الأعلاف المركبة سدت 20 % من الفجوة العلفية التي أحدثتها أزمة الشعير
سدت الأعلاف المركبة حصة بلغت بين 15 و20 في المائة من الفجوة العلفية المغطاة بالشعير (900 ـــ 1100ألف طن)، وذلك على الرغم من أن الإعانة التفضيلية المقدمة لعلف الشعير وحدة تصل إلى ضعف الإعانة المعطاة لكمية الشعير الداخل في صناعة الأعلاف المركبة، التي لا تتجاوز 200 ريال للطن مقابل 410 ريالات للطن في علف الشعير الخالص.
وبين لـ ''الاقتصادية'' الدكتور محمد الصيادي نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث والتطوير في ''أراسكو''، أن أسعار العلف المركب تميزت بالثبات عند 42 ريالا للكيس على الرغم من زيادة الأسعار العالمية للمدخلات الأخرى (ذرة صفراء ـــ كسب فول الصويا ـــ الشعير والحبوب والأكساب الأخرى)، حيث راوحت الزيادة العالمية للمدخلات الأخرى بين 33 و46 في المائة، في حين أن الزيادة في أسعار العلف المركب الكامل لم تتجاوز 10 في المائة.
#2#
وقال: ''إن ذلك يعطى صورة واضحة للجهات المعنية بأن وجود مدخلات أخرى معانة في تركيبة العلف أدت إلى استقرار أسعاره وتمرير الإعانة بشكل واضح للمربي، إضافة إلى المميزات الأخرى التي تنعكس على الإنتاج كما ونوعاً''، مشيرا إلى أنه بإمكان مصانع الأعلاف المحلية فيما لو توافر لها الدعم اللازم، أن تغطي نسبة كبيرة من حصة الشعير المستهلكة في تغذية الماشية.
علي العنزي من الرياض
رد الدكتور محمد الصيادي نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث والتطوير في ''أراسكو''، في حديث له أمام الندوة الثانية لإنتاج الأغنام التي نظمتها غرفة الرياض أمس الأول، على المشككين في إقبال مربي الماشية على العلف الكامل المتوازن لتغذية ماشيتهم، بقوله إنه ليس هناك أية مشكلة في الإقبال على الأعلاف المركبة من قبل المربين، وإنما المشكلة تكمن في القدرة على المنافسة في ضوء الإعانة التفضيلية للشعير، التي تتعارض مع آلية التطبيق التي نصت عليها الخطة الوطنية للأعلاف، مستدلا بالإقبال الكبير من قبل المربين على الأعلاف المركبة، بالقفزة التي حققتها في حجم الكميات المباعة من 150 ألف طن في السنة إلى 1.5 مليون طن في السنة خلال الأعوام الخمسة الماضية.
بطء في التجاوب مع الأسعار العالمية المتغيرة
ولفت الصيادي إلى أن ما يتم دعمه حالياً من الأعلاف عدده محدود (17 مدخلا علفيا) والمفترض أن تكون القائمة مفتوحة، كما أن هنالك بطئا في التجاوب مع الأسعار العالمية المتغيرة، حيث إن آخر قائمة مدعومة كان تاريخ إقرارها قبل سنتين ولم يتم تحديثها حتى الآن، إلى جانب أن عملية الدعم الحالية تعتمد على رقم مجرد للقيمة الغذائية للمدخل العلفي ولا تعتمد مبدأ التغير الديناميكي لمكونات هذه المدخلات.
مليونا وحدة حيوانية تتضرر
وأعلن الدكتور الصيادي في ورقته التي كانت تحت عنوان ''الخطة الوطنية لدعم صناعة الأعلاف الواقع والمأمول''، عن وجود عجز في كمية المادة الجافة بين ما تحتاج إليه الماشية (13.7 مليون طن في السنة) وما تقدمه ''المراعي'' و''دريس الأعلاف الخضراء'' (7.4 مليون طن سنويا) مقداره 6.3 مليون طن سنوي، وهو ما يشكل 46 في المائة من إجمالي ما تحتاج إليه الماشية، مؤكدا أن هناك مليوني وحدة حيوانية تتضرر من هذا العجز.
الاستثمار في صناعة الأعلاف
وفيما يتعلق بأهمية الخطة الوطنية للأعلاف، قال الصيادي: تنبع أهمية الخطة الوطنية لدعم صناعة الأعلاف من عدة جوانب أهمها: المحافظة على صناعة الأعلاف القائمة ودعم استمرارها ونموها، تشجيع الاستثمار في مجال صناعة الأعلاف بزيادة جاذبيته وتقليل مخاطره، توفير الأعلاف المتوازنة الملائمة للحيوانات كمّا وكيفاً بما يشجع ويحافظ على الثروة الحيوانية المحلية ويحقق التنمية المستدامة لهذا القطاع، إضافة إلى توفير اليد العاملة الوطنية المؤهلة لرعاية وإدارة هذا القطاع الحيوي المهم، إلى جانب ترشيد استهلاك المياه الجوفية المستخدمة في زراعة الأعلاف المالئة والحبوب.
استهلاك المياه
وحول واقع زراعة الأعلاف الخضراء ومستقبلها في ظل الخطة المستقبلية للزراعة في المملكة، أبان الصيادي أن التقديرات تشير إلى أن استهلاك القطاع الزراعي من المياه يبلغ نحو 19.85 مليون متر مكعب (1425هـ)، وهذا شكل نحو 88 في المائة من إجمالي الطلب على المياه، مشيرا في الوقت ذات إلى أن الدراسات تقترح أن يكون هناك خفض كبير في المساحة المزروعة من الأعلاف (الخضراء والحبوب) من 3.9 مليون دونم عام 1999م إلى 0.8 مليون دونم عام 2020م بنسبة خفض 80 في المائة.
الطاقة والبروتين
وفيما يتعلق بسياسة الخطة الوطنية للأعلاف أفاد الصيادي بأنها تتضمن اعتماد سياسة دعم مدخلات الأعلاف على أساس القيمة النسبية لمدخلات الأعلاف بناء على سعر الطن مقروناً بقيمته الغذائية، التي تتمثل في محتواه من الطاقة والبروتين (الذرة الصفراء + كسب فول الصويا)، وكذلك اعتماد سياسة دعم مدخلات الأعلاف كنسبة مئوية من القيمة النسبية لهذه المدخلات، وعدم حصر سياسة دعم مدخلات الأعلاف على نوع معين أو محدد من مدخلات الأعلاف حتى لا يقلل من التمايز النسبي لتلك المدخلات وتبني سياسة دعم جميع الأعلاف (حبوب ومنتجاتها الثانوية وأكساب وأعلاف مالئة ونحوها).
تقليل الاعتماد على الشعير
تشمل سياسة الخطة الوطنية للأعلاف تحفيز صناعة الأعلاف في المملكة من خلال رفع سقف الحصص المعانة من الدولة للوصول إلى القدرة الإنتاجية الكاملة لمصانع الأعلاف، إضافة إلى تقليل الاعتماد على الشعير من خلال سياسة الإحلال بالمواد الأخرى المعانة وفق جدول زمني محدد.
آلية تنفيذ الخطة
أما فيما يتعلق بآلية تنفيذ الخطة فقد بين الدكتور الصيادي أن وزارة الزراعة تعمل على عدة خطوات هي: تقدير وحصر أعداد الثروة الحيوانية (الماشية) إبل وضأن ومعز في المملكة، تقدير الأعلاف المنتجة محلياً وحالة المراعي وإنتاجيتها بشكل دوري، ومن ثم حصر الفجوة العلفية، ومتابعة أسعار الذرة الصفراء وكسب فول الصويا في الأسواق العالمية (كمدخلين أساسيين للطاقة والبروتين). وتتضمن آلية تنفيذ الخطة الوطنية للأعلاف أيضا قيام ''الزراعة'' بإعداد تقارير دورية حول القيم النسبية لمدخلات الأعلاف المختلفة المضافة إلى قائمة الإعانة، وكذلك التعاون مع اللجنة الوزارية المكونة من وزراء المالية والتجارة والزراعة بمراجعة حصص مصانع الأعلاف وتقدير نسبة الإعانة على مدخلات الأعلاف بناء على ما تقدم.
المصانع المحلية
وفيما يتعلق بإسهام المصانع المحلية في تغطية الاحتياج الفعلي من أعلاف الماشية، بين الدكتور الصيادي أن ''أراسكو'' تنتج نحو 15 في المائة من احتياج الماشية، ولديها توسعات مستقبلية تؤهلها لتغطية ما نسبته 40 في المائة بحلول عام 2014، أما بقية المصانع فلا توجد إحصائية دقيقة تبين مقدار إسهامها ولكن يعتقد أنه في حدود 5 في المائة.
تذليل المعوقات
ذكر الدكتور الصيادي أن مصانع الأعلاف في المملكة تتطلع بتفاؤل لمستقبل واعد في ظل السياسة الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ كما أن المناخ الاستثماري لهذا القطاع (قطاع تصنيع الأعلاف) واعد جداً فيما لو ذللت له المعوقات، وأصبح هنالك وضوح واستقرار للرؤية. وقال: قطاع الماشية مهم وحيوي ويتطلع إلى العوامل التي تحقق استقراره ونموه، وأحد هذه العوامل (الركائز) صناعة الأعلاف المحلية''. وأضاف قائلا: ''إن صناعة الأعلاف المحلية إذا ما فعلت آلية الخطة الوطنية بالشكل الصحيح، من شأنها أن ترشّد استهلاك المياه الجوفية بشكل كبير، مما يحافظ بدوره على هذا المصدر المهم من الهدر الجائر''.
دعم صناعة الأعلاف المحلية بشكل عاجل وسليم
طرح الدكتور الصيادي عددا من التوصيات؛ من أهمها: ضرورة تفعيل الخطة الوطنية لدعم صناعة الأعلاف المحلية بشكل عاجل وسليم، العمل على تطبيق جميع بنود الخطة، وخاصة ما يتعلق بآلية دعم المدخلات العلفية وطريقة احتسابها، ويجب ألا تكون هناك قائمة محددة من المدخلات العلفية يحصر فيها الدعم، بل الواجب أن تكون القائمة مفتوحة وتكون العبرة بالقيمة الغذائية للمدخل العلفي ومدى مطابقته للمواصفات والمقاييس والمحاذير الشرعية.