خطوة غير مسبوقة .. «السعودية للكهرباء» تستخدم المياه المعالجة في إنتاج الطاقة الكهربائية
وقعت الشركة السعودية للكهرباء مذكرة تفاهم مع نظيرتها شركة المياه الوطنية مطلع تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2010 لتأمين مياه الصرف الصحي المعالجة للاستفادة من بخار الماء في توليد الطاقة الكهربائية في المحطة العاشرة.
المشروع الذي سيتم تنفيذه لأول مرة في محطة التوليد العاشرة في الرياض؛ يدار من فريق عمل متخصص من إدارتي تخطيط مشاريع التوليد وهندسة مشاريع التوليد في الشركة السعودية للكهرباء وبمتابعة مباشرة من المهندس علي بن صالح البراك، الرئيس التنفيذي للشركة، حيث يمثل المشروع نقلة نوعية لمحطات التوليد في الشركة التي تعتمد على البخار، حيث لن يكون إنتاج البخار محصوراً على المحطات الموجودة على سواحل المملكة وحدها، وهذا التوجه نابع من أن الشركة تخطط لبرنامج ضخم يتركز في زيادة قدرة محطاتها في مدينة الرياض من الإنتاج الأحادي إلى الإنتاج المركب، الذي يعتبر فيه توافر المياه شرطا أساسيا، وهو من أفضل الأساليب التي تؤدي إلى زيادة إنتاج الطاقة دون زيادة في استهلاك الوقود، حيث يتم استخدام الغازات الساخنة من المداخن لإنتاج بخار ماء يدير توربينات أخرى لإنتاج الكهرباء، ويعد ''تجربة'' جديدة وفريدة من نوعها في المملكة، ونجاحها يشجع الشركة على تطبيقها في مشاريع مشابهة.
#2#
2006 كانت ''الفكرة''
كانت بداية فكرة استغلال المياه المعالجة من مياه الصرف الصحي لإنتاج البخار الذي يستعمل لتشغيل الوحدات البخارية في عام 2006، وتزامن ذلك مع اعتماد مشروع المحطة العاشرة، وساعد على تنفيذ الفكرة نجاح نظام الدورة المركبة في مشروع محطة التوليد التاسعة الواقعة شرقي الرياض، الذي تستخدم فيه الحرارة الخارجة من عوادم الوحدات الغازية في تسخين المياه وتحويلها إلى بخار مرتفع الحرارة والضغط ومرورها عبر مراحل متتابعة لاستخدامها لتشغيل الوحدات البخارية، وذلك ضمن دورة مياه مغلقة لتقليل الفاقد في المياه، وقبل التوجه لاستغلال مياه الصرف الصحي في ''هيت'' كانت الشركة متوجهة إلى استغلال مياه الصرف الصحي في الحاير جنوبي العاصمة لمصلحة المحطة العاشرة، لكن بعد إنشاء المحطة أصبح التركيز على محطة (هيت)؛ لقربها من المحطة ولوجود وحدات معالجة ثلاثية.
البدء .. مضخة وخط أنابيب
خلال الربع الأول من العام الجاري ستقوم الشركة السعودية للكهرباء ببناء غرفة ضخ المياه الخاصة بالشركة داخل حرم محطة معالجة المياه في (هيت) التي تقع جنوبي العاصمة، وتبعد عن الرياض نحو 50 كيلومترا، وهي من ضمن مشروع خط أنابيب تزويد المحطة العاشرة بالمياه المعالجة ثلاثياً من الشوائب من أملاح ومعادن، وقد بينت الدراسة أن كمية المياه المطلوبة يومياً عشرة آلاف متر مكعب، ويبلغ طول خط الأنابيب 14 كيلاً يبدأ من المضخة في محطة معالجة المياه بـ (هيت) حتى المحطة العاشرة في محافظة الخرج.
التنفيذ
بعد توقيع الشركة المنفذة لمشروع مد الأنابيب للمحطة العاشرة ستقوم الشركة باعتماد التصاميم المقدمة من المقاول قبل بداية العمل، ومن ثم يبدأ التنفيذ على الأرض، وبعد اكتمال المشروع - بعد عام تقريباً ـ ستقوم الشركة باختبار تشغيل المشروع بينما سيجهز مشروع المياه - بإذن الله - قبل دخول الوحدات البخارية في الخدمة.
معالجة المياه وتخزينها
ويشمل المشروع غرفة تحكم بالمياه داخل المحطة العاشرة وينحصر دورها حالياً في تسلم المياه الجوفية، وفي المستقبل ستستقبل مياه الصرف المعالجة ثلاثياً، حيث يتم نزع الأملاح والمعادن في مرحلة متقدمة تسمى (التقطير)، وتحرص الشركة على المعالجة القصوى للمياه من الشوائب لتفادي تأثيرها في المعدات، ولدى الشركة حالياً خزانان لتسلم المياه قبل تقطيرها، ومستقبلاً ستتم زيادة عدد الخزانات بالتزامن مع انتهاء مشروع خط الأنابيب القادم من هيت.
فوائد اقتصادية وبيئية
يحقق مشروع استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً جملة من الفوائد الاقتصادية والبيئية، فهو سيزيد من أداء قدرات الوحدات بنسب تراوح بين 30 و48 في المائة دون استهلاك إضافي للوقود لكل محطة، حيث إن المياه تتحول بعد زيادة حرارتها إلى الوحدات البخارية ليستفاد منها لإنتاج مزيد من الطاقة دون وقود. أما الفوائد البيئية فإنه يقلل من استخدام الوقود لإنتاج الطاقة اللازمة ومن انبعاثات حرق الوقود في الوحدات الغازية (أحادية الإنتاج)، كما يستعمل الماء المعالج في غسيل الوقود، ما يقلل من الشوائب والعوالق التي تزيد من الانبعاثات الضارة بعد حرقها، علاوة على تأثيرها في قطع الغيار الساخنة للتوربيات، كما أن غسيل الوحدات الغازية بشكل دوري يزيد من كفاءتها ويسهم في تنظيف ما يترسب على الأجزاء الداخلية للتوربينات، كما يسهم مشروع استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً في تحقيق جملة من الأهداف الوطنية تتمثل في الإسهام في توفير استهلاك الوقود وتوفير استهلاك المياه الجوفية والمحافظة عليها من النضوب، خاصة أن المحطة تقع في منطقة زراعية، كما أنه يسهم في تقليل كمية المياه المهدرة وتقليص مساحات المستنقعات التي تضر بالبيئة.
المحطة العاشرة في سطور..
- موقعها: تبعد نحو 60 كيلاً عن الرياض بمحاذاة طريق الرياض - الخرج.
- مساحتها: خمسة ملايين متر مربع.
-عدد الوحدات: 40 وحدة.. 32 تم إنشاؤها وثمان تحت الإنشاء.
- قدرتها الإجمالية : 1788 ميجاوات .. وستزيد القدرة الإجمالية بعد اكتمال التوسعات إلى 3520 ميجاوات، وستزيد كفاءة المحطة من 29 إلى 48 في المائة.
- الوقود المستخدم: عربي خفيف.