اليمن: مقتل 57 متظاهرا في اقتحام قوى الأمن لساحة الاعتصام في تعز
قتل 57 متظاهرا على الأقل خلال اقتحام وإخلاء ساحة الاعتصام في مدينة تعز (جنوب) بالقوة من قبل قوات الأمن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح البارحة الأولى، حسبما أفادت مصادر من منظمي الاعتصام لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي أحدث مؤشر على أن اليمن يتجه إلى حرب أهلية ، قتل أربعة عسكريين في كمين نصبه عناصر مفترضون من القاعدة على مشارف مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها المسلحون، وقتل اثنان آخران في انفجار قذيفة صاروخية في ظل استمرار المواجهات العنيفة مع القوات اليمنية المحاصرة في المدينة.
وذكر أحد قياديي الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام في تعز أن ''عشرين قتيلا على الأقل سقطوا في المواجهات من السادسة مساء الأحد حتى الرابعة فجر الإثنين''.
#2#
وتشمل هذه الحصيلة الجديدة ثلاثة قتلى من المحتجين سقطوا مساء الأحد أمام مركز للشرطة بالقرب من ساحة الاعتصام.
وذكر شهود عيان أن الدبابات والمدرعات تنتشر حاليا في الساحة بعد أن تم طرد المحتجين المعتصمين فيها منذ كانون الثاني (يناير)، فيما المتظاهرون متجمعون على أسطح البنايات المجاورة.
وأكد عدد من قياديي شباب ''الثورة السلمية'' أن ''الحركة الاحتجاجية لن تتوقف أبدا''.
وكانت الدبابات والمدرعات هاجمت ''ساحة الحرية'' تحت غطاء نيران كثيفة فيما أقدم عسكريون على إضرام النار في الخيام التي نصبها المحتجون وتم إخلاء الساحة، بحسب شهود عيان. وتم تعقب واستهداف مئات المتظاهرين الذين حاولوا الهروب من الساحة عبر الشوارع المجاورة، كما تم اعتقال عدد منهم بحسب الشهود.
وذكر مصدر طبي أن عدد الجرحى ''يتجاوز 200''، موضحا أن نحو 37 جريحا بعضهم في حالة حرجة كانوا في المستشفى الميداني الذي أقامه المحتجون في مكان الاعتصام واعتقلوا فيما تم تخريب المكان.
وقالت الناشطة بشرى المقطري ''إنها مجزرة. تم سحل الجرحى بالقوة في الشارع لاعتقالهم''.
وتم اعتقال عدة صحافيين كانوا في فندق يقع بالقرب من الساحة بينهم مصور قناة العربية محمود طه.
وتعز التي تقع على بعد 270 كيلو مترا جنوب غرب صنعاء من أكبر مدن اليمن وشكلت على مدى الأشهر الماضية أحد أبرز معاقل الحركة الاحتجاجية المطالبة بإسقاط النظام وبرحيل الرئيس علي عبد الله صالح.
وكانت الاعتصامات بدأت في هذه المدينة قبل أن تنتقل في 21 شباط (فبراير) إلى صنعاء.
وخلال الليل، استنكرت أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) في بيان ''استمرار الرئيس صالح وما تبقى له من قوات عسكرية وأمنية ومليشيات مسلحة في ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الإنسانية المستهدفة شباب الثورة الشعبية السلمية في ساحات التغيير وميادين الحرية والآمنين من النساء والأطفال والشيوخ في منازلهم وقراهم''.
من جهته، دعا صالح قيادات القوات العسكرية الموالية له في اجتماع عقد مساء الأحد إلى ''الصمود ومواجهة التحدي بالتحدي''.
إلى ذلك، قتل أربعة عسكريين يمنيين بينهم عقيد في كمين نصبه عناصر من القاعدة البارحة الأولى على مشارف مدينة زنجبار (جنوب) التي يسيطر عليها التنظيم، حسبما أفاد مصدر أمني مسؤول.