د. عايض القرني: الملصقات التجارية في المساجد تشغل المصلين عن الخشوع في الصلاة

د. عايض القرني: الملصقات التجارية في المساجد تشغل المصلين عن الخشوع في الصلاة

أكد الدكتور عايض القرني الداعية الإسلامي أن المساجد تعد مكاناً مناسبا لتعارف المؤمنين وتآلفهم، فلا يتعارف أهل الحي، أو سكان الحارات أو أبناء القرى إلا في المساجد، فيعلمون بمرض المريض ويعودونه، ويعرفون غياب الغائب فيسألون عنه، ويلتمسون حاجة المحتاج فيمدون له يد المساعدة.
وأضاف: لو عقدت مجالس للأحياء والحارات في مساجدها، يكون من أبرز مهامها توثيق عرى الأخوة، وروابط المحبة بين رواد المسجد من المؤمنين، وتفقد المتخلفين عن حضور صلاة الجماعة، ورعاية المحتاجين، ومد يد العون للمساكين، والشفاعة لمن أراد الشفاعة، وتنظيم اللقاءات الدورية والزيارات الأخوية في المنازل، والإشراف على المناسبات العامة، وإعداد فقراتها وبرامجها كالأعياد والأفراح ونحوها.
كما أن إيجاد مكتبة مناسبة في كل مسجد؛ تشتمل على الكتب المقروءة تكون مرجعاً مناسباً وسريعاً للأئمة وطلبة العلم، تشتمل على الكتب المقروءة، ومكاناً مناسباً لتربيتهم وتثقيفهم وإطلاعهم.
وأشار إلى أن هناك أربع ملاحظات تتكرر في كثير من المساجد فيا حبذا لو تنبه لها:
الأولي: تكلف بعض الأئمة والخطباء والمؤذنين، وهذا أمر مخالف للسنة، فتجد المؤذن يتكلف في مخارج الحروف، ونبرات الصوت بشكل يثقل على النفوس، وتشمئز منه الأرواح. قال تعالى: ''وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ'' (صّ: الآية 86)، ويقول عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ـــــ: ''نهينا عن التكلف''. وجاء عمر بن عبد العزيز كما روى عنه البخاري أنه سمع مؤذناَ يمطط في صوته، فقال له: ''أذن أذاناً سمحاً وإلا فاعتزلنا''.
وتجد الإمام يتكلف في قراءته، ويتعب نفسه في تقليد إمام آخر، ويحاول استحداث صوت ليس بصوته، وطريقة ليست طريقته، حينما يذهب الخشوع وتجف الدموع، وتشمئز النفوس، والحذر الحذر من هذا الصنيع.
وبعض الخطباء يتكلف في إلقاء الخطبة فيتقطع صوته من على المنبر، وكأنه يريد حنجرة غير حنجرته، وأداء غير أدائه، وشخصاً غير شخصه، فمرة يزيد ومرة يرعد، ومرة يهدد، وأخرى يتوعد، ويرفع صوته في مواطن خفض الصوت، ويخفضه في مواطن رفعه، إلى غير ذلك من ألوان التكلف المنهي عنه في مجموع النصوص الشرعية.
الثانية: كثرة الملصقات والإعلانات في المداخل والمخارج والممرات، وتعالي اللوحات، وهذا الأمر لا يخلو من حالتين:
أن تكون هذه الملصقات إعلانية خاصة بالمحاضرات النافعة والدروس العلمية وحلقات تحفيظ القرآن، وما شابه ذلك من أعمال الخير، ففي هذه الحالة يكون الأمر مساغاً ومقبولاً بل يكون من وسائل الدلالة على الخير والدعوة إليه.
أن تحتوي هذه المادة على دعايات تجارية أو شبه تجارية، وهذا من شأنه إشغال المصلين عن الخشوع في الصلاة، إضافة إلى أنه مخالف لما كان عليه سلف الأمة الصالح. والواجب أن يكون لهذه الملصقات والإعلانات التجارية ونحوها مكان آخر غير جدران المساجد لغير ما وجدت له فهذا أمر لا مصلحة فيه وينبغي التنبه له.
الثالثة: البعض يخطئ بحسن نية وسلامة مقصد فيعلق بعض الصور الفوتوغرافية ونحوها للمجاهدين والمنكوبين في أنحاء العالم الإسلامي بحجة أن يراها المصلون، وأن يشاهدها أبناء الإسلام؛ فيسارعون إلى دعمهم ومد يد العون لهم، وتفريج عسرهم، وتقريب يسرهم.
وهذا خطأ، فالصور مهما كانت لا تدخل المساجد، وينبغي أن تبعد عن بيوت الله.
الرابعة: الزينة المتكفلة في الزخرفة والفرش، وهذا مدعاة لإلهاء المصلين وإشغالهم بكثرة تخطيطاته، وتنميقه، وألوانه، ونقوشه.
فيا حبذا لو روعي عدم المبالغة في تزيين المساجد وزخرفتها جدراناً أو سقوفاً أو محاريب.
ويا حبذا لو كان فرش المسجد خالية من الرسوم، والألوان الصارخة، والكتابات ونحوها.

الأكثر قراءة