كيف يحدث سرطان القولون؟
انتشر سرطان القولون في السنوات الأخيرة في المملكة العربية السعودية بشكل كبير، ما جعله الأول بين الرجال والثالث بين النساء، حيث تبلغ نسبة حدوثه نحو 10.3 من مجمل حالات الأورام الخبيثة في المملكة (حسب تقارير سجل الأورام)، وهذه الأورام تنشأ عن طريق اختلالات جينية عديدة متتابعة تحدث في خلايا الغشاء المخاطي للقولون، فتُحدث فيه أوراما حميدة تبدأ على شكل زوائد تتغير عبر عدة مراحل إلى أورام خبيثة، وتحدث هذه الزوائد بنسبة 30 في المائة فيمن هم فوق سن الخمسين دون وجود أعراض مصاحبة، ومن هنا تأتي أهمية الفحص الدوري بمنظار القولون.
سرطان القولون هو سرطان الأمعاء الغليظة، وهو يسمى أيضاً السرطان القولوني المستقيمي. في معظم الحالات تبدأ من بوليبات ورمية (زوائد لحمية)، لكن نسبة صغيرة فقط من هذه الزوائد التي تنشأ في القولون (نحو 1 في المائة) هي التي تصير سرطانية فيما بعد. وهذا التغير من الزوائد اللحمية إلى السرطان القولوني يحدث ببطء على مدى يتراوح بين خمس إلى عشر سنوات بسبب سلسلة من التغيرات الجينية. لكن إذا تم استئصال الزوائد قبل أن يصبح خبيثاً، فإن ذلك يخفف من نسبة حدوث سرطان القولون.
#2#
الإصابة بعد سن الخمسين
أكثر الأشخاص المعرضون لسرطان القولون هم الذين يبلغون من العمر 50 سنة وأكثر، وأيضا تعرض المريض لهذا النوع من السرطان سابقاً، ولديه سجل عائلي (شخص واحد أو أكثر) مصاب كالأبوين، الأشقاء والشقيقات أو الأطفال، وكذلك الإصابة بسرطانات أخرى مختلفة: كسرطان الثدي، المبيض، الرحم، وأعضاء أخرى. وكذلك وجود إصابة سابقة بأمراض القولون مثل: التهابات القولون التقرحي أو التهاب القولون الحبيبي (مرض كرون).
هناك عدة وسائل لتشخيص سرطان القولون منها منظار القولون الذي يعتبر من أهم وسائل التشخيص، كما من الضروري عمل فحص الدم الخفي في البراز. وعمل تصوير القولون الشعاعي، وأخذ عينات في حال وجود ورم للفحص المجهري؛ وكذلك التصوير الطبقي المحوري C.T SCAN للبطن والحوض وذلك لتحديد مدى انتشار الورم داخل البطن، حيث إن هذه الأورام تتميز بكثرة انتشارها للكبد.
ولا بد من استئصال الأورام السطحية الحميدة في الجدار الداخلي للقولون أو المستقيم بمنظار القولون وذلك للحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. أما بالنسبة لسرطان القولون فالحل الوحيد والأمثل لعلاجه بعد إجراء جميع الفحوصات اللازمة هو استئصال الجزء المصاب من القولون جراحيا، ويتم استئصال نصف القولون الأيمن في حالة إصابة المعي الأعور، واستئصال القولون الأيسر أو (الحوضي) حسب موقع الورم، ويتبع بعد ذلك العلاج الكيمائي حسب درجة الورم.
تعتبر أورام القولون من الأمراض الخبيثة التي يمكن الكشف عنها مبكرا بفعالية للأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، عن طريق منظار القولون وإعادته بشكل دوري كل ثلاث سنوات.
طبيب الجراحة العامة والمناظير