قرار صائب وقرارات خاطئة

بدأت الخطوط السعودية في تفعيل نظام جديد خاص بإجراءات الحجز وشراء التذاكر وطبقته أولا على الرحلات الداخلية للدرجة السياحية فقط. حيث يحدد النظام الجديد فترة متاحة للزبون هي ست ساعات لشراء تذاكر الرحلات التي يكون موعد إقلاعها خلال ثلاثة أيام و48 ساعة للرحلات أكثر من ثلاثة أيام. ''الخطوط السعودية'' عانت كثيرا في الماضي - ولا تزال - من الظاهرة التي تعرف لدى شركات الخطوط الجوية بـ (لم يحضر الراكب) No Show، وكانت الأنظمة وإلى وقت قريب لا تحمّل المسافر أي غرامة؛ مما فاقم في ظاهرة كثرة الحجوزات المؤكدة مع عدم الالتزام بالسفر. تقول الإحصائيات إن الخطوط السعودية تتكبد خسائر بمئات الملايين سنويا جراء هذا السلوك من المسافرين الذين، إضافة إلى الخسارة المادية للناقل الجوي، يتسببون في خسائر غير قابلة للتقييم المادي عندما تطير الطائرات بمقاعد شاغرة وهناك الكثير من المرضى العاجزون عن الوصول إلى مواعيدهم في مستشفيات المدن الكبرى. يهدف هذا النظام الجديد إلى حل جزئي لمشكلة تعاني منها ''الخطوط السعودية'' تتمثل في اختلال كبير بين حالة الطلب وحالة العرض. فالطلب على الرحلات وخاصة الداخلية ازداد كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب الازدهار الاقتصادي وكثرة الأعمال عبر المملكة، قابله سوء إدارة الأسطول من قبل المختصين في ''الخطوط السعودية'' الذين دائما يأتون بطائرات مستأجرة متدنية الاعتمادية فتكثر أعطالها ويتراكم المسافرون في المطارات انتظارا لطائرات بديلة، ثم ترتد المشكلة على جميع الطائرات. وعند تأخر الطائرات يلاحظ عدم اهتمام الخطوط السعودية بالركاب، حيث حدثت حالات كثيرة يتم فيها الإبقاء على الركاب لساعات داخل المقصورة وكثيرا ما تكون درجة الحرارة عالية دون مراعاة للمرضى والأطفال، مع أن اللوائح الدولية بهذا الخصوص واضحة وتلتزم بها جميع شركات الخطوط الأعضاء. ''الخطوط السعودية'' تدرك أن هناك تقصيرا في تكييف الدرجة السياحية في بعض الطائرات خاصة ( 747 - 400) أثناء فترة ركوب المسافرين - وأحيانا أثناء التحليق - وهي فترة ليست بالقصيرة عندما يتأخر إقلاع الرحلة. فإن كانت ''الخطوط السعودية'' قد مارست حقها الطبيعي في إدارة أكثر فاعلية في حجز وشراء التذاكر السياحية، فإن عليها حقوقا كثيرة لمسافري هذه الدرجة من الطبقات الكادحة مثلي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي