال ضابط اتصال متخصص، وتحديد البرامج والمشروعات ذات الأولوية وكيفية معالجة ما تواجهه من تحديات لضمان تنفيذها على الوجه المطلوب وإنجازها بكفاءة عالية.
الأمل أن نرى نتائج هذا التوجه على أرض الواقع قريبا، والأمل أن يحذو جميع المناطق حذو الرياض في إيجاد أفضل السبل الإدارية لضمان تنفيذ المشاريع على أسس إدارية ناجحة تضمن الجودة والوقت، والأمل الأكبر في أن يكون هناك برنامج بالمستوى نفسه يشمل مشاريع الحكومة بشكل عام، ففي ذلك توفير الملايين أو المليارات على خزانة الدولة، وجودة مهمة في إنجاز المشاريع، وأهم من ذلك التبعات الاقتصادية الجسيمة لغياب الرقابة على المشاريع من جودة وخدمة وتعطيل لمصالح المجتمع.
تجربة رائعة لمدينة أروع تستحق الكثير والكثير من الاهتمام بمتابعة مشاريع البنى التحتية الكثيرة والكبيرة التي تخدم عاصمتنا الحبيبة، خصوصا في ظل هذا الزخم الكبير من المشاريع التي كانت وما زالت تعطينا الفخر بعاصمة العواصم العربية والإسلامية التي تماثل في حجمها وعدد سكانها دولا بأكملها. وأخير فالقرار يأتي ولا عجب من مهندس نهضة الرياض وأميرها لمدة تزيد على نصف قرن من الزمان، قضاها في دعم التنمية المستدامة في المنطقة وتحويلها من مدينة للطين والنخيل إلى مدينة متحضرة مدنية تنافس كبريات العواصم العالمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي