3 رؤساء دمروا الطائي.. وشرفيوه خاملون
عزا خالد الباتع رئيس نادي الطائي المكلف حاليا، أسباب تدهور الفريق واختفاء بريقه طيلة الأعوام الثلاثة الماضية، إلى ثلاثة رؤساء تعاقبوا على إدارته. وأشار إلى وجود مشكلات طاحنة بين رجاله كادت تعصف به إلى دوري الدرجة الثانية، لولا حضوره في الوقت المناسب.
وأكد في حواره مع ''الاقتصادية'' أنه عند حضوره وجد الهيكلة الإدارية في النادي صفرا كبيرا، وأن رجلا واحدا يدير مقاليده الإدارية ويتحكم في تسيير أموره هو سكرتير النادي. واعترف بوجود تباعد في وجهات النظر بينه وبين فهد الصادر رئيس النادي السابق، وأن رحيل الأخير كان شرطا أساسيا لعودته مجددا.
وأشار إلى أنه يسعى إلى إعادة هيكلة العضوية الشرفية لأعضاء شرف النادي مستقبلا، وتحديد ثلاث فئات للدعم، وأن أي عضو يدفع أقل من 50 ألف ريال سيكون خارج حسباته نهائيا، متمنيا منافسة فريقه على الآسيوية السنوات المقبلة. وهناك الكثير من الأمور الخاصة بالنادي التي كشفها الباتع خلال هذا الحوار.
الطائي كان ملح دوري زين السعودي، لكن بريقه انطفأ خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ما أسباب ذلك؟
الطائي مثله مثل أي ناد يمر بظروف تؤثر سلبيا في مسيرته، وواجهته مطبات هوائية صعبة جعلته يترنح ولا يقوى على الصمود، ولكن بحمد الله بدأ يستعيد عافيته وشخصيته المفقودة. الطائي فارس والفارس يكبو مرة وسرعان ما يسترد عنفوانه.
ما ذكرته تفسير دبلوماسي، لكن نريد الأسباب الحقيقية تحديدا؟
هناك ما يتردد في عالم التدريب بأن أي فريق يتأثر أداؤه ومستواه إذا تغيرت المدرسة التدريبية من برازيلية إلى أوروبية أو إلى عربية، والعكس كذلك فهذا ما ينطبق أيضا على الجانب الإداري، حيث إن تعدد الأفكار والسياسات هي أيضا تؤثر سلبيا في النتائج والمستويات، فهناك فكر إداري، فكر فني، فكر تقليدي، وفكر استثماري، فكل رئيس له فكره الذي بلا شك له تأثيره في الفريق كما ذكرت.
الطائي خلال الأعوام الأربعة الماضية، تعاقب على إدارته أكثر من أربعة رؤساء مثل سعود القبلان، ناصر الحماد، فهد الصادر، ونواف السبهان، وكل واحد من هؤلاء جاء بفكره وسياسته التي تختلف عن الآخر. الأول شخصية مرموقة وعينه ''وسيعة'' ولكنه لا يستطيع أن يعمل في الأندية، والثاني يعد الشخص الوحيد الذي يملك فكرا إداريا بينهم، فهو تدرج في حضن النادي وشيد محال تجارية وناديا صحيا مستفيدا من بيع أحد لاعبي الفريق، أما الثالث هو رجل له تاريخه ولكن إمكاناته محدودة، وخاصة المالية، والأخير لديه إمكانات مالية ولكن يفتقد العلاقات والتعامل الجيد مع من حوله.
خلاصة القول إن هؤلاء عدا الحماد لم ينجحوا في استثمار فترتهم لمصلحة النادي، وهذا في نظري أهم أسباب تراجع الطائي لهذه المرحلة، أيضا وجود عديد من الشوائب أسهمت في إعاقة مسيرته.
ذكرت أن من الأسباب وجود العديد من الشوائب ماذا تقصد؟
باختصار أقصد بها المشكلات التي اعترضت طريق النادي ولا يمكن لأحد إنكارها. هناك احتقانات واختلافات في التوجهات بين أبنائه، وسأسعى جاهدا لاجتثاثها من جذورها، لابد من خلق بيئة صحية نظيفة. وهدفي يتمثل في حل جميع الخلافات بين رجاله، وأعد بأن الطائيين سيجتمعون على مائدة واحدة للتفكير والتشاور في كل ما يخصهم بأريحية شديدة حتى يعود الفريق إلى سابق عهده.
كيف وجدت الطائي بعدما كلفت برئاسته؟
كان ظني قبل جلوسي على كرسي رئاسة النادي، أنه مؤسسة منظمة، ولكن مع الأسف فوجئت، بأن التنظيم الإداري فيه صفر كبير ولم أجد هيكلة إدارية إطلاقا.
أين التشكيل الإداري لمجلس الإدارة ؟
مع الأسف الطائي يديره شخص واحد فقط وهو الكل في الكل في النادي!
من هذا الشخص؟
هو سكرتير النادي فهو من يدير جميع أعماله وحده.
أفهم من حديثك أن النادي يحتاج إلى إعادة هيكلة؟
نعم الطائي فيه أخطاء إدارية تراكمية منذ 50 عاما وتحتاج لعامي عمل على الأقل لكي نعيده إلى مؤسسة رياضية، ويكون هناك مدير عام للنادي. وسأحتاج إذا وفقت وفزت برئاسة النادي إلى 70 شابا على الأقل للعمل معي، فضلا عن أنني سأوزع العمل على لجان متفرقة، وسأعيد الهيكلة الإدارية فيه. وأتمنى أن تأتي على شاكلة هيكلة النادي الأهلي والتي أنا من أشد المعجبين بها، وسأطبقها بإذن الله في الطائي في أسرع وقت.
تسلمت دفة قيادة النادي والفريق في الترتيب الأخير ومهدد بالهبوط للدرجة الثانية ماذا فعلت لانتشاله حتى تجاوز مرحلة الخطر؟
حقيقة تسلمت النادي وفي خزانته 46 ريالا فقط، ورغم ذلك دعمت صفوفه بلاعبين مميزين، وتعاقدت مع المدرب التونسي الهادي الوالي، كما عملت على إعادة تأهيل اللاعبين نفسيا وحل مشكلاتهم وتهيئة الأجواء الصحية لهم حتى انعكس ذلك إيجابا على مستوياتهم ونتائجهم على النحو الذي شهدنا.
ما فعلته يحتاج إلى صرف، كم ضخ الباتع من حسابه الخاص للخزانة التي وجدها خاوية حسبما ذكر؟
أنفقت مليونا و700 ألف ريال.
هل هي دين أم تبرع؟
لا، سلفة واسترجعتها بعد أن توافرت مبالغ في الخزانة، وهذا ليس عيبا بل العيب أن أقول تبرعت ولم أتبرع. لقد أخذ الناس يلومونني كيف أسترد فلوسي، في الوقت الذي كان يتمنى فيه أي رئيس أن يجد من يسلفه 50 ألف ريال، فكان الطائي يستدين ووعود بأخذ العشرة آلاف 20 ألف ريال و30 ألفا في 50 ألف ريال وهكذا، لدرجة أن سعود المصري عضو شرف النادي لا يزال يسدد ديون النادي بعد تورطه في كفالات باسمه، وكذلك نواف السبهان له ديون على الطائي لم تثبت حتى الآن رسميا قدرها مليون وثلاثمائة ألف ريال فهي مثبتة بمحضر مجلس الإدارة فقط وليس هناك فواتير، فأنا اجتمعت بالمحاسب بوجود السبهان وبحثنا عن السجلات إبان رئاسته، وإن شاء الله سأفتح ملف قضية ديونه في حال ترؤسي النادي.
وصفت صفقاتك رغم حديثك عن نجاحها بالصفقات الفاشلة؟
من يصفها بالفاشلة نظرته الفنية قاصرة مع احترامي له، صابر حسين، ناصر شراحيلي، حمد العيسى، عقيل القرني، يوسف رشيد وأشرف المليكي وهؤلاء أبرز من تعاقدت معهم هم من استطاع انتشال الفريق من خطر الهبوط، حيث كان في المركز الأخير وأوصلوه إلى مركز متقدم. وهم الآن محاصرون بعروض من أندية أخرى فكيف يكونون فاشلين.
لم نر للباتع دورا بارزا إبان رئاسة فهد الصادر رغم أنك كنت نائبا له، وكنت مهمشا نوعا ما .. ما السبب؟
نعم لم يكن لي دور لأن العمل كان مقتصرا على ثلاثة أشخاص فقط في النادي، وكان يدور في دائرة مغلقة، وكنت أحاول أن أعمل شيئا للنادي فقد كلفت من قبل الإدارة بالإشراف على الأمور المالية، ولكن فوجئت بصرف مبالغ من دون علمي رغم أنني مسؤول عنها. واختلفت مع الصادر بسبب اجتماعي مع اللاعبين لمعرفة مشكلاتهم وحلها، ولحظتها غادرت النادي وصرت أدعمه من بعيد، وقلت لن ادخل أسواره إلا إذا خرج الصادر من الباب الغربي حينها سأدخل من الباب الجنوبي. وبالفعل بعد تقديمه استقالته عدت مكلفا بإدارة شؤون النادي فأنا لم أكن على وفاق معه حتى رحل.
أعضاء شرف النادي كثر ولكن لا نرى دعمهم المالي الذي يوازي عددهم؟
أعضاء الشرف بالفعل كثر وأتمنى زيادتهم، ولكن مع الأسف الذين يدعمون النادي قلة جدا، فتخيل أننا اجتمعنا مع عدد من أعضاء شرف النادي قبل عيد الأضحى الماضي لتوفير رواتب اللاعبين، ومع الأسف لم يستطيعوا توفير سوى 14 ألف ريال فقط. وحز في نفسي هذا الموقف وقمت بدفع 100 ألف ريال من أجل إخواني اللاعبين الذين كانوا على أبواب العيد وفي حاجة إلى رواتبهم. وأتمنى من أعضاء شرف النادي الوقوف مع ناديهم ودعمه ماليا ومعنويا لأنه في حاجة ماسة لوقفاتهم.
هناك تناقض بين حديثك سابقا وحاليا عندما أكدت أنك لست في حاجة لدعم أعضاء الشرف ماليا؟
نعم أنا كشخص خالد الباتع لست في حاجة لدعمهم ماليا، ومستعد لتوفير أي مبلغ أحتاجه للنادي، ولكن النادي في حاجة إليهم وإلى دعمهم ووقفاتهم.
إعادة الهيكلة الشرفية في النادي الموسم الماضي شهدت سقوط الكثير من أسماء أعضاء الشرف البارزين والمؤثرين والذين لهم بصمات في النادي وهو في حاجة ماسة لأكبر قدر ممكن من الأعضاء، هل هناك هيكلة شرفية جديدة الموسم المقبل في حال ترؤسك له؟
أنا لست من المؤيدين للعضوية الشرفية الحالية ولا أوافق على أن توضع رسوم مالية معينة، فيفترض أن تكون العضوية الشرفية ثلاث فئات: البرونزية والفضية والذهبية، وكل فئة لها رسومها المعينة. وهذا ما سأطبقه في حال ترؤسي لإدارة النادي الموسم المقبل، فأنا أوجه رسالة لجميع أعضاء شرف النادي بأن أي عضو شرف للنادي يدفع أقل من 50 ألف ريال لن أدخله في المشاورات الخاصة بالقرارات المهمة في النادي إطلاقا، ولا ينتظر مني إشراكه أو مشاورته أو إطلاعه على أمور النادي، فلن أشاور شخص يدفع للنادي ألفين أو ثلاثة آلاف ريال، أعضاء الشرف المؤثرين حاليا ستة وهؤلاء أعضاء أساسيون وثابتون عندي وهم: علي الجميعة، سعود العجلان، فهد الجراد، سعود الصقيه، عبد الرحمن السديري، وفايز المعجل.
الباتع اهتم بالفريق الأول وأهمل الفئات السنية مما جعل فريق الشباب يهوي إلى دوري المناطق، ما ردك؟
نعم أنا أهملت فريق الشباب ولم أهتم به مثل الفريق الأول، ووقعت في أخطاء فادحة بإقالتي مدرب الشباب الإمشاطي، ولم أوفر البديل المناسب، لذا أجد نفسي أتحمل هبوطه لدوري المناطق، وإن شاء الله الفريق قادر على العودة إلى مكانه الطبيعي.
اتهمت بالتفريط في نجوم الفريق بمبالغ زهيدة لا توازي إمكاناتهم؟
أولا لم ينتقل في رئاستي سوى اللاعب عبد الرحمن الرشيدي، ولا أعرف انتقال أو تنسيق أي لاعب غيره، فالرشيدي لاعب استماتت الإدارة السابقة في بيعه وتسويقه ولكن لم تستطع تحقيق ما تريده، فاللاعب انتقل بمبلغ مليوني ريال للنادي ومليون للاعب. واستطعت استقطاب خمسة لاعبين بسعر مليون و300 ألف ريال لمدة موسمين بقيمة انتقاله استطاعوا انتشال الفريق من القاع لبر الأمان. كنت مجبرا على بيعه لتدعيم الفريق بلاعبين مميزين في تلك الفترة الحرجة.
ذكرت في تصريح سابق لـ ''الاقتصادية'' أن الطائي سينافس قريبا على الآسيوية ما أثار انتقاد الكثير من محبي النادي، ووصفوا حديثك بأنه مجرد حلم لن يكون له وجود على أرض الواقع؟
من حقي أن أحلم وأتمنى، طموحاتي في قيادة الطائي ليس لها حدود، فالكل يطمح إلى أن ينافس ناديه على جميع البطولات العربية والآسيوية والعالمية كذلك، وسنعمل على تحقيق حلمنا بعمل وجهد كبيرين.
ماذا يحتاج الطائي ليحقق الصعود إلى دوري الكبار الموسم المقبل؟
الطائي يحتاج من 10 إلى 13 مليون ريال كي يحقق الصعود، وأتمنى من أعضاء الشرف توفيرها إذا كانوا يريدون الصعود، وإن شاء الله سيكون الطائي بطلا لدوري الدرجة الأولى الموسم المقبل.
