خادم الحرمين الشريفين والعطاءات المتجددة

في هذه الأيام تمر بنا مناسبة عزيزة وغالية على الشعب السعودي الكريم. إنها الذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم، حيث شهدت المملكة منذ مبايعته ملكاً لهذه البلاد في 26/6/1426هـ إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل لتجسد تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته العربية والإسلامية. وبهذه المناسبة نهنئ مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني وزير الداخلية والأسرة المالكة الكريمة بهذه الذكرى العزيزة على نفوسنا.
إن من أول اهتماماته - حفظه الله - تلمس احتياجات المواطنين ودراسة أحوالهم من كثب رغبة في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ودعم مسيرة الاقتصاد الوطني حتى حققت البلاد في عهده منجزات وتحولات مشهودة في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعمرانية، وعلى الصعيد الدولي تمكن - حفظه الله - بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في كثير من الملفات المهمة عربياً وإسلامياً ودولياً، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي. حافظ على الثوابت واسـتمر على نـهج والـده المؤسس الملك عـبد العزيز بـن عبـد الرحمن - طيب الله ثراه - فصاغ نهضة المملكة الحضارية ووازن بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.
ففي هذه الذكرى العزيزة نستحضر بعض الإنجازات التي تحققت في هذا العهد الميمون للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، التي تأتي استكمالاً لكل ما تحقق لهذا الوطن الغالي على نفوس الجميع منذ تأسيسه على يد الملك عبد العزيز، فقد خطت المؤسسة منذ تأسيسها عام 1390هـ خطوات مباركة في مجال التأمين الاجتماعي، حيث شمل تطبيق نظام التأمينات الاجتماعية المنشآت كافة التي يعمل فيها عامل واحد أو أكثر، فغطى فئة كبيرة من المواطنين والمقيمين، فبلغ عدد المشتركين الذين هم على رأس العمل أربعة ملايين وتسعمائة وستون ألف مشترك، وبلغ عدد المنشآت المسجلة في النظام 265 ألف منشأة. كما أولت المؤسسة الاهتمام بالفئات الأقل دخلاً، وذلك بوضع حدود دنيا للمعاشات والعائدات وتيسير شروط الانتفاع بها ومراعاة حالات التقاعد والعجز والمرض والوفاة والطلاق والترمل، وكل ذلك يمثل دعامة أساسية في البناء الاجتماعي والاقتصادي الوطني. وتجاوزت جملة المبالغ المصروفة من صندوق التأمينات 70 مليار ريال، والمعاشات التي تصرف شهرياً 742 مليون ريال يستفيد منها 268 ألف مستفيد. وتدار جميع أعمال المؤسسة بكوادر وطنية 100 في المائة.
وفي مجال الاستثمار تقوم المؤسسة بدور بارز في الاستثمار المالي والعقاري، حيث تمتلك العديد من المشاريع العقارية في كل من: الرياض، المدينة المنورة، ينبع، الجبيل، ومكة المكرمة تجاوزت تكلفتها ستة مليارات ريال، كما تسهم في العديد من الشركات المحلية تبلغ تكلفتها 49 مليارا و176 مليون ريال. حيث توجهت المؤسسة لاستثمار أموال الاشتراكات وفق خطة استثمارية محددة طويلة المدى تعتمد على إيجاد مصادر دخل وعوائد ثابتة ليتسنى لها الوفاء بالالتزامات المالية المستحقة للمستفيدين من النظام، وقد ساهمت هذه المشاريع - ولله الحمد - في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد. وتعتبر المؤسسة من أوائل الجهات الحكومية في تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية، وأكملت منظومة خدماتها الإلكترونية التي تأتي تمشياً مع توجه الدولة في التحول نحو مجتمع معلوماتي يقدم خدمة إلكترونية تتسم بالسهولة والسرعة والأمان وتساعد على تحسين وتطوير الإجراءات والتعاملات وتضمن الراحة والسرعة والجودة ودعم اتخاذ القرار، حيث تعتبر منظومة إلكترونية متكاملة لكل التعاملات والإجراءات التي يحتاج إليها عملاء المؤسسة، وهي بذلك طبقت وبشكل كامل توجيه حكومتنا الرشيدة بالتحول إلى نظام الحكومة الإلكترونية، وهذه الخدمات توفر على عملاء المؤسسة الجهد والوقت، حيث كان يتحتم على طالب الخدمة أن يقصد مكتب التأمينات، أما الآن فباستطاعته عمل كافة الإجراءات والتعاملات من أي مكان وفي أي وقت. وقد حصلت المؤسسة على عدد من الجوائز منها : جائزة المركز الأول في قياس التحول إلى التعاملات الإلكترونية الحكومية (قياس)، الذي شمل 166 جهة حكومية وشبه حكومية، وجائزة الإنجاز للتعاملات الإلكترونية الحكومية (الإنجاز) في دورتها الأولى في فرع الريادة الإلكترونية، كما حصلت المؤسسة من المنظمة الدولية للتأمين الاجتماعي على ثلاث جوائز أخرى لتميزها في مجال تطبيقات تقنية المعلومات والاتصالات. وأخيرا فوز موقعها الإلكتروني بجائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية على مستوى الوطن العربي في دورتها العاشرة. كما وفرت المؤسسة عددا من الخدمات الذاتية لأصحاب العمل والمشتركين والمستفيدين عبر هاتفها المجاني باللغتين العربية والإنجليزية، وتقدم المؤسسة خـدمة الرسائل القصيرة للتواصل مع المشتركين وأصحاب العمل والمستفيدين من منافعها عن طريق رسائل الجوال SMS تتضمن إفادة المشترك ببعض الإجراءات التي تتم كإتمام عملية تسجيله في النظام وتزويده برقم اشتراكه والأجر المسجل له واسم المنشأة التي يعمل فيهـا، كمـا تتم إفادة المستفيد بإتمام إجراءات طلب صرف مستحقاته التأمينية وتذكيره بموعد صرف هذه المستحقات.
وختاماً أتقدم بأسمى ونيابة عن منسوبي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بأسمى آيات الشكر والعرفان على الدعم والرعاية المتواصلة لأعمال المؤسسة. سائلاً الله - عز وجل - أن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان والرخاء الذي تنعم به، وأن يوفق قادتها ويسدد على درب الخير خطاهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي