تعثر الاستراتيجية الوطنية للأعلاف .. هل يؤثر في قطاع الثروة الحيوانية؟

تعثر الاستراتيجية الوطنية للأعلاف .. هل يؤثر في قطاع الثروة الحيوانية؟

أثار عدم تفعيل الاستراتيجية الوطنية للأعلاف التي أقرت من مجلس الوزراء قبل أربعة أعوام، ردود أفعال في قطاع الثروة الحيوانية، حيث يرى مهتمون إن من شأن استمرار تعثر الخطة التي تركز على دعم مصانع الأعلاف وتقليص إعانة الشعير تدريجيا التأثير سلبيا في القطاع على المديين المتوسط والبعيد. وقال مربون إن ارتفاع أسعار الشعير على الرغم من الدعم المتواصل من قبل الدولة أثر في كثير من المربين الذين باتوا يتخلصون تدريجيا من القطاعين أو يقللون منها، بالنظر لعدم قدرتهم على توفير السيولة الكافية لتأمين الشعير.
ووفق مصادر ''الاقتصادية'' فإن هناك تباينا في وجهات النظر بين عدة جهات حكومية حول تفعيل الاستراتيجية حيث ترى بعض الجهات إن تفعيل الاستراتيجية التي تركز على دعم المصانع مقابل تقليص إعانة الشعير يمكن أن تؤثر في الأسعار التي يمكن أن ترتفع على المدى القريب، وهو ما سيكون سلبيا على كثير من المربين. بينما يرى الطرف الآخر أن إيجابيات التحول لدعم المصانع ستكون أكثر من السلبيات، على الرغم من الإقرار بتأثيرات خلال المدى القصير، لكن يمكن ضبطه من خلال تفعيل الجمعيات التعاونية لضمان وصول كميات كافية من العلف إلى صغار المربين بشكل مستمر. وتشير مصادر ''الاقتصادية'' إلى أن مستثمرين أكدوا أهمية إقرار الاستراتيجية وضمان التقليص التدريجي لإعانة الشعير لتشجيعهم على الاستثمار في صناعة الأعلاف خاصة أنها مكلفة. وطالب مستثمرون تحدثوا لـ ''الاقتصادية'' أهمية حث الصندوق الزراعي على فتح باب التمويل لمصانع الأعلاف خاصة الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تقام في المناطق الزراعية. إلى ذلك، أكد خبراء في قطاع الأعلاف والتغذية الحيوانية أن استخدام الأعلاف المركبة يمكن أن يوفر على المربين أكثر من 115 ريالا للرأس الواحد خلال دورة حياة الحيوان المقدرة بنحو خمسة أشهر، كما يوفر كميات من المياه يمكن أن تصل إلى ثلاثة مليارات لتر من المياه الجوفية سنويا. وأشار خبراء تحدثوا لـ «الاقتصادية» إلى أن تسمين الخروف بالأعلاف المركبة يتم من وزن 20 كيلو جراما إلى 47 كيلو جراما خلال 108 أيام، حيث يستهلك نحو 130 كيلو جراما من الأعلاف المركبة بتكلفة 75 ريالا، في حين أنه لو تم تسمينه بالعلف التقليدي (الشعير على سبيل المثال)، فإنه يحتاج إلى أكثر من 150 يوما للوصول إلى الوزن نفسه، ويمكن أن يستهلك 240 كيلو جراما من الأعلاف بتكلفة 190 ريالا للرأس الواحد، وذلك تبعا لأسعار السوق (يمكن أن يرتفع الرقم قياسا بالارتفاع الحالي للأسعار). وقال الخبراء إنه على صعيد توفير المياه فإن الأعلاف المركبة تغني عن الأعلاف الخضراء التي تستهلك في السعودية نحو ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه سنويا، وذلك بالنظر لوجود نحو عشرة ملايين رأس من الماشية، ويحتاج كل رأس إلى 300 متر مكعب من المياه عبارة عن برسيم أو أعلاف خضراء.
ويرى عاملون في قطاع الأعلاف المركبة أن صناعة الأعلاف السعودية تزود سوق أعلاف الماشية حالياً بما يعادل حمولة 120 شاحنة في اليوم تغطي ما يزيد على 15 في المائة من إجمالي الطلب، في الوقت الذي لا تزال فيه الخطة الوطنية للأعلاف المركبة التي أقرت قبل ثلاث سنوات متعثرة.

الأكثر قراءة